الأمير الحسن: النزاع في سورية إنذار لما سيحدث من انهيار اجتماعي

أعلن سمو الأمير الحسن بن طلال عن مبادرة جديدة للمساعدة في بناء السلم والأمن بالعالم العربي من خلال التعاون الإقليمي في مجال الحفاظ على المياه وإدارتها.
وسيتولى سموه رئاسة المنتدى رفيع المستوى الخاص بخطة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، والذي يعد ثمرة تعاون مباشرة مع "مجموعة التبصر الإستراتيجي"، وهي خزان أفكار دولي مقره مومباي.
وسيقدم سموه من خلال رئاسته للمنتدى، إرشادا إستراتيجيا ومداخلات في أعمال المنتدى للتعرف على شرائح المجتمع الضعيفة في دول غرب آسيا المحرومة من الماء بسبب العنف، والهجرة، والتغير المناخي، وعوامل أخرى.
وستقوم المبادرة الجديدة أولا بوضع خريطة المواقع والمجتمعات المحلية التي تواجه نقصا في المياه في العراق، والأردن، ولبنان، وسورية، وتركيا، قبل الانتقال لاقتراح إدراج سياسات لدول المنطقة.
ويشكل النقص الحاد في المياه تهديدا خطيرا للأمن الإنساني في غرب آسيا وشمال أفريقيا على المدى البعيد، وبسبب الاستخدام المفرط، فإن من المتوقع أن يصبح حوض المياه الجوفية الواقع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، والذي يزود أكثر من 1.6 مليون إنسان بالمياه، غير صالح للاستعمال بعد 2020.
وخلال الخمسين عاما الماضية انخفض تدفق مياه نهر الأردن لاقل من النصف، كما استنزفت الأنهار التي تتدفق عبر تركيا، وسورية، والعراق بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 90 %، كما أن 45 مليون إنسان في مصر معرضون للخطر خلال العقدين المقبلين بسبب ارتفاع مستويات البحر الأبيض المتوسط، وتمثل تلك التهديدات خطرا بعيد المدى على السلم والاستقرار في المنطقة.
وكان سموه قد استقال، في وقت مبكر من هذا العام من رئاسة الهيئة الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المياه والصرف الصحي، كي يتمكن من التركيز بشكل أفضل على الترويج لحلول عادلة ومستدامة للمياه والصرف الصحي عبر المنطقة كلها.
ويقول سموه "يمثل النزاع الحالي في سورية، والذي كان الجفاف طويل الأمد من ضمن أسبابه، إنذارا لما سيحدث مستقبلا من انهيار اجتماعي عبر المنطقة كلها، الأمر الذي يجب تجنبه بسرعة".
واضاف "علينا أن نتوقف عن التركيز على الأمن العسكري وحده، وأن نطور حلولا بعيدة الأمد تعزز الأمن الإنساني للناس في المنطقة".
من جانب آخر، القى الأمير الحسن أمس الخطاب الرئيسي بمؤتمر "الأيام الأمنية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي والمتعلق بتحسين الأمن من خلال الدبلوماسية المائية"، المنعقد حاليا في فيينا بالنمسا، حيث أبلغ سموه الحضور بأن "غياب الماء هو أكبر وأعظم أسلحة الدمار الشامل تأثيرا." وأضاف: "قبل بضع سنين فقط، كان الأردن رابع أفقر دولة في المياه بالعالم، اليوم، وهو يكافح لمواجهة تدفق ما يتراوح بين مائتين إلى أربعمائة لاجئ سوري يوميا، فقد أصبح الأردن ثالث أفقر دولة من ناحية الموارد المائية."