اعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي التطورات في العراق رد فعل طبيعي على سياسة الإقصاء والتهميش والاستهداف لمكون رئيس من الشعب هناك.
وقال في بيان أصدره اليوم: “بعد سنوات من الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة، وجد (الشعب العراقي) نفسه مضطراً إلى الدفاع عن نفسه، ومحاولة انتزاع حقوقه، بعد أن يئس من إمكانية الوصول إلى حل سياسي يستجيب لمطالبه المحقة والموضوعية والقابلة للتحقيق، والتي حددت بأربعة عشر مطلباً” .
وشدد على أن استمرار السياسة المتبعة في العراق يهدد وحدة هذا البلد شعباً وأرضاً، ويفتح الباب واسعاً أمام صراع طائفي بغيض، يتجاوز حدود العراق إلى ما جاوره في كل الاتجاهات، وهو “أحد النتائج الخطيرة الناجمة عن احتلال العراق عام 2003، والشحن الطائفي الذي مارسه بعض السياسيين لضمان سيطرتهم على السلطة.”
وأكد “العمل الإسلامي” على وحدة العراق أرضاً وشعباً، ورفض دعاوى تقسيمه على أسس مذهبية أو عرقية، فـ”تقسيم العراق تحت أية ذريعة يشكل استجابة لمخططات استعمارية. لم تعد قانعة بما تحقق في اتفاقية سايكس بيكو في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وإنما تعمل جادة لتفتيت المفتت، وتجزئة المجزأ، لضمان وجود الكيان الصهيوني وتفوقه وهيمنته على المنطقة، وضمان تدفق النفط وفق المصالح والترتيبات الاستعمارية” .
ورفض الحزب التدخل الخارجي في شؤون العراق، فهو يهدد استقلاله وسيادته، ويعرض وحدته مصالحه للخطر، ودعا العراقيين بكل مكوناتهم إلى عدم استدعاء التدخل الخارجي مهما كانت الأسباب والذرائع، والى التمسك بحل عراقي يقوم على الأخوة والمواطنة والحقوق المتساوية لسائر العراقيين
وقال إن سبيل ذلك “حوار جاد يتنادى له ممثلو المكونات العراقية، ويغلبون فيه مبادئ دينهم، ومصالح وطنهم، على أية اعتبارات أخرى، ليحققوا الإصلاح السياسي المنشود الذي يتطلع إليه كل أحرار العراق”.
وناشد العراقيين جميعاً إلى تحكيم الشرع والعقل والمصالح الوطنية العليا في تصرفاتهم، انطلاقاً من حرمة الدم العراقي، وصون مقدرات العراق، وعدم السماح بإطلاق غرائز الانتقام، ودعاهم إلى ضبط الإعلام الذي يهيج العواطف، ويستدعي أحداثاً تاريخية ينبغي عدم استدعائها إلا لأخذ العبرة منها
وفيما يلي نص البيان:
بيان صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي
تابع حزب جبهة العمل الإسلامي باهتمام بالغ التطورات الأخيرة والمثيرة التي شهدها العراق، والتي جعلته في مقدمة دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي، انطلاقاً من أهمية العراق السكانية والحضارية والجغرافية، وما حباه الله من ثروات طبيعية ولاسيما في مجال الطاقة والمياه . وقد خلص الحزب إلى ما يلي :
1- إن التطورات المثيرة والمفاجئة التي شهدتها محافظتا نينوى وصلاح الدين ليست معزولة عن سابقتها في محافظة الأنبار، فهي رد فعل طبيعي على سياسة الإقصاء والتهميش والاستهداف لمكون رئيس من الشعب العراقي، فبعد سنوات من الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة، وجد نفسه مضطراً إلى الدفاع عن نفسه، ومحاولة انتزاع حقوقه، بعد أن يئس من إمكانية الوصول إلى حل سياسي يستجيب لمطالبه المحقة والموضوعية والقابلة للتحقيق، والتي حددت بأربعة عشر مطلباً .
2- إن استمرار السياسة المتبعة في العراق يهدد وحدة العراق شعباً وأرضاً، ويفتح الباب واسعاً أمام صراع طائفي بغيض، يتجاوز حدود العراق إلى ما جاوره في كل الاتجاهات، وهو أحد النتائج الخطيرة الناجمة عن احتلال العراق عام 2003، والشحن الطائفي الذي مارسه بعض السياسيين لضمان سيطرتهم على السلطة.
والعراقيون اليوم، ومعهم كل عقلاء الأمة مدعوون إلى رفض التحشيد الطائفي الذي يحلق الدين والدنيا، ولا يستفيد منه إلا أعداء الأمة والطامعون في ثرواتها .
3- التأكيد على وحدة العراق أرضاً وشعباً، ورفض دعاوى تقسيم العراق على أسس مذهبية أو عرقية، فتقسيم العراق تحت أية ذريعة يشكل استجابة لمخططات استعمارية. لم تعد قانعة بما تحقق في اتفاقية سايكس بيكو في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وإنما تعمل جادة لتفتيت المفتت، وتجزئة المجزأ، لضمان وجود الكيان الصهيوني وتفوقه وهيمنته على المنطقة، وضمان تدفق النفط وفق المصالح والترتيبات الاستعمارية .
4- رفض التدخل الخارجي في شؤون العراق، فهو يهدد استقلاله وسيادته، ويعرض وحدته مصالحه للخطر، ودعوة العراقيين بكل مكوناتهم إلى عدم استدعاء التدخل الخارجي مهما كانت الأسباب والذرائع، والى التمسك بحل عراقي يقوم على الأخوة والمواطنة والحقوق المتساوية لسائر العراقيين، وسبيل ذلك حوار جاد يتنادى له ممثلو المكونات العراقية، ويغلبون فيه مبادئ دينهم، ومصالح وطنهم، على أية اعتبارات أخرى، ليحققوا الإصلاح السياسي المنشود الذي يتطلع إليه كل أحرار العراق.
5- مناشدة العراقيين جميعاً إلى تحكيم الشرع والعقل والمصالح الوطنية العليا في تصرفاتهم، انطلاقاً من حرمة الدم العراقي، وصون مقدرات العراق، وعدم السماح بإطلاق غرائز الانتقام، ودعوتهم إلى ضبط الإعلام الذي يهيج العواطف، ويستدعي أحداثاً تاريخية ينبغي عدم استدعائها إلا لأخذ العبرة منها . والله نسأل أن يحفظ العراق وأهله آمناً متحاباً وموحداً .
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون }
|