5 مواجهات كلاسيكية بين "الماكينات" وراقصي التانغو
تلتقي ألمانيا مع الأرجنتين اليوم في نهائي مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم على ملعب “ماراكانا” في ريو دي جانيرو.
ستكون المواجهة الثالثة بينهما على التوالي في كأس العالم بعد 2006 و2010 والسابعة بينهما في المسابقة الكبرى بعد 1958 و1966 و1986 و1990 و2006 و2010.
تلقي وكالة فرانس برس نظرة على أحداث خمس مباريات بارزة بينهما.
نهائي مونديال المكسيك 1986 “29 حزيران (يونيو)” الأرجنتين-ألمانيا 3-2
جرت المباراة النهائية على ملعب ازتيكا في العاصمة مكسيكو أمام 110 آلاف متفرج.
بعد أن سجل هدفين في ربع النهائي ضد انجلترا أحدهما بيده والثاني اعتبر الأجمل في تاريخ نهائيات كأس العالم، ثم هدفين آخرين في نصف النهائي ضد بلجيكا بمنتهى الروعة أيضا، لم يعد أمام دييغو ارماندو مارادونا سوى إحراز اللقب ليكون ختامها مسكا.
وضع مدرب ألمانيا آنذاك القيصر فرانتس بكنباور خطة محكمة لمراقبة مارادونا وأوكل الى لوثار ماتيوس أن يبقى الى جانبه كظله. وقام ماتيوس بواجبه على أكمل وجه في الدقائق العشرين الأولى وساعده في مهمته قلب الدفاع كارل هاينتس فورستر. وبالفعل لم يسجل مارادونا الهدف الأول ولم يمرر حتى الكرة التي جاء منها. وافتتح التسجيل المدافع خوسيه لويس براون عندما استغل الكرة التي رفعها خورخي بوروتشاغا من ركلة حرة من الجهة اليمنى أخطأ الحارس الألماني هارالد شوماخر في تقديرها (23).
وحاول المنتخب الألماني المجتهد إدراك التعادل وجرب كارل هاينتيس رومينيغه، لكن كرته جاءت خارج الخشبات الثلاث (31)، ثم انبرى اندرياس بريمه لركلتين حرتين أخطأتا المرمى (37 و40).
ورغم المراقبة اللصيقة التي فرضت على مارادونا، فإنه أظهر علو كعبه وبعض اللمحات الفنية واضطر الألمان الى استعمال الخشونة معه في بعض الأحيان لوقفه.
وفي الدقيقة 56، تمكن مارادونا من الإفلات من الرقابة ومرر كرة أمامية رائعة باتجاه خورخي فالدانو الذي انفرد بشوماخر وأودع الكرة زاحفة بذكاء الى يساره مسجلا الهدف الثاني ليمهد الطريق أمام بلاده نحو اللقب. ومال الفريق الأرجنتيني الى الدفاع للمحافظة على النتيجة مفسحا المجال أمام المنتخب الألماني للهجوم.
لكن الألمان الذين لا يستسلمون بسهولة نجحوا أولا في تقليص الفارق عندما رفع بريمه ركلة ركنية داخل المنطقة مررها رودي فولر برأسه باتجاه رومينيغه فسجل الأخير من مسافة قريبة قبل نهاية المباراة بربع ساعة ليعيد الأمل الى منتخب بلاده.
وبعد 9 دقائق، تكرر السيناريو ذاته؛ إذ رفع بريمه كرة من ركلة ركنية أيضا وتطاول لها توماس برتولد برأسه باتجاه فولر الذي غمزها برأسه ايضا داخل الشباك مدركا التعادل.
ولم ينل الهدف الألماني الثاني من عزيمة الأرجنتينيين ونجح مارادونا في الاستدارة على نفسه في وسط الملعب قبل أن يلمح بوروتشاغا فمرر اليه كرة رائعة كسر فيها الأخير مصيدة التسلل وانفرد بالحارس الألماني ليسجل الهدف الثالث لمنتخب بلاده قبل نهاية المباراة بست دقائق.
وهكذا استرجعت الأرجنتين الكأس التي فقدتها العام 1982 عن جدارة، بعدما لعبت 7 مباريات فازت في 6 منها وتعادلت في واحدة وتسلم مارادونا الكأس من رئيس الاتحاد الدولي جواو هافيلانج وطاف بها في أرجاء الملعب.
وقال مارادونا الذي استلم الكأس في المكان ذاته الذي حمله النجم البرازيلي بيليه قبل 16 عاما: “اليوم لا أشعر بأنني أفضل لاعب في العالم، أنا فقط بطل العالم”.
نهائي مونديال إيطاليا 1990 “8 تموز (يوليو)” الأرجنتين-ألمانيا 0-1
نجحت الأرجنتين في بلوغ المباراة النهائية للنسخة الثانية على التوالي بتغلبها على ايطاليا بركلات الترجيح وحققت حلم شعب بكامله، بيد أنها كانت مضطرة الى خوض النهائي بدون أربعة لاعبين أساسيين بسبب الإيقاف هم؛ جيوستي واولارتيكويتشيا وكانيجيا وباتيستا.
ولم يكن أداء الأرجنتين مقنعا خلال البطولة وسجلت 5 أهداف فقط في طريقها الى النهائي. وكان مدربها كارلوس بيلاردو يدرك جيدا أنه لا يملك الأوراق الكاملة للتغلب على المانيا، وقال “اللعب سيتركز في وسط الملعب، صفوفنا ناقصة وهو ما يرجح كفة الألمان”، فيما اعتبر نجم الأرجنتين بوروتشاغا “انها ضربة قاضية لأن اولارتيكويتشيا وجيوستي ضروريان في وسط الملعب، وكانيجيا في خط الهجوم”.
من جهتها، قامت ألمانيا بمسيرة رائعة في طريقها الى النهائي للمرة الثالثة على التوالي والثانية بقيادة مدربها القيصر فرانتس بكنباور. وكما حصل في مونديال المكسيك العام 1986، نجح القيصر في قيادة المانيا بسهولة الى الدور الثاني بعد الفوز على يوغوسلافيا 4-1، وعلى الإمارات 5-1، والتعادل مع كولومبيا 1-1 في الدور الأول، ثم الفوز على هولندا 2-1 في ثمن النهائي وعلى تشيكوسلوفاكيا 1-0 في ربع النهائي وعلى انجلترا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
وكان أمل المانيا وقائدها لوثار ماتيوس في ربيعه التاسع والعشرين محو آثار خيبة فشل نهائي 1982 أمام إيطاليا و1986 أمام الأرجنتين بالذات فكانت المباراة ثأرية بالنسبة لهم.
وقال ماتيوس، الذي يحتفظ بذكرى سيئة عندما فشل في إحكام الرقابة اللصيقة على مارادونا في نهائي 1986، “سيكون من الخطأ تغيير أسلوب لعبنا بالنظر لتحركات مارادونا على أرضية الملعب”.
وحرمت الأرجنتين من تشجيعات الايطاليين في المباراة النهائية، خصوصا وأن زملاء مارادونا أخرجوا رفاق روبرتو باجيو من الدور نصف النهائي. وبكى مارادونا طويلا في حفل توزيع الجوائز وبدت الحسرة والأسى على محياه ولم يتقبل الخسارة والمركز الثاني.
وقال مارادونا “انها أكبر خيبة أمل في مسيرتي، لم يكن الحكم جيدا وقد أدخل الفرحة في قلوب الإيطاليين والألمان. إني حزين ومتأتر وغاضب”، مضيفا “خسرنا بسبب الحكم”.
وأمام الاندفاع الهجومي للألمان بقيادة الثلاثي كلينسمان وليتبارسكي وفولر، اضطر بيلاردو الى اللعب بمهاجم واحد هو ديزوتي، وندرت الفرص الحقيقية للتسجيل في الشوط الأول فسنحت ثلاث فرص للألمان من تسديدة على الطاير لفولر لم تذهب بعيدا (10)، وتسديدة للاعب نفسه بين يدي غويكويتشيا (11)، وأخرى لماتيوس (26) مقابل محاولة واحدة للأرجنتين من ركلة حرة مباشرة انبرى لها مارادونا ذهبت فوق المرمى.
وكان الشوط الثاني ألمانيا أيضا، في الوقت الذي كان فيه هم الأرجنتين الوحيد هو جر الألمان الى الشوطين الإضافيين ومن ثمة الى ركلات الترجيح.
وتخطى ليتبارسكي أربعة مدافعين وسدد بجانب القائم (47)، وتسرع فولر أمام المرمى (51)، ومثله فعل ليتبارسكي من انفراد (55)، ثم ارتكب غويكوتشيا خطأ بحق اوغنتالر داخل المنطقة فلم يحرك الحكم ساكنا فتهيأت الكرة أمام فولر الذي سددها بقوة فابعدها المدافع سيريزويلا من باب المرمى (58)، ثم سدد بريمه قذيفة من 25 مترا أبعدها غويكويتشيا ببراعة وصعوبة في الوقت ذاته الى ركنية (61).
وزادت مهمة الأرجنتين صعوبة بعدما طرد الحكم المكسيكي ادغاردو كوديسال المدافع مونزون في الدقيقة 65 بعد 20 دقيقة من نزوله مكان سنسيني، وذلك بمخاشنته كلينسمان. وكانت البطاقة الحمراء الأولى التي تشهر في مباراة نهائية لكأس العالم.
وتابع الألمان سيطرتهم على المجريات مقابل تراجع للأرجنتين التي وقع نجمها وصانع ألعابها في فخ رقابة ظله بوخفالد. ولمس مارادونا 22 كرة طيلة المباراة مقابل 58 لماتيوس.
وأثمر الضغط الألماني ركلة جزاء مشكوك في صحتها عندما مرر ماتيوس كرة بينية الى فولر الذي توغل وسقط داخل المنطقة بعد احتكاك مع المدافع سيريزويلا احتج عليها الأرجنتينيون مدة طويلة بدون نتيجة فانبرى لها بريمه بنجاح.
وتلقت الأرجنتين ضربة موجعة ثانية في الوقت الذي كانت بحاجة الى البحث عن التعادل حيث طرد ديزوتي في الدقيقة 87 لتلقيه الإنذار الثاني، وتلقى مارادونا إنذارا بدوره. ونجحت المانيا في إحراز اللقب للمرة الثالثة. كما نجح بكنباور في إحراز الكأس العالمية للمرة الثانية بعد الأولى كلاعب العام 1974.
ربع نهائي مونديال ألمانيا 2006 “30 حزيران (يونيو)” ألمانيا-الأرجنتين (4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1)
تخطت ألمانيا التوقعات في 2006 عندما تأهلت الى نصف النهائي على أرضها؛ اذ قلبت تخلفها أمام الأرجنتين الى فوز على فريق المدرب خوسيه بيكرمان الذي عج بالنجوم.
هز روبرتو ايالا الشباك للمنتخب الأميركي الجنوبي بكرة رأسية في الدقيقة 49، لكن الهداف الدائم في كأس العالم ميروسلاف كلوزه عادل قبل 10 دقائق على انتهاء الوقت الأصلي. تابعت المانيا تألقها في ركلات الترجيح وسجلت أربعة أهداف من أصل أربع تسديدات وصد الحارس ينس ليمان كرتي ايالا واستيبان كامبياسو، وسط بكاء الأرجنتيين بعد مطالبتهم الحكم السلوفاكي لوبوش بركلتي جزاء.
120 دقيقة كانت أشبه برحلة العذاب للمنتخبين اللذين خاضا مواجهة دور الثمانية وسط تحد كبير وثأر قديم بينهما.
وجاء هذا الفوز بعد 16 عاما على ركلة جزاء الظهير الأيسر اندرياس بريمه التي منحت “المانشافت” لقبه الثالث في مونديال ايطاليا 1990 على حساب “بلاد التانغو”، على الملعب الاولمبي في برلين وأمام 72 الف متفرج ليحجز مكانه في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس العالم.
وحجز المنتخبان مكانهما في الدور ربع النهائي بعد عروض قوية ففازت المانيا على كوستاريكا 4-2 في المباراة الافتتاحية ثم على بولندا 1-0 والإكوادور 3-0، قبل أن تتطيح بالسويد في الدور الثاني (2-0).
من جهتها، عانت الأرجنتين في مباراتها الأولى أمام ساحل العاج 2-1، قبل أن تسحق في الثانية صربيا ومونتينيغرو 6-0، لتنهي الدور الأول في الصدارة بتعادلها مع هولندا 0-0 في الجولة الختامية.
ثم انتزع الأرجنتينيون فوزا صعبا من المكسيك 2-1 بعد التمديد في الدور ثمن النهائي بهدف رائع للاعب وسط اتلتيكو مدريد الاسباني ماكسيميليانو رودريغيز.
وبدأ المنتخبان المباراة بالتشكيلتين المتوقعتين خصوصا من جهة المانيا التي أشرك مدربها يورغن كلينسمان ثنائي الهجوم ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي صاحبي 7 أهداف لبلادهما قبل المباراة، ومن خلفهما بيرند شنايدر في مركز الجناح الأيمن وإلى جانبه تورستن فرينغز والقائد ميكايل بالاك وباستيان شفاينشتايغر يسارا، وفي الخط الخلفي فيليب لام في مركز الظهير الأيسر وإلى جانبه في وسط الدفاع كريستوف ميتسيلدر وبير ميرتيساكر وارنه فريدريتش يمينا.
أما المدرب الأرجنتيني بيكرمان فأشرك ثنائي الهجوم هرنان كريسبو وكارلوس تيفيز الذي حل مكان خافيير سافيولا ومن خلفهما صانع الألعاب خوان رومان ريكيلمي ومن ثم ثلاثي الوسط المتألق ماكسي رودريغيز الذي فرض نفسه أساسيا مكان استيبان كامبياسو، وخافيير ماسشيرانو ولوتشو غونزاليز وفي الخط الخلفي خوان بابلو سورين يمينا وفي وسط الدفاع غابرييل هاينتسه وايالا وفابريتسيو كولوتشيني الذي حل مكان نيكولاس بورديسو في الجهة اليسرى.
وجاء الشوط الأول رتيبا؛ اذ غابت عنه الفرص بشكل تام باستثناء محاولة واحدة للبلد المضيف، وبدا واضحا التوتر الذي سيطر على أداء اللاعبين الذين ارتكبوا العديد من الأخطاء.
وغابت الفرص الحقيقية عن المرميين وانحصر اللعب في وسط الملعب الذي شهد تمريرات خاطئة من الطرفين بسبب التوتر الذي بدا واضحا منذ صافرة البداية، مما أثر على مستوى اللقاء. فكان لام أنشط لاعبي البلد المضيف على الجهة اليسرى لكن من دون أن يجد أي مساعدة تذكر من زملائه، فيما كان لاعبو المدرب بيكرمان أكثر استحواذا على الكرة في وسط الملعب لكن لم يتمكنوا من تحويل سيطرتهم النسبية إلى فرص حقيقية على مرمى ليمان.
وانطلق الشوط الثاني بنفس سيناريو الأول وحاول لاعبو المنتخب الألماني أن ينطلقوا نحو المنطقة الأرجنتينية، إلا أن لاعبي وسط ودفاع “الأبيض والأزرق” وقفوا صدا منيعا في وجه “المانشافت”. وطالب قائد المنتخب الألماني بالاك بركلة جزاء صحيحة بعد خطأ من ايالا الذي منع لاعب تشلسي الجديد من الارتقاء نحو الكرة عقب ركلة ركنية من شفاينشتايغر، الا ان الحكم السلوفاكي ميشال لوبوس طالب بمواصلة اللعب (64).
واحتكم المنتخبان إلى شوطين اضافيين، فغابت الفرص الصريحة عن الأول.
ومع بداية الشوط الإضافي الثاني، حاول تيفيز أن يباغت ليمان بتسديدة قوية من حوالي 30 مترا، الا أن حارس ارسنال الانجليزي سيطر على الكرة بدون عناء (107)، ثم غابت الفرص عن مجريات هذا الشوط باستثناء تسديدة أرجنتينية من خارج المنطقة بواسطة كولوتشيني لكن كرته مرت بجانب القائم الايمن (113).
ولجأ الطرفان إلى ركلات الترجيح لحسم هوية المتأهل إلى الدور نصف النهائي، فكان نوفيل أول المسددين الى يسار فرانكو مانحا المانيا التقدم، ثم عادل كروز بتسديدة على يمين ليمان وبالطريقة نفسها اعاد القائد بالاك التقدم “للمانشافت” قبل أن يصد ليمان محاولة ايالا.
ونجح بودولسكي في تسديدته واضعا المانيا في موقف مريح، ثم سجل رودريغيز للأرجنتين وبوروفسكي لألمانيا قبل أن يتألق ليمان ويمنح بلاده بطاقة التأهل بتصديه لمحاولة كامبياسو.
ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 “3 تموز (يوليو)” ألمانيا-الأرجنتين 4-0
أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على انجلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة لأنه لقن نظيره الأرجنتيني درسا قاسيا وبلغ نصف النهائي للمرة الثانية عشرة في تاريخه (رقم قياسي) بالفوز عليه 4-0 على ملعب “غرين بوينت” في كايب تاون في ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010.
ويدين “مانشافت” بفوزه الكاسح الى الثلاثي توماس مولر وميروسلاف كلوزه (هدفان) وارنه فريدريش الذين سجلوا الأهداف الأربعة.
والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من المواجهة افتقادهم خدمات مولر في مباراة نصف النهائي أمام إسبانيا.
وحرم رجال المدرب يواكيم لوف الأرجنتينيين من بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 20 عاما وألحقوا بهم هزيمتهم الأولى في نسخة 2010 بعد أن حققوا أربعة انتصارات متتالية.
كما أوقف “مانشافت” مسلسل مباريات “لا البيسيليستي” في النهائيات بدون هزيمة عند عشر على التوالي (افضل انجاز له في تاريخ مشاركاته)، علما بأن الهزيمة الأخيرة للمنتخب الأميركي الجنوبي تعود الى نسخة 2002 عندما خسر أمام انجلترا 0-2، وذلك لأن الخسارة بركلات الترجيح لا تسجل كهزيمة في سجل المنتخب المعني.
ولم يجر المنتخبان أي تعديل على التشكيلتين اللتين خاضتا الدور الثاني، وبدأ لوف المباراة مع لوكاس بودولسكي ومسعود اوزيل بعد أن كان الشك يحوم حول مشاركتهما بسبب إصابة الأول وإرهاق الثاني، فيما جلس المهاجم البرازيلي الأصل كاكاو على مقاعد الاحتياط بعد تعافيه من اصابة في عضلات معدته.
وضرب المنتخب الألماني منذ البداية تحت انظار المستشارة انغيلا ميركل ورئيس جنوب افريقيا ياكوب زوما والقائد الغائب عن النهائيات ميكايل بالاك؛ حيث افتتح التسجيل منذ الدقيقة الثالثة برأسية من المتألق مولر الذي سبق نيكولاس اوتاميندي الى الكرة بعد ركلة حرة نفذها باستيان شفاينشتايغر من الجهة اليسرى ووضعها في شباك الحارس سيرخيو روميرو الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الهدف. ومنح مولر بلاده هدفها رقم 200 في نهائيات كأس العالم.
ومن هجمة مرتدة أنهاها مولر بتمريره الكرة داخل المنطقة الى ميروسلاف كلوزه الذي كان يخوض مباراته الدولية رقم 100، أطاح الأخير بها فوق العارضة رغم أنه كان في وضع مناسب لتعزيز تقدم بلاده (24).
وحصل هيغواين على فرصة خطيرة لإدراك التعادل عندما استلم الكرة على مشارف المنطقة ثم تلاعب بفريدريش قبل أن يسدد كرة ضعيفة لم يجد نوير صعوبة في التعامل معها (35)، ثم رد بودولسكي بتسديدة من خارج المنطقة مرت قريبة من القائم الأيسر (39)، ومولر بأخرى مستفيدا من مجهود فردي مميز للقائد فيليب لام على الجهة اليمنى، لكن محاولة نجم بايرن ميونيخ الشاب ارتدت من نيكولاس بورديسو ومرت بجانب القائم الأيمن (44).
وبدا المنتخب الأرجنتيني بصورة أفضل في بداية الشوط الثاني؛ حيث حاصر لاعبي المانيا في منطقتهم وكان قريبا من إدراك التعادل بكرة صاروخية أطلقها انخل دي ماريا من خارج المنطقة، إلا أن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الأيمن (48).
ورغم أفضليته الميدانية، فشل “لا البيسيليستي” في تهديد المرمى الألماني بشكل فعلي بعدما نجح دفاع الـ”مانشافت” في إقفال المنافذ على ميسي وهيغواين وتيفيز التي اختبر حظه من خارج المنطقة لكن نوير كان له بالمرصاد، كما فعل في مواجهة هيغواين بعد ثوان لكن هذه المرة من داخل المنطقة (63).
وجاء رد الألمان مثمرا بعد لعبة جماعية مميزة أنهاها مولر بتمريره الكرة الى بودولسكي وهو ملقى على أرض الملعب فكسر بودولسكي مصيدة التسلل ثم مرر بهدوء وبدون أي ضغط الكرة الى كلوزه الذي أودعها الشباك الخالية (68)، ثم أضاف الهدف الرابع في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء بتسديدة “طائرة” من مسافة قريبة بعد عرضية متقنة من اوجيل، مسجلا هدفه الرابع في النسخة الحالية والرابع عشر في العرس الكروي ليتقدم على الأسطورة البرازيلي بيليه (12) ويصبح على بعد هدف من معادلة الرقم القياسي الذي يملكه البرازيلي الآخر رونالدو (15).
وسجل كلوزه الذي رفع رصيده الى 52 هدفا دوليا في مباراته المائة، 5 أهداف في كل من النسختين الأخيرتين للمونديال عامي 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 في المانيا.
ولم يكد المنتخب الأرجنتيني يستفيق من صدمة الهدف الثاني حتى اهتزت شباكه للمرة الثالثة عندما توغل شفاينشتايغر على الجهة اليسرى وتلاعب بالمدافعين قبل أن يمرر الكرة على طبق من فضة لارنه فريدريتش الذي أودعها في الشبك موجها الضربة القاضية للأرجنتينيين.
مباراة ودية في 15 آب (أغسطس) 2012.. ألمانيا-الأرجنتين 1-3
آخر مواجهة بين الطرفين كانت ودية في فرانكفورت وانتهت بفوز الأرجنتين 3-1 بعد أن لعبت المانيا نصف ساعة بعشرة لاعبين إثر طرد الحارس رون روبرت تسيلر لعرقلة خوسيه سوسا.
أنقذ الحارس مارك-اندريه شتيغن ركلة جزاء ليونيل ميسي (الذي سيكون زميله الجديد في برشلونة الاسباني)، لكن أفضل لاعب في العالم آنذاك عوض بعد أن سجل سامي خضيرة هدفا في مرماه عن طريق الخطأ (45)؛ إذ وضع اللاعب الموهوب فريقه في المقدمة مطلع الشوط الثاني قبل أن يقضي انخل دي ماريا على آمال الألمان (73) الذين قلص لهم بينيديكت هوفيديس النتيجة قبل تسع دقائق على النهاية بعد تلاعب جميل بالدفاع من قبل ماريو غوتسه.-(أ ف ب)
أقوال ألمانية وأرجنتينية عشية المباراة النهائية
في ما يلي بعض الأصداء من المعسكرين الألماني والأرجنتيني عشية مواجهتهما في المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014.
ألمانيا
- “استمتعنا بالمباراة ضد البرازيل، لكنها أصبحت خلفنا بعد 24 ساعة. في المباراة المقبلة يجب أن نلعب بأفضل قدراتنا”، هذا ما قاله المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي أصبح في البرازيل أفضل هداف في تاريخ نهائيات كأس العالم (16 هدفا) بتسجيله هدفين ضد غانا (2-2) في الدور الأول والبرازيل (7-1) في نصف النهائي.
- “اذا فزنا باللقب، فبإمكاني أن أتخيل نفسي مسترخيا وهناك (وحش) حفلات بداخلي، حتى أنا”، هذا ما قاله كلوزه أيضا، مؤكدا أنه قد يتخلى عن هندامه الخارجي المنمق ويعتمد تسريحة الشعر الطويل في حال فازت ألمانيا بلقبها الرابع.
- “شاهدنا الهولنديين وهم يشلون تحركات ميسي، لكن نحن أيضا نملك خطة خاصة به... لكني لن أفصح عنها”، هذا ما قاله مساعد المدرب هانزي فليك خلال حديثه عن الخطر الذي يشكله ليونيل ميسي على المنتخب الألماني.
- “نصيحتي لكم، بإمكانكم تحقيق ذلك”، هذا ما قالته المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في رسالتها لمنتخب بلادها، مرشحة إياه للخروج فائزا من مواجهة “ماراكانا”.
- “إنه أفضل أداء ألماني في تاريخ كأس العالم! مذهل ببساطة!”، هذه كانت تغريدة مدرب المانيا السابق والولايات المتحدة حاليا يورغن كلينسمان بعد فوز منتخب بلاده على البرازيل 7-1، علما بأنه كان قاد “ناسيونال مانشافت” بمساعدة المدرب الحالي يواكيم لوف الى المركز الثالث العام 2006.
الأرجنتين
- “إنه جنون. لنستمتع بذلك. تبقى أمامنا خطوة صغيرة واحدة”، هذا ما قاله ليونيل ميسي بعد الفوز على هولندا في نصف النهائي بركلات الترجيح، متحدثا عن أن مباراة واحدة تفصل بلاده عن معانقة الكأس
للمرة الأولى منذ 1986 والثالثة في تاريخها.
- “إنه كالمياه في الصحراء. يجد الحلول عندما نعتقد بأنها غير موجودة”، هذا ما قاله المدرب اليخاندرو سابيلا عن ميسي وما يقدمه نجم برشلونة الإسباني الى المنتخب الوطني.
- “لطالما كانت ألمانيا المرشحة الأوفر حظا الى جانب البرازيل من أجل الفوز بكأس العالم. وما تزال كذلك حتى الآن. يجب أن نلعب بطريقتنا ويناسبنا بأن يكون كل الضغط عليهم”، هذا رأي مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي سيرخيو اغويرو الذي عاد الى المنتخب بمشاركته في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين أمام هولندا بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الفريق منذ الجولة الأخيرة من الدور الأول.
- “ركلات الجزاء ترتكز على الحظ، هذا هو الواقع. كنت واثقا من نفسي وأشكر الله لأن كل الأمور سارت على خير”، هذا ما خرج به بطل نصف النهائي ضد هولندا الحارس سيرخيو روميرو بعد أن صد ركلتين ترجيحيتين لرون فلار وويسلي سنايدر.
- “بعض من لاعبينا يعانون من الرضات، الإرهاق والتعب... يمكن القول إن ذلك نتيجة حرب”، هذا ما اعترف به سابيلا عن وضع لاعبيه بعد مباراتهم الشاقة ضد هولندا الأربعاء الماضي في نصف النهائي.