المقدسي يحذر من مبايعة داعش
هوا الأردن -
طالب منظر السلفية الجهادية عصام البرقاوي، الملقب بـ”أبو محمد المقدسي”، المسلمين في العالم “عدم الاستجابة” إلى دعوات بيعة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، محذرا من هذه البيعة، التي اعتبرها “مستكرهة غير ملزمة”.
واستشهد المقدسي، في بيان له على صفحته على “فيسبوك”، بما قاله الناطق الإعلامي باسم “داعش” في العراق، أبو محمد العدناني، وكيف “أبطل جهاد الجماعات الأخرى غير المبايعة” لداعش.
وبعد أن لفت المقدسي إلى أن “داعش” أبطلت بيعتها لتنظيم القاعدة “عندما تمردوا على أمرائهم في التنظيم، وتطاولوا على كبرائهم، بعد أن أعلنوا الدولة الأولى”، أشار إلى أنهم “عندما أعلنوا دولة الخلافة سفكوا الدم الحرام، ورفضوا التحاكم للشرع، ولذلك حق لنا أن نتساءل ماذا عساهم يفعلون بعد إعلان الخلافة؟”.
وهذا البيان هو الثاني للمقدسي منذ خروجه من السجن قبل أسابيع، حيث جاء الأول للحديث حول الخلاف بين جبهة النصرة و”داعش”، وانتقد فيه الأخيرة، لإعلانها للخلافة وقتلها المسلمين.
وقال المقدسي: “أن تأتي جماعة يغلب عليها الخطاب المغالي، والنهج الإقصائي الاستئصالي لكل مخالف، وعدم الاعتبار لعلماء الأمة وكبرائها، وتدعي رغبتها بتحكيم الشرع على الأمة، ولمّا تقبل هي بالتحاكم إليه في الخصومات والدماء والأموال مع الآخرين! ثم تتغلب على بعض النواحي من ديار المسلمين، وقبل أن تستتب لها الأمور ويجتمع عليها الناس والعلماء الفضلاء، حتى في تلك البلاد، تعلن وجوب بيعة خليفتها، الذي سمته على المسلمين في كافة أنحاء العالم ووجوب هجرة المسلمين إليه، وإثم من لم يفعل ذلك.. حتى برزت عندنا الحاجة إلى فتاوى كنحو فتوى الإمام مالك في بطلان طلاق المكره وبيعته”.
وزاد المقدسي في بيانه انه وردت إليه أسئلة من نساء “خيرهن أزواجهن بين بيعة هذا الخليفة أو الطلاق”، وقال “قلت لهن بايعن إن كنتن تكرهن الطلاق، وهذه بيعة مستكره غير ملزمة، فمعلوم كلام الإمام أحمد، في حد الإكراه للمرأة، من قبل زوجها، بأنه يصح لو هددها زوجها بالطلاق”. وخلص إلى “إنما أفرز مثل هذه الأسئلة والفتاوى تعنت المتعنتين وتضييقهم على المسلمين وترهيبهم بسيف التأثيم والتكفير، وزادوا مع النساء التهديد بالتطليق”.
وتابع قائلا: “الخلافة يجب أن تكون ملاذا وأمنا لكل مسلم.. لا تهديدا ووعيدا وتخويفا وفلقا للرؤوس.”
وحول ما قاله العدناني، الناطق باسم “داعش”، قال المقدسي: “الأخطر عندي من هذا الطلاق؛ وهو ما دعاني لكتابة هذه الكلمات، ما رتبوه من الطلاق بين أفراد المجاهدين، وجماعاتهم وقياداتهم، وما سينشرونه من بلبلة للصفوف وزعزعة للبنيان، حين قال ناطقهم الرسمي: (ورسالة إلى الفصائل والجماعات على وجه الأرض كافّة، المجاهدين، والعاملين لنصرة دين الله، والرافعين الشعارات الإسلامية، فإلى القادة والأمراء، نقول: اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في جهادكم.. إننا والله لا نجد لكم عذرًا شرعيًّا في التخلّف عن نصرة هذه الدولة)، كما قال العدناني (وأما أنتم يا جنود الفصائل والتنظيمات؛ فاعلموا أنه بعد هذا التمكين وقيام الخلافة: بطلت شرعية جماعاتكم وتنظيماتكم، ولا يحل لأحد منكم يؤمن بالله: أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة)، فتأمل كيف يبطلون جهاد المجاهدين ويحرضون الأتباع على المتبوعين والطلبة على الشيوخ”. وتساءل المقدسي “أي مؤامرة هذه لشق صف المجاهدين وتقويض صفوفهم وتوهين بنيانهم”.
وخلص المقدسي لتحذير “عامة المسلمين وخاصتهم” من “الاستجابة لدعوات شق الصفوف وزعزعة البنيان وشرذمة المجاهدين”، وقال “ندعوهم بأن لا يتضرروا بالترهيب الفكري أو المعنوي أو الحسي، الذي يبثه دعاة التشرذم وأن يبقوا على العهد ثابتين ”.