"اليونيسيف": 53 % من أطفال اللاجئين السوريين لا يذهبون إلى المدارس
أفادت آخر الإحصاءات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن أعداد أطفال اللاجئين السوريين الملتحقيين بالمدارس لم تتجاوز 47 % من إجمالي عددهم، في دور الجوار السوري الخمس (الأردن، لبنان، العراق، مصر وتركيا).
ووفقا للمنظمة فإنه حتى نهاية نيسان (ابريل) الماضي، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة لتوفير الغرف الصفية والمعلمين والمواد المدرسية لنحو 450 ألفا من أطفال اللاجئين، غير أن هناك الكثير من "الفجوات"، حيث وصل عدد الأطفال في سن المدرسة في الدول الخمس إلى 911 ألف طفل، لا يذهب منهم للمدرسة غير 53 % فقط.
ولخصت المنظمة في بيان صحفي التحديات التي تواجه أنظمة المدارس الحكومية، مثل اكتظاظ الغرف الصفية، وغياب المعلمين المدربين، ولغة التدريس التي قد لا يتقنها الأطفال، إضافة إلى الاختلاف في المناهج وضعف التعليم الاستدراكي.
وقالت إن هذه القضايا، وخصوصا عندما تكون مصحوبة بالتوتر والصدمة التي يعيشها العديد من الأطفال السوريين، تصعّب التعلم بشكل كبير على أطفال اللاجئين وكذلك الأطفال من المجتمعات المضيفة، على حد سواء.
وبحسب البيان، فإن مؤتمرا عقد في العاصمة عمان الأسبوع الماضي حضره خبراء في مجال التعليم والمسؤولين الحكوميين من الدول المستضيفة للاجئين، إضافة إلى مصر، وممثلون عن الدول المانحة، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لمناقشة مسألة التعليم كقطاع رئيسي تأثر بالأزمة السورية، مع دخولها عامها الرابع.
وتناول المؤتمر الذي نظم بالتعاون بين مركز الدراسات اللبنانية، و"اليونيسف"، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسكو، الطرق المختلفة للحد من عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة، وتحسين جودة التعليم، والحلول المقترحة لقضايا رئيسية أخرى ترتبط بالمناهج المقدمة للتلاميذ السوريين، والشهادات التي يحصلون عليها بعد ذلك.
كما تمت دراسة السياسات والبرامج الموجودة في المنطقة للاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات المتنامية مع استمرار النزاع.
وقالت ممثلة اليونيسكو في الأردن كوستانزا فارينا إنه، وبالرغم من أن الحكومات المضيفة تعمل جاهدة لتوفير الخدمات الأساسية للاجئين والمجموعات السكانية "الهشة" من مواطنيها، كان على التعليم أن يكون جزءا من الاستجابة الإنسانية.
أما مديرة "اليونيسف" الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ماريا كالفيس، فشددت على ضرورة أن يكون التعليم المقدم للاجئين جيدا، مضيفة: "التعليم الجيد وحده هو الذي يمكن الأطفال من النمو ليصبحوا شبابا قادرين على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم، وتمكينهم من إعادة بناء بلادهم".
واستشهد نائب مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرانسوا ريبيت ديجات، بكلمات "ناديا اليائسة" في كلمتها أمام المؤتمر، حيث قال: "ناديا البالغة من العمر 14 عاما، وتعيش في مدينة إربد: لقد تدمرت حياتنا. نحن لا نتعلم، وبدون التعليم نحن لا شيء، نحن نتجه نحو الدمار".
وقال ديجات إن كلمات نادية تسلط الضوء على الآثار العاطفية والعقلية المترتبة على التهجير القسري، وتبين كيف يمكن لاستجابة التعليم أن تغطي احتياج الأطفال للحماية من الأذى.
ونيابة عن الجهة الرابعة التي شاركت في تنظيم المؤتمر، شددت مديرة مركز الدراسات اللبنانية، مها شعيب، على أن الصعوبات التي يعاني منها أطفال اللاجئين كالوصول للتعليم، والجودة، واللغة هي ذاتها الصعوبات التي يواجهها الأطفال من المجموعات "الهشة" في المنطقة منذ وقت طويل. وبينت شعيب: "عانى أطفالنا طويلا ليتكيفوا مع أنظمة تعليمية لا تتصف بالمرونة. وفيما تفرض الأزمة السورية تحديات كبيرة، إلا أنها أتاحت في ذات الوقت فرصة غير مسبوقة لإعادة بناء أنظمتنا التعليمية بحيث تعزز المساواة والإنصاف".
وتعاونت وفود الدول خلال المؤتمر لتسليط الضوء على السياسات والبرامج اللازمة لزيادة قدرة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة "الهشة" على الوصول إلى التعليم الجيد، الذي سيتابعونه لدى عودتهم إلى بلادهم.
وتضمنت التوصيات، الدعوة لزيادة الموارد البشرية والمالية لزيادة القدرة على الوصول للتعليم، والحفاظ على قدر أكبر من المشاركة المجتمعية، وتعزيز أنظمة المتابعة والتقويم.