الأردن تتحسس رأسها وتستنفر على الحدود.. شاهدنا في العراق عنفاً عشوائياً وإعدامات بشعة جداً
لم تصدر عمّان بياناً، أو تصريحات رسمية، رغم مضي أكثر من أسبوع على سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة على عدد من المحافظات العراقية، بل اكتفت فقط بالاستجابة لطلب كتلتين برلمانيتين (الوسط الإسلامي و وطن)، بعقد جلسة برلمانية مع الحكومة، لم تكن مجرد مصادفة أن يغيب عنها رئيسا الحكومة (عبد الله النسور)، ومجلس النواب (عاطف الطراونة)، وكذلك غالبية النواب، وحضره وزير الخارجية ناصر جودة، ووزير الداخلية حسين المجالي، وقرابة الثلاثين نائباً من أصل مائة وخمسين نائباً، وعقد اللقاء برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب أحمد الصفدي.
وأجمع الوزيران أن "ما يجري في العراق حالياً ضبابي ولا يمكن الحكم عليه بشكل عام”، مؤكدين عدم انفصال هذه الأحداث عما يجري في سوريا.
وفي ضوء ذلك، قدمت نصائح رسمية للنواب بعدم تصعيد تصريحاتهم حيال ما يجري في العراق، ومضاعفة الإجراءات الأمنية الأردنية ليس فقط على الحدود، وإنما كذلك على العراقيين المقيمين في الأردن، وعدم صدور أية تصريحات رسمية بشأن ما يجري في العراق، اتقاءً لانتقال تفاعلات الحدث العراقي إلى الأردن، وخشية من إغضاب هذا الحليف أو ذاك، إلا أن ثمة استنفار على الحدود قائم.
وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الأحداث في سوريا وتطوراتها وتداعياتها "ليست بمعزل عما يجري من تطورات في العراق”، لافتاً إلى أن الأردن يتابع ما يجري في العراق بشكل حثيث، ويتخوف كثيراً على أمن واستقرار هذا البلد الشقيق، مشيراً إلى أن الأردن حذر كثيراً من خطر التطرف والإرهاب وانتشاره في المنطقة.
وعبر جودة عن قلقه الشديد من "المناظر التي بثت مؤخراً حول ما جرى في مناطق احتلتها داعش قائلا: شاهدنا فيها عنفاً عشوائياً وإعدامات بشعة جداً وتطرفاً طالما حذر منه جلالة الملك عبد الله الثاني منذ أكثر من سنتين”.
وأضاف: "من باب النصح للعراق يجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع العراقي موازية للتوجه الأمني، الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهد”.
وكانت "داعش” أعلنت في وقت سابق أن الأردن سيصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الذي يريد إقامتها، معلناً إنشاء فرع في المملكة لتجنيد مقاتلين وإرسال أسلحة إلى العاملين في البلدان المجاورة.
وقالت التنظيم لوكالة الأنباء الألمانية إنه سيستخدم الأردن، جار العراق إلى الغرب، "كمركز للخدمات اللوجستية”، مؤكدا أنه لا يعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن.
وقال أبو محمد البكر، وهو عضو في فرع داعش المؤلف من 200 عنصر "إن هدف الدولة الإسلامية هو إقامة الخلافة الإسلامية، سواء كان ذلك من خلال وسائل عسكرية أو غير عسكرية”.