انقطاعات المياه تطال 6 محافظات مع بداية شهر رمضان
بدأت مع حلول شهر مضان المبارك شكاوى انقطاعات المياه عن مناطق في محافظات اربد والكرك والمفرق والزرقاء والطفيلة وعجلون تتوسع بشكل وصل الى حد الظاهرة، وهو ما يبرره مسؤولون في القطاع بانخفاض منسوب المياه في العديد من الآبار والينابيع المزودة، إضافة إلى حدوث أعطال فنية في مضخات الآبار، وسرقة بعضها في محافظات أخرى، عدا عن اهتراء الشبكات وتكسرها في كثير من المناطق.
ففي إربد بات الحصول على قطرة مياه حلما يراود السكان في العديد من المناطق في ظل استمرار انقطاع المياه في أحياء مختلفة في المحافظة لأكثر من 3 أسابيع متتالية.
ودخلت معظم أحياء إربد بأزمة ماء منذ بداية شهر رمضان، خصوصا أن الأوضاع لم تتحسن عما كانت عليه الصيف الماضي، فيما المستجدات السلبية من قبيل زيادة عدد المشتركين وتدفق آلاف اللاجئين السوريين، تجعل من أحلام الإبقاء على حجم المشكلة المائية بدون تفاقم أمرا صعبا.
وحسب شكاوى العديد من المواطنين، تتراوح مشكلة المياه في الصيف بين عدم وصولها نهائيا إلى العديد من المنازل، ووصولها بشكل ضعيف إلى منازل أخرى، مقابل وصولها بشكل منتظم إلى منازل مختلفة وبكميات مقبولة، ما أوجد حالة استياء تجاه ما اعتبر "عدم عدالة" في توزيع حصص المياه.
ويعيش سكان الأحياء الشرقية وبعض الأحياء الجنوبية والشمالية من مدينة اربد وأجزاء من بلدتي حوارة وبيت راس وهام وكفريويا وايدون ازمة مياه خانقة منذ اكثر من ثلاثة أسابيع.
ويؤكد مواطنون أنهم راجعوا المسؤولين في شركة مياه اليرموك ولأكثر من مرة ووضعوهم بصورة الأمر، إلا أنهم تلقوا وعوداً بدون تنفيذ، لافتين إلى أن المياه ما تزال مقطوعة عن منازلهم، ما أصبح يشكل تحديا لهم في ظل ضعف القدرات المالية للعديد منهم والتي لا تسمح بشراء الصهاريج الخاصة.
ويؤكد محمد العمري من سكان إيدون أنه منذ ثلاثة أسابيع لم تصل مياه الشرب إلى الحي. ويقول "راجعنا عدة مرات وكل مرة يعدوننا، ويبرمجون لنا الدور، ولا جديد. فنشتري صهاريج المياه بكلفة عالية.
ويشير محمد التميمي من سكان بلدة هام إلى أن الانقطاع تحول إلى هاجس يؤرقنا في الحي الغربي من بلدة هام، خاصة حيث لا توجد بها خزانات أرضية مما يفاقم المشكلة التي تتجدد بين وقت وآخر كان آخرها نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدا عدم حصوله على قطرة ماء منذ ما يقارب 15 يوما.
من جانبه، أقر مدير شركة مياه اليرموك المهندس محمد الربابعة في تصريح صحفي بوجود نقص في كميات المياه المسالة للمواطنين وعدم كفايتها في بعض المناطق والاحياء، عازيا ذلك بالدرجة الاولى الى نقص كميات المياه المنتجة من مصادرها والواردة لمحافظة اربد، لكن الشركة تعمل وفق أقصى طاقاتها لسد احتياجات المواطنين وسد رمقهم من المياه ضمن الحدود المقبولة نسبيا، بحسبه.
وأشار الربابعة إلى أن الوضع المائي في إربد سيبدأ بالتحسن التدريجي مع الانتهاء من المشاريع التي يجري تنفيذها بهدف زيادة كميات المياه والتي تشكل أولوية مهمة لدى وزارة المياه والري نظرا لما تعانيه مناطق الشمال بشكل عام واربد بشكل خاص من ضغط على موارها المائية وطلب متزايد يفوق القدرات والامكانات المتاحة حاليا وفي مقدمتها حجم اللجوء السوري الذي وصل إلى ربع مليون لاجئ علاوة على زيادة الاستهلاك المنزلي في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعودة المغتربين.
وفي عجلون كشف مدير إدارة مياه المحافظة المهندس عيد أبو عابد عن انخفاض واضح في منسوب مياه الينابيع في المحافظة والتي تعتبر المزود الرئيس للمواطنين في مياه الشرب، مشيرا إلى أن شهر أيار(مايو) شهد انخفاضا في المنسوب إلى 113621 م3 في ينابيع التنور والقنطرة وزقيق 1و2 من المياه ما يشكل أكثر من 50 % من كمية المياه.
وأكد أن هذه الكمية أصبحت لا تشكل نسبة قياسا باحتياجات المواطنين في مختلف المناطق والتي تعاني العطش الشديد ما يشير إلى أن ادوار التوزيع قد ارتفعت من أسبوعين إلى 3 أسابيع وأكثر في ظل نقص كميات المياه.
وطالب سكان وهم يونس الزواهرة وجميل الزواهرة وابو انور الزواهرة من بلدة عرجان إدارة المياه بحل مشكلتهم ومعالجة وضع خط المياه الواصل إليهم، لافتين إلى أنه لم تصلهم المياه من خلال الخط منذ أكثر من شهر ويضطرون لشراء الصهاريج بأثمان مرتفعة مؤكدين أنهم لن يسكتوا على هذا الوضع وستكون هناك إجراءات تصعيدية إذا لم تحل أمورهم.
وأشارت مصادر إدارة مياه عجلون إلى أن قرية بلاص مضى عليها شهر كامل لم تصلها المياه بسبب النقص الحاصل وعدم وجود مياه إضافية، وانخفاض منسوب مياه الينابيع داخل المحافظة التي تزود المواطنين.
ولفتت تلك المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن آخر كمية مياه وصلت من محطة صمد كانت دون الكمية المقررة، حيث وصلت إلى 280 م3/س وليس أكثر من ذلك، ما يدعو إلى ضرورة التحرك الرسمي من قبل الجهات الرسمية في المحافظة للمطالبة بحقوقها من المياه والتي تعتبر أفقر محافظة على مستوى المملكة.
ولفتت إلى أن الإدارة لديها مئات الإشعارات لشراء صهاريج مياه من قبل المواطنين أصحاب الاشتراكات وما لديها من صهاريج وعددها 7 أصبح لا يكفي مطلقا، وبالتالي أصبحت الإدارة في مأزق كبير نظرا لنقص المياه وقلة عدد الصهاريج.
وفي المفرق يشتكي سكان في مناطق الحمراء والسويلمة والأكيدر والمشيرفة والدندنية في محافظة المفرق من نقص كميات مياه الشرب التي تزود لمنازلهم.
وبين رئيس بلدية حوشا محمد الخالدي أن ساكني هذه المناطق يعتمدون منذ مدة تصل إلى الشهر على جلب حاجتهم من المياه بواسطة الصهاريج الخاصة ، مشيرا إلى أن ذلك كبدهم مصاريف ونفقات إضافية، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار المحروقات التي أثرت على أجور صهاريج نقل المياه.
ولفت إلى أن نقص كميات المياه التي تزود فيها تلك المناطق يعود إلى تعطل الضخ من البئر التي تعمل سلطة المياه على الضخ منها لمناطق بلدية حوشا، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة إلى البلدية تفيد بقرب تشغيل ضخ البئر بعد أن تنتهي سلطة المياه من فحوصات ماء البئر الجديدة في منطقة السويلمة.
وأوضح الخالدي أن البئر الجديدة في منطقة السويلمة التي ستعمل على تغذية هذه المناطق بمياه الشرب لن تكون كافية بسبب الزيادة السكانية الطبيعية وما تبعها من زيادة مطردة جراء اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن مناطق بلدية حوشا باتت تضم زهاء 20 ألف لاجئ سوري، ما ساهم برفع الضغط على مختلف الخدمات التي تقدم للسكان.
وطالب الخالدي سلطة المياه بضرورة العمل على حفر بئر مياه جديدة تكون كافية لتخليص السكان من نقص كميات المياه الواصلة لهم عبر البئر القديمة، معتبرا أن من شأن حفر بئر جديدة رفع كميات المياه وتحسين مستوى الضخ ورفع الضرر الواقع على متلقي الخدمة.
من جهته، أكد مدير إدارة مياه المفرق المهندس على أبو سماقة أن نقص كميات المياه في تلك المناطق يعود لتعطل البئر القديمة، متوقعا أن يبدأ الضخ اليوم أو غدا بعد الانتهاء من الفحوصات التي تجريها مختبرات الصحة لمياه البئر الجديدة.
وأشار إلى أن منطقة الدندنية لا تعاني من نقص مياه الشرب، فيما ستعود عملية ضخ المياه إلى سابق عهدها للمناطق لتي تعاني من إشكاليات من حيث وصول المياه للسكان وفقا لبرنامج دور المياه في تلك المناطق وبكميات كافية.
وفي الزرقاء يشتكي عدد من سكان حي نصار في الزرقاء من انقطاع المياه عن منازلهم منذ ما يزيد على ثلاثة أسابيع، مطالبين الجهات المعنية بالعمل على حل مشكلتهم التي باتت تؤرقهم خصوصا في ضل شهر رمضان المبارك وارتفاع الطلب على المياه.
وقال المواطن محمد إبراهيم إن المياه لم تصل الى منازلهم منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، مبينا انهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى سلطة المياه للاسراع بحل مشكلة انقطاع المياه، مطالبا السلطة بصيانة خطوط المياه واعادة انتظام عملية الضخ بسبب الحاجة الماسة للمياه تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك المياه.
وكان مدير مياه الزرقاء كشف في وقت سابق عن أن نسبة الفاقد من حصة محافظة الزرقاء المائية تبلغ 50 % نتيجة اهتراء شبكات المياه في المحافظة والسرقات والاعتداءات.
وأضاف ابوميدان أن سرقة المياه واهتراء الخطوط تعيق عملية التزويد في بعض الاحيان، بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي قد يتسبب في انقطاع المياه لفترات قصيرة.
وفي محافظة الكرك يعاني سكان في مناطق الياروت وحمود والسماكيه والربه في لواء القصر بمحافظة الكرك من انقطاعات متكررة للمياه.
وقال المواطن محمد المجالي من منطقة الياروت إن سكان البلدة يعانون انقطاع المياه منذ أكثر من 10 أيام بالتزامن مع بدء الشهر الفضيل وارتفاع درجات الحرارة والتي يزيد فيها استهلاك المياه.
وقال اياد حجازين ان منطقتي حمود والسماكيه تشهد انقطاعات متكررة وطويله للمياه، مؤكدا أن السكان قدموا شكاوى بذلك إلى سلطة المياه، ولكن دون جدوى.
وشهدت منطقة وقاص في لواء الغور الشمالي مساء أول من أمس احتجاجات تتخللها أعمال شغب، إثر انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من شهر عن المنطقة.
واغلق العشرات من الشبان المحتجين الطريق العام في وقاص بالإطارات التي اشعلوها وسط الشارع، ومنعوا حركة السير في ساعات الفجر تعبيرا عن استيائهم لانقطاع المياه عن منازلهم.
ويشكو سكان في مناطق مختلفة من لواء الغور الشمالي من انقطاع مياه الشرب عن مناطق سكناهم منذ فترة طويلة، مشيرين الى أن انقطاع المياه خلال شهر رمضان يحمل المواطنين أعباء إضافية وخصوصا مع شراء صهاريج المياه الخاصة.
وكانت مختلف المناطق في لواء الغور الشمالي شهدت خلال الأيام الماضية أزمة بسبب نقص مياه الشرب وخصوصا في منطقة الشيخ حسين، والزماليه ومنطقة قليعات، وذلك بعد مرور الدور الاسبوعي دون أن يتم ايصال المياه الى المواطنين.
وأكد مدير المياه في لواء الغور الشمالي المهندس حسين أبو نجم، أن مديرية المياه انتهت من استكمال معالجة تداعيات عطل فني أصاب عمليات ضخ المياه من أحد الآبار السطحية في طبقة فحل والمخصص لتغذية مناطق بلدية طبقة فحل بما في ذلك المعبر الشمالي وإسكان وادي الريان.
وقال إن فرق وكوادر المديرية استكملت ضخ المياه للأحياء والاشتراكات التي تضررت من العطل في منطقة المشارع، لافتا إلى أن استئناف الضخ بدأ بعد يومين من ظهور العطل ما أحدث ارتباكا في برنامج الضخ وتزايد مع تجدد العطل في اليوم التالي، ما تطلب اجراءات لتحويل الضخ من البئر المتعطلة إلى بئر مشابهة من حيث الانتاجية والتي تصل إلى 160 مترا مكعبا بالساعة.