النسور يشيد بـ"الاستهلال القرآني" في كلمة القطامين

هوا الأردن -
وقال النسور في خطابه الذي أعقب كلمة القطامين "أعجبني انتقاء معالي الوزير في مستهل كلمته ضمن هذه الأجواء الرمضانية المباركة، للآية القرآنية العظيمة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) ففي هذا اللفظ الرباني المبارك تتجلى ثقافة الحث على العمل مهما صغر حجمه، وإن ذلك هو محور حديثنا اليوم، ونحن نحتفل بقصص النجاح في المشاريع المتوسطة والصغيرة بل والمتناهية الصغر".
وألقى القطامين صباح اليوم كلمة جزلة الألفاظ والمعاني، حث خلالها على البذل والعمل والعطاء "وبناء الأوطان، وإعلاء البنيان".
دولة َ الدكتور عبدالله النسور رئيسَ الوزراءِ الأفخم -
رئيسَ مجلسِ أمناء جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحرِّ والريادة.
اصحابَ المعالي والعطوفةِ والسعادةِ،
السيداتُ والسادة،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وأمَّا بعد:
فإنَّ خيرَ الاستهلالِ، كلامُ الله في محكمِ التنزيلِ (فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) صدق الله العظيم.
إن ثقافةَ العملِ وصناعةَ الإنجازِ لهي ميزةٌ أنعم الله بها على هذا الوطن، بعد أن حباهُ بقيادةٍ هاشميةٍ من نسل رسوله صلى الله عليه وسلم، وآلِ بيته الأطهار.
فعلى خطى حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظهُ اللهُ ورعاه، نحثُ السيرَ ونبني الأوطانَ، ونُعلي البنيانَ، ونبتغي فضلا من الله ورضوانا، ونرتجي الوعدَ الربانيًّ بالحياة الطيبة لكل من عمل صالحا من ذكر وأنثى.
ولقد كان ومازال محورُ المنطوقِ الملكيِّ السامي هو الاهتمامُ بالإنسانِ الأردنيِّ وتأمينُ سبلِ العيشِ الكريمِ له. فجاءت ترجمةُ دولتكمِ لتوجيهات صاحبِ الجلالة، وفقَ خارطةِ طريقٍ محكمة، تضع الحلولَ، وتصنعُ الفرقَ بلغةِ الأرقام، للحدِّ من نسبِ البطالةِ، رغمَ التحدياتِ الجسام، والظروفِ الإقليميةِ الوعرةِ التي تحيط ُ بنا من الجهات الأربعة.
وهنا انثبقت مشاريعُ التشغيل الذاتي في المناطق الفقيرةِ والنائيةِ والأقلِّ حظا، والتزمتْ وزارةُ العملِ - بمتابعةٍ حثيثةٍ وإشرافٍ واهتمام مباشرٍ من دولتكم - في الإشراف على الإنجازِ الميدانيِّ لهذه المشاريع الناجحة، ومضت نحوَ عملٍ تنموي حقيقي، يسهمُ في بناء الشخصيةِ الفرديةِ ويعززُ من المسؤوليةِ المجتمعيةِ، ويفتحُ نوافذَ الانتاجِ والعمل والأمل.
وتأتي رعايةً دولتِكم الكريمةُ اليومَ لحفلِ توزيعِ جائزة الملك عبدالله الثاني للعملِ الحرِّ والريادةِ على مستحقيها، ضمن هذا السياق الوطني، مثلما تأتي كتأكيدٍ على اهتمامكم الكريمِ بقطاعِ المشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطة، واعترافا بأهميتِها كسبيلٍ للخروج من قوقعة الفقرِ والبطالةِ، جنباً الى جنبٍ مع الجهدِ الوطنيِّ الشاملِ الذي تطلع به وزارةُ العمل .
دولة الرئيس،
السيدات والسادة،
يعتبرُ قطاعُ تمويلِ المشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطةِ من أهمِّ القطاعاتِ بأبعادهِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ, وقد أنشئ صندوقُ التنميةِ والتشغيل بهدف توفيرِ التمويل اللازم لإقامةِ هذه المشاريع، وتشجيعِ العملِ الحر والتشغيلِ الذاتي، كمساهمةٍ منه في تحقيق التنمية المستدامةِ في المحافظاتِ البعيدةِ والبادية، والمناطقِ النائية، مستهدفين فيها على وجهِ الخصوص زيادةَ نسبةِ تشغيل الإناث، وذوي الاحتياجاتِ الخاصة، وعلى قاعدةِ حصرِها للأردنيين فقط.
ومن واقعِ دور الصندوق في الحملاتِ الوطنيةِ للتشغيل ضمن المرحلتين الأولى والثانية، والتي أشرفت عليها وزارة العمل كشريكٍ رئيسي، فلقد تم التمويلُ بما يزيدُ على ثلاثين مليونا ونصفِ المليونِ دينار خلال العامين ألفين وثلاثة عشر – ألفين وأربعة عشر وحتى تاريخِه، موفرا (أي الصندوق) اكثرَ من خمسةَ عشر ألفاً وثلاثِ مائةِ فرصةِ عمل منتِجةٍ ضمن مشاريعَ تنمويةٍ وفي مختلفِ القطاعاتِ التجاريةِ والسياحيةِ والحرفيةِ والتصنيعيةِ والخدمية التي يمولها ضمن شروطٍ ميسرة من حيثُ أسعارِ المرابحةِ التفضيليةِ وآجالِ القروضِ وفتراتِ السماحِ والبدائلِ المتعددة للضمانات.
ولقد بلغ اجماليُ قيمةِ القروضِ الممنوحةِ من الصندوقِ خلال الفترة من العام ألفٍ وتسعِ مائةٍ وواحدٍ وتسعين، وحتى العام ألفين وثلاثةَ عشرَ نحوَ مائتي مليون دينار، وهدفت لإنشاء ثمانيةٍ وستين الفَ مشروع, فضلا عن اعتمادِ خطةٍ تمويليةٍ للعام الحالي ألفين وأربعةَ عشرَ بقيمةِ واحدٍ وثلاثينَ مليون دينار، حيث ستوفرُ نحوَ عشرةِ آلافِ فرصةِ عملٍ منتِجةٍ بنسبةِ زيادةٍ في حجمِ التمويلِ بلغت نحوَ ثلاثينَ بالمائةِ مقارنةً مع عام ألفين وأربعةَ عشر، ولعلَّ ما يبعثً على الفخرِ ويدعو إلى الابتهاجِ انَّ نسبةَ التحصيلِ لهذه القروضِ بلغت نحوَ ستةٍ وتسعين بالمائة، ما يعني نجاحُها بامتياز في توفير ضمانات الاستدامةِ والربحِ المفترض.
ولقد كان لتعليمات دولتِكم أبلغُ الأثرِ بالتوسع في افتتاحِ المصانع والفروعِ الانتاجيةِ وزيادةِ نسبِ التشغيل، وتوجيهِ وجلبِ الاستثماراتِ إلى المناطقِ النائيةِ مع تركيزِ دولتِكم على العملِ الميدانيِّ والتوجهِ إلى هذه المناطق التي تشهدُ نسباً أعلى من حيثُ معدلاتِ البطالةِ والفقرِ مقارنةً بمراكزِ المحافظاتِ.
إضافة إلى المساهمةِ بتشغيلِ العمالةِ الأردنيةِ ودعمِ قطاعِ المرأةِ خاصةً الخريجات من المعاهدِ المتوسطةِ والجامعات.ولقد أُجريتُ جولاتٌ ميدانيةٌ بمناطقَ نائيةٍ في شمالِ وجنوبِ ووسطِ المملكةِ كأمِ الجمالِ، وسما السرحان، والقـُــطرانة، وأمِ الرصاص، والجفر، والمريغة، وكفرنجة، وعنجرة، وغيرها من المناطق، التي حصلت على ما نسبتُـه نحوَ سبعةٍ وأربعينَ بالمائةِ من إجمالي قروضِ الصندوق، وتجاوزت نسبةً الإناثِ فيها تسعةً وأربعينَ بالمائةِ، كما ان ثمانينَ بالمائةِ من القروضِ تم منحُها لذوي الأسرِ التي يقلُ دخلُـها عن أربع مائة دينار، وشكلت القروضُ التي استفادَ منها ذوو المؤهلاتِ من حملةِ الشهادة الجامعية ودبلوم كليات المجتمع ما نسبتُـه نحوَ ستةٍ وعشرين بالمائة وهي نسبةُ قابلةٌ للزيادةِ في ضوءِ حرصِ الصندوقِ على توجيهِ طاقاتِ الشباب الباحثينِ عن العملِ وتشجيعِهم على إقامةِ مشاريعَ رياديةٍ منتجةٍ ومولدةٍ لفرص العملِ وتعزيزِ ثقافةِ العملِ الحرِّ والتشغيلِ الذاتيِّ بدلا من انتظارِ الوظيفةِ الحكوميةِ لسنواتٍ طويلةٍ في ظلِّ محدوديةِ الشواغرِ ووجودِ تخصصاتٍ راكدةٍ ومشبعةٍ لدى مخزونِ ديوان الخدمة المدنية.
وإنني أودُ التأكيدَ لدولتكمِ بأنَّ الصندوقَ سيستمرُ في سياستِه التمويليةِ, لاسيما ضمن المساراتِ السياحيةِ الجديدةِ لخطِ سيرِ الأفواجِ التي تؤمُّ المملكةَ وتعرِّجُ في رحلةِ تنقُلها على كنوزِها التراثيةِ والتاريخيةِ، وتتعاملُ ضمنَ خط سيرِها مع فنادقَ ومرافقَ واستراحاتٍ ونوافذَ للعملِ والكسب وأكشاكَ ومحالَ لبيعِ التحف والبازارِ وغيرِها.
حيث لابدَّ من مراعاةِ أهميةَ القطاعِ السياحيِ، والاستثمارِ فيه على الوجهِ الذي يرتقي إلى قيمتِه الوازنةِ وثرائهِ التاريخي، بوصفه مساهماً في نحوِ اثتني عشرة بالمائةِ من الناتج المحلي، إذ تبلغُ قيمةُ عائداتِه ثلاثةَ ملياراتِ من أصلِ خمسةٍ وعشرين مليارا.
وسنبذلُ كلَّ ما في الوسعِ لزيادةِ نسبةِ التشغيلِ في هذا القطاعِ من ستةٍ بالمائةِ إلى ثمانيةٍ بالمائةِ على الأقل، نظرا لأهمية ثروتِنا السياحيةِ الواعدةِ وضرورةِ تنميتها كموردٍ وطني عظيمٍ يستحق الاستغلال.
السيدات والسادة،
الحضور الكرام،
لا يسعني في الختامِ الا أن أكررَ خالصَ الشكرِ وعظيمَ الامتنانِ الى راعي الحفلِ دولةِ الدكتور عبدالله النسور رئيسِ الوزراء الأفخم، والى فريقِ تقييمِ الجائزةِ والجهاتِ الراعية. كما لا يفوتني أن اباركَ للفائزين بالجائزةِ ضمن مختلفِ فئاتِها...
حمى اللهُ الأردنَ عزيزاً شامخاً في ظلِ حضرةِ صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابنِ الحسين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وانتم بخير.
أشاد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور صباح اليوم بكلمة وزير العمل ووزير السياحة والآثار الدكتور نضال القطامين والتي ألقاها خلال حفل توزيع جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحر والريادة ضمن دورتها التاسعة.
وقال النسور في خطابه الذي أعقب كلمة القطامين "أعجبني انتقاء معالي الوزير في مستهل كلمته ضمن هذه الأجواء الرمضانية المباركة، للآية القرآنية العظيمة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) ففي هذا اللفظ الرباني المبارك تتجلى ثقافة الحث على العمل مهما صغر حجمه، وإن ذلك هو محور حديثنا اليوم، ونحن نحتفل بقصص النجاح في المشاريع المتوسطة والصغيرة بل والمتناهية الصغر".
وألقى القطامين صباح اليوم كلمة جزلة الألفاظ والمعاني، حث خلالها على البذل والعمل والعطاء "وبناء الأوطان، وإعلاء البنيان".
دولة َ الدكتور عبدالله النسور رئيسَ الوزراءِ الأفخم -
رئيسَ مجلسِ أمناء جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحرِّ والريادة.
اصحابَ المعالي والعطوفةِ والسعادةِ،
السيداتُ والسادة،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وأمَّا بعد:
فإنَّ خيرَ الاستهلالِ، كلامُ الله في محكمِ التنزيلِ (فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) صدق الله العظيم.
إن ثقافةَ العملِ وصناعةَ الإنجازِ لهي ميزةٌ أنعم الله بها على هذا الوطن، بعد أن حباهُ بقيادةٍ هاشميةٍ من نسل رسوله صلى الله عليه وسلم، وآلِ بيته الأطهار.
فعلى خطى حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظهُ اللهُ ورعاه، نحثُ السيرَ ونبني الأوطانَ، ونُعلي البنيانَ، ونبتغي فضلا من الله ورضوانا، ونرتجي الوعدَ الربانيًّ بالحياة الطيبة لكل من عمل صالحا من ذكر وأنثى.
ولقد كان ومازال محورُ المنطوقِ الملكيِّ السامي هو الاهتمامُ بالإنسانِ الأردنيِّ وتأمينُ سبلِ العيشِ الكريمِ له. فجاءت ترجمةُ دولتكمِ لتوجيهات صاحبِ الجلالة، وفقَ خارطةِ طريقٍ محكمة، تضع الحلولَ، وتصنعُ الفرقَ بلغةِ الأرقام، للحدِّ من نسبِ البطالةِ، رغمَ التحدياتِ الجسام، والظروفِ الإقليميةِ الوعرةِ التي تحيط ُ بنا من الجهات الأربعة.
وهنا انثبقت مشاريعُ التشغيل الذاتي في المناطق الفقيرةِ والنائيةِ والأقلِّ حظا، والتزمتْ وزارةُ العملِ - بمتابعةٍ حثيثةٍ وإشرافٍ واهتمام مباشرٍ من دولتكم - في الإشراف على الإنجازِ الميدانيِّ لهذه المشاريع الناجحة، ومضت نحوَ عملٍ تنموي حقيقي، يسهمُ في بناء الشخصيةِ الفرديةِ ويعززُ من المسؤوليةِ المجتمعيةِ، ويفتحُ نوافذَ الانتاجِ والعمل والأمل.
وتأتي رعايةً دولتِكم الكريمةُ اليومَ لحفلِ توزيعِ جائزة الملك عبدالله الثاني للعملِ الحرِّ والريادةِ على مستحقيها، ضمن هذا السياق الوطني، مثلما تأتي كتأكيدٍ على اهتمامكم الكريمِ بقطاعِ المشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطة، واعترافا بأهميتِها كسبيلٍ للخروج من قوقعة الفقرِ والبطالةِ، جنباً الى جنبٍ مع الجهدِ الوطنيِّ الشاملِ الذي تطلع به وزارةُ العمل .
دولة الرئيس،
السيدات والسادة،
يعتبرُ قطاعُ تمويلِ المشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطةِ من أهمِّ القطاعاتِ بأبعادهِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ, وقد أنشئ صندوقُ التنميةِ والتشغيل بهدف توفيرِ التمويل اللازم لإقامةِ هذه المشاريع، وتشجيعِ العملِ الحر والتشغيلِ الذاتي، كمساهمةٍ منه في تحقيق التنمية المستدامةِ في المحافظاتِ البعيدةِ والبادية، والمناطقِ النائية، مستهدفين فيها على وجهِ الخصوص زيادةَ نسبةِ تشغيل الإناث، وذوي الاحتياجاتِ الخاصة، وعلى قاعدةِ حصرِها للأردنيين فقط.
ومن واقعِ دور الصندوق في الحملاتِ الوطنيةِ للتشغيل ضمن المرحلتين الأولى والثانية، والتي أشرفت عليها وزارة العمل كشريكٍ رئيسي، فلقد تم التمويلُ بما يزيدُ على ثلاثين مليونا ونصفِ المليونِ دينار خلال العامين ألفين وثلاثة عشر – ألفين وأربعة عشر وحتى تاريخِه، موفرا (أي الصندوق) اكثرَ من خمسةَ عشر ألفاً وثلاثِ مائةِ فرصةِ عمل منتِجةٍ ضمن مشاريعَ تنمويةٍ وفي مختلفِ القطاعاتِ التجاريةِ والسياحيةِ والحرفيةِ والتصنيعيةِ والخدمية التي يمولها ضمن شروطٍ ميسرة من حيثُ أسعارِ المرابحةِ التفضيليةِ وآجالِ القروضِ وفتراتِ السماحِ والبدائلِ المتعددة للضمانات.
ولقد بلغ اجماليُ قيمةِ القروضِ الممنوحةِ من الصندوقِ خلال الفترة من العام ألفٍ وتسعِ مائةٍ وواحدٍ وتسعين، وحتى العام ألفين وثلاثةَ عشرَ نحوَ مائتي مليون دينار، وهدفت لإنشاء ثمانيةٍ وستين الفَ مشروع, فضلا عن اعتمادِ خطةٍ تمويليةٍ للعام الحالي ألفين وأربعةَ عشرَ بقيمةِ واحدٍ وثلاثينَ مليون دينار، حيث ستوفرُ نحوَ عشرةِ آلافِ فرصةِ عملٍ منتِجةٍ بنسبةِ زيادةٍ في حجمِ التمويلِ بلغت نحوَ ثلاثينَ بالمائةِ مقارنةً مع عام ألفين وأربعةَ عشر، ولعلَّ ما يبعثً على الفخرِ ويدعو إلى الابتهاجِ انَّ نسبةَ التحصيلِ لهذه القروضِ بلغت نحوَ ستةٍ وتسعين بالمائة، ما يعني نجاحُها بامتياز في توفير ضمانات الاستدامةِ والربحِ المفترض.
ولقد كان لتعليمات دولتِكم أبلغُ الأثرِ بالتوسع في افتتاحِ المصانع والفروعِ الانتاجيةِ وزيادةِ نسبِ التشغيل، وتوجيهِ وجلبِ الاستثماراتِ إلى المناطقِ النائيةِ مع تركيزِ دولتِكم على العملِ الميدانيِّ والتوجهِ إلى هذه المناطق التي تشهدُ نسباً أعلى من حيثُ معدلاتِ البطالةِ والفقرِ مقارنةً بمراكزِ المحافظاتِ.
إضافة إلى المساهمةِ بتشغيلِ العمالةِ الأردنيةِ ودعمِ قطاعِ المرأةِ خاصةً الخريجات من المعاهدِ المتوسطةِ والجامعات.ولقد أُجريتُ جولاتٌ ميدانيةٌ بمناطقَ نائيةٍ في شمالِ وجنوبِ ووسطِ المملكةِ كأمِ الجمالِ، وسما السرحان، والقـُــطرانة، وأمِ الرصاص، والجفر، والمريغة، وكفرنجة، وعنجرة، وغيرها من المناطق، التي حصلت على ما نسبتُـه نحوَ سبعةٍ وأربعينَ بالمائةِ من إجمالي قروضِ الصندوق، وتجاوزت نسبةً الإناثِ فيها تسعةً وأربعينَ بالمائةِ، كما ان ثمانينَ بالمائةِ من القروضِ تم منحُها لذوي الأسرِ التي يقلُ دخلُـها عن أربع مائة دينار، وشكلت القروضُ التي استفادَ منها ذوو المؤهلاتِ من حملةِ الشهادة الجامعية ودبلوم كليات المجتمع ما نسبتُـه نحوَ ستةٍ وعشرين بالمائة وهي نسبةُ قابلةٌ للزيادةِ في ضوءِ حرصِ الصندوقِ على توجيهِ طاقاتِ الشباب الباحثينِ عن العملِ وتشجيعِهم على إقامةِ مشاريعَ رياديةٍ منتجةٍ ومولدةٍ لفرص العملِ وتعزيزِ ثقافةِ العملِ الحرِّ والتشغيلِ الذاتيِّ بدلا من انتظارِ الوظيفةِ الحكوميةِ لسنواتٍ طويلةٍ في ظلِّ محدوديةِ الشواغرِ ووجودِ تخصصاتٍ راكدةٍ ومشبعةٍ لدى مخزونِ ديوان الخدمة المدنية.
وإنني أودُ التأكيدَ لدولتكمِ بأنَّ الصندوقَ سيستمرُ في سياستِه التمويليةِ, لاسيما ضمن المساراتِ السياحيةِ الجديدةِ لخطِ سيرِ الأفواجِ التي تؤمُّ المملكةَ وتعرِّجُ في رحلةِ تنقُلها على كنوزِها التراثيةِ والتاريخيةِ، وتتعاملُ ضمنَ خط سيرِها مع فنادقَ ومرافقَ واستراحاتٍ ونوافذَ للعملِ والكسب وأكشاكَ ومحالَ لبيعِ التحف والبازارِ وغيرِها.
حيث لابدَّ من مراعاةِ أهميةَ القطاعِ السياحيِ، والاستثمارِ فيه على الوجهِ الذي يرتقي إلى قيمتِه الوازنةِ وثرائهِ التاريخي، بوصفه مساهماً في نحوِ اثتني عشرة بالمائةِ من الناتج المحلي، إذ تبلغُ قيمةُ عائداتِه ثلاثةَ ملياراتِ من أصلِ خمسةٍ وعشرين مليارا.
وسنبذلُ كلَّ ما في الوسعِ لزيادةِ نسبةِ التشغيلِ في هذا القطاعِ من ستةٍ بالمائةِ إلى ثمانيةٍ بالمائةِ على الأقل، نظرا لأهمية ثروتِنا السياحيةِ الواعدةِ وضرورةِ تنميتها كموردٍ وطني عظيمٍ يستحق الاستغلال.
السيدات والسادة،
الحضور الكرام،
لا يسعني في الختامِ الا أن أكررَ خالصَ الشكرِ وعظيمَ الامتنانِ الى راعي الحفلِ دولةِ الدكتور عبدالله النسور رئيسِ الوزراء الأفخم، والى فريقِ تقييمِ الجائزةِ والجهاتِ الراعية. كما لا يفوتني أن اباركَ للفائزين بالجائزةِ ضمن مختلفِ فئاتِها...
حمى اللهُ الأردنَ عزيزاً شامخاً في ظلِ حضرةِ صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابنِ الحسين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وانتم بخير.