دروس خصوصية لطلبة التوجيهي بتذكرة سعرها 30 دينارا
المعلم قدوة لطلابه، و العلاقة بينهم هي صورة من علاقة الأب بأبنائه، أساسها المودة و حارسها الحزم الضروري و هدفها الأسمى إعداد جيل واعٍ يُعتمد عليه. فمهته تتعدى حدود تلقين المعلومة فهو موضع تقدير و احترام في المجتمع، و يأخذ دور المرشد و الموجه.
و لا يدخر المعلم وسعاً في التزود بالمعرفة، و طرق تطويرها في مجال تخصصه تقوية لامكاناته المهنية أسلوباً و وسيلة، فلكل معلم طريقته والهدف هو أن تصل بسلاسة لكل طالب.
أحد أساتذة مادة علوم الأرض كان له أسلوبه الفريد في اقامة مراجعة لمادته لطلبة التوجيهي، حيث أقام هذه المراجعة في أحد المسارح سعر تذكرة الدخول 30 ديناراً، حضرها طلبة من أماكن قريبة و بعيدة، 'فالغريق يتعلق بقشة' و طلبة التوجيهي ما أن يسمعوا بأستاذ يقدم لهم تلخيص أو أسئلة متوقعة حتى يسارعوا بحضورها حصص المراجعة عنده.
و اللافت أن الأستاذ قد نبّه الطلبة في وقت سابق بعدم احضار أي كتاب أو ورقة أو قلم للمراجعة التي اختتمها 'بحفل موسيقي' من عزفه و غنائه استمر لساعتين ضيّع فيها وقت الطلبة الذين يعانون هذا الفصل من ضيق الوقت في الامتحانات نظراً لقرار وزارة التربية و التعليم بحصر أيام الامتحانات باسبوعين لتنتهي قبل حلول شهر رمضان المبارك.
تفاجأ الطلبة الأربعاء ببعض أسئلة الامتحان، والتي أكد الأستاذ لهم أثناء المراجعة أنه لن يتم التطرق لها –الاسئلة- لأنها غير مهمة، ومستبعداً في الوقت نفسه أن تأتي في الامتحان الأمر الذي أثار حفيظة الطلبة الذين عبروا عن غضبهم في تعليقات على صفحة الأستاذ على الفيسبوك، و أبدى العديد منهم أسفهم على الوقت الذي أضاعوه في حضور مراجاعته، و على الثقة التي منحوه إياها.
و كذلك الأمر بالنسبة لأهالي الطلبة الذين وجهوا نصيحة للأساتذة بشكل عام، بعدم استثناء أي جزء من المادة أثناء مراجعتها.
التعليم مهنة لها قداستها، و المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها، يستصغر كل عقبة لأدائها على أكمل وجه. و لا يألُ جهداً في تعليم طلبته و افادتهم و نشر العلم.