"الـداعـشـيـة والـرفـاعـيـة " تقلقان الأردن !
ينشغل الأردنيون حاليا بالإخبار المتناقلة عن غزوة دولة العراق والشام " داعش " إلى منطقة بلاد الشام والعراق ، والتهديد المستمر الذي يتلقاه الأردن نتيجة اقتراب " الدواعش " من الحدود الأردنية العراقية وكذلك السورية .
وإذا كانت هذه الأخبار قد تعاظمت في شهر رمضان المبارك فان أهل الحالة السياسية " الرفاعية ".هم أيضا اشغلوا الأردنيين ، بالأخبار المتواترة عن تحركاتهم على الساحة الأردنية ، والتي زادت خلال شهر رمضان، ما جعل الرأي العام ينظر ، بعين الريبة إلى هذه التحركات المكشوفة من ناحية والمشبوهة من ناحية أخرى .
إن سر قلق الأردنيين من الغزوة " الرفاعية السياسية "للساحة الأردنية بعد أن تلاشت بفعل عدة عوامل ، أهمها انكشاف وافتضاح أمر القائمين عليها، أمام الشعب، خاصة في فترة ماعرف بالربيع العربي ، وكذلك رفض الشعب لفكرة التوريث للمواقع المتقدمة للدولة الأردنية هو الخوف من أن يعاني الشعب من التجربة التي مرت بها الحالة" الرفاعية " كطريقة تصوفية خالصة لله،والتي أسسها المرحوم الشيخ احمد بن علي الرفاعي الفقيه الشافعي الذي عاش بين 512 هـ و 518 هـ ، والذي نذر حياته لتعليم أتباعه المجاهدة والمكابدة ، والإكثار من الذكر وقراءة الورد والتوجه إلى الله بنية صافية ، بعيدا عن ملذات الحياة وأطماعها من خلال التمسك بالكتاب والسنة .
إن ما قام به بعض أتباع الطريقة الرفاعية في مراحل لاحقة لتأسيسها بعض أتباع " من اختلاق أفعال عجيبة كاللعب بالثعابين والدخول في نيران مشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، إضافة إلى تجنيد المريدين للإيقاع بهم من ، اجل تحقيق مكاسب دنيوية على حساب الحالة الصوفية التي أرادها شيخ الطريقة الرفاعية احمد بن علي الرفاعي .
ومن يراقب مشهد " الرفاعية السياسية " الجديدة التي تتنقل من مائدة إلى مائدة ، تقيمها مجموعات متكسبة الرضا في إطار توقعات ولوج هذه " الرفاعية " لمواقع متقدمة في الدولة الأردنية ، يلاحظون أن " الرفاعية " أخذت بالمدرسة المشبوهة للحالة " الرفاعية " من حيث أنها تلعب بالنار دون أن تؤثر فيها ، حتى وان كانت نيران الاعتداء على المال العام ، من خلال شركات مشبوهة سجلت في جزر الأميرات ، أو في جزر الملذات ، وكذلك فان هذه " الحالة الرفاعية " أخذت تتلاعب برفقة المجموعات البشرية المتكسبة من حولها بالوطن كما هي الحالة من التلاعب مع الثعابين بطريقة بهلوانيه حيث تم تحويل بعض منتقدي " ادوار " " الرفاعية " إلى معجبين " بانجازاتها " السابقة ، بل أن بعض الذين سخروا أنفسهم لكيل الاتهامات والشتائم لهذه الحالة وجدناهم يدخلون " السيرك " في لعبة بهلوانية تغلب عليها طابع الذل والمهانة من اجل استرضاء مشاهدي " السيرك "
إن ممارسات " الحالة الرفاعية " لا تقل سؤا عن " الحالة الداعشية " في خطرها على الأردن ، فالخراب والتخريب الذي مارسته هذه "الحالة الرفاعية " على الاقتصاد وعلى النسيج الوطني والوحدة الوطنية تاريخيا لا يمكن نسيانه أو تجاوزه خلال مرحلة بسيطة لحجم ما ارتكب من خراب وتخريب بحق الوطن والمواطن .
إن وجود بعض الأشخاص من أصحاب المواقع الاجتماعية المرموقة حاليا ، وأهل الماضي المشبوه والذين كرسوا أنفسهم لتسويق" الحالة الرفاعية السياسية " الجديدة ، يؤكد على أن الخطر المحدق بالأردن اصح أكثر تعاظما فيما لو وصلت الحالة" الرفاعية السياسية" إلى مواقع متقدمه مرة أخرى ، وخاصة أن مسوقي الحالة مكشوفين من قبل الشعب ومؤسسات المجتمع المدني، من نقابات وأحزاب وقوى وطنية ، قادرة على إسقاط هذه الحالة في أي مرحلة من مراحل الحالة السياسية في الوطن وهي أيضا الأقدر على التصدي للحالة "الداعشية" بكل جدارة واقتدار ، وتاريخ الأردن حافل بالمناسبات ، ويكفي أن نقول إن قيادة "الرفاعية السياسية " الجديدة لم تجرؤ يوما على الالتحاق بخدمة العلم كباقي أبناء الوطن ، فكيف يمكنها الولوج إلى مواقع متقدمه مرة أخرى ، خاصة أن الظروف التي أوصلتها سابقا إلى تلك المواقع، هي ليست نفس الظروف التي تكرست بعد الربيع العربي .