كامل أبو جابر: الفلاح الذي هز اسرائيل
هوا الأردن -
" أرض بلا شعب " كذبة الصهيونية الكبرى، مع استعارة من كتاب هتلر "كفاحي" بأن "هناك دائماً قوة معينه من المصداقية خلف الكذبة الكبيرة ؛ لأن الجماهير العريضة تُساق بسهولة لتصديق الكذبه بسبب طبيعتهم العاطفية "، اعادت السياسي البارز كامل أبو جابر إلى بؤرة الضوء من البوابة الاسرائيلية.
اسرائيل لم تسكت على مقالة أبو جابر التي هزت كيانها، فاستدعت وزارة خارجيتها السفير الأردني لديها وليد عبيدات، وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن حكومتها احتجت و " بشدة" على مقال نشره الوزير السابق أبو جابر في صحيفة جوردان تايمز, استخدم خلالها عبارات وصفتها بالـ "لا سامية فظة".
لكن أبو جابر لعارفيه ليس صدامياً، ويميل الى الوداعة والتهذيب والدبلوماسية التي أمضى الشطر الأكبر من عمره في رحابها، لكنه عند الحق صلب كطود، وهل ثمة حق ندافع عنه باستماتة بقدر الحق الفلسطيني؟.
بالنسبة للكثيرين فإن الرجل الذي ترأس الوفد الاردني- الفلسطيني المشترك لمؤتمر مدريد للسلام عام 1992، غاب مبكراً، بعد تركه منصب وزير الخارجية، وإن كان هؤلاء يعتبرون ان ابا جابر، من خير من تولى المنصب.
ولد كامل أبو جابر في اليادودة عام 1932، والده صالح فريح صالح أبو جابر من عائلة إقطاعية، ووالدته أنيسة زعرب، تتحدر من مدينة الرملة.
عاش في طفولته عيشة القروي، بما فيها من شظف عيش وقسوة ، لكن الثقافة كانت حاضرة في البيت القديم العامر بالحب والدفء بتأثيرات والدته التي كانت مثقفة واصرت على تعليم اولادها السبعة.
في مقتبل طفولته تتلمذ ابو جابر على يد استاذ استقدمه والده من فلسطين.
ومن اليادودة الى جبل عمان التي قطنتها الاسرة عشية الحرب العالمية الثانية عام 1939، وما زال بالبال، اشجار سرو وحجارة بيوت وطرقات.
يحفظ ابو جابر عمان عن ظهر قلب، ويعشق كل ما فيها، على الرغم من التغيرات الكثيرة التي طرأت على المدينة التي اختلفت ملامحها كثيراً عن تلك التي عرفها في صباه وشبابه الباكرين.
انهى دراسته الثانوية من مدرسة المطران العام 1951، ولكي يسافر الى امريكا لاكمال ارسل له شقيقه فايز الذي سبقه اليها 200 دولار كاجرة الطريق وباعت والدته اسوارتين لكي يمضي في رحلته.
الحلم الاميركي كان حاضرا في ذهنه، وعمل وكد واجتهد ودرس في جامعة سيراكوز، يروي انه عمل طراشاً في الجامعة ومن ثم فراشا ومراسلاً.. كما عمل في الصيف في مصانع، لكن عينه لم تخطيء هدفها، فقد تخرج من الجامعة حائزا شهادة الدكتوراة.
بعد تخرجه عام 1965، اجتاحه هاجس العودة للوطن، وراسل الجامعة الاردنية حديثة التأسيس، لكنه لم يتلق رداً، فعمل في التدريس في جامعة تينسي ثم انتقل لجامعة سميث.
في تلك الفترة ألف كتابا عن حزب البعث العربي الاشتراكي، وربما لهذا السبب ثمة من جادل بأن ابا جابر كان بعثياً، بل ومن قيادات الحزب!.
يعزى الى وصفي التل الفضل في استقطابه للعمل في الجامعة الاردنية عام 1969، ثم صار استاذاً عام 1971 وعميدا لكلية الاقتصاد والتجارة.
اختاره زيد الرفاعي وزيرا للاقتصاد عام 1973، ولم يلبث ان استقال من منصبه، لاسباب ما يزال لا يحبذ الخوض فيها، وهي من المرات القلائل التي يستقيل فيها وزير. بعدها لم تعد تلتفت الحكومات اليه، واكتفى بالاكاديمية، إلى ان اختاره طاهر المصري وزيرا للخارجية في حكومته بناء على رغبة من الملك الراحل الحسين.
عام 1997 جاء عيناً، ثم مديرا للمعهد الدبلوماسي، واخيراً مديراً للمعهد الملكي للدراسات الدينية.
ابو جابر متزوج من السيدة لوريتا ، ايطالية الاصل، التي "تشتم الاسرائيليين يومياً". وفق قوله، وله ابنتان، ليندا ونائلة".
يمضي ابو جابر اجمل اوقاته بصحبة العائلة، وحين يمر في طريق بعمان، يستحثه على التذكار.