السفيرة الفرنسية: الأردن دعامة لامتصاص صدمات المنطقة
عبرت السفيرة الفرنسية في عمان كارولين دوما عن قلق المجتمع الدولي حيال التطورات في الأراضي الفلسطينية، مشيرة الى أن ما يحدث في قطاع غزة “يثير مشاعر الأسى لدى الشعب الفرنسي”.
وأكدت دوما خلال لقائها مجموعة من الصحفيين في منزلها بعمان أمس بمناسبة العيد الوطني لبلادها، أن الحكومة الفرنسية “تدين وتدعو لوقف الهجمات والعنف من الجانبين، كما تدعو لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعودة إلى الهدنة التي تم التفاوض عليها بين اسرائيل وحركة حماس العام 2012”.
وفي ردها على سؤال حول ازدواجية المعايير لدى بعض الدول الأجنبية ومساواتها الضحية بالجلاد، قالت دوما: “نعلم أن معظم القتلى المدنيين فلسطينيون ولكننا ندعو الجانبين الى وقف هجماتهم، ودعونا السلطات في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى حماية المدنيين وتحمل مسؤولياتهما”.
وعبرت عن أملها أن يكون للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولدول خليجية (لم تسمها)، ولمصر كذلك “اتصالات مؤثرة مع حماس”، لعدم وجود اتصالات مباشرة بين بلادها والحركة، مؤكدة أنه “يمكن إيصال رسائل من خلال قوى تتواصل مع حركة حماس”.
وقالت إن الرئيس الفرنسي أجرى بدوره اتصالات مع نظيره الفلسطيني وكذلك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيريه الأردني والمصري.
إلى ذلك، شددت دوما على أهمية الأردن لبلادها كشريك مهم على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى أن فرنسا تسعى لتعزيز تلك الشراكة وتطويرها.
وأشارت إلى أن فرنسا ترغب بتدعيم الاستقرار الذي حافظت عليه المملكة، وسط بيئة إقليمية مضطربة للغاية.
ووصفت الأردن بـ”الدعامة التي تمتص صدمات الأزمات الإقليمية في المنطقة”، إضافة الى أنه يضطلع بدور مهم في المنطقة.
كما تحدثت دوما عن التعاون الوثيق بين البلدين، بعد انضمام الأردن الى مجلس الأمن، متطرقة في هذا الصدد، الى وجود نقاش مفتوح في نيويورك حاليا حول الوضع في غزة.
وفيما أشارت الى تطابق وجهات النظر لكلا البلدين من قضايا المنطقة، تحدثت عن دعم فرنسا للقرار الذي تقدم به الأردن ودول أخرى قبل أشهر بمجلس الأمن لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الى سورية.
كما أكدت دوما دعم بلادها، لما وصفته بـ”القرارات الاقتصادية الشجاعة والضرورية التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء عبدالله النسور”، لافتة الى مساندة فرنسا للمملكة عبر صندوق النقد الدولي، جراء التحديات الكبيرة التي تعانيها بسبب الأعداد الغفيرة للاجئين السوريين على أراضيها.
كما بينت أن بلادها تدعم الإصلاحات الشاملة الجارية في الأردن، ومنها في المجال القضائي بتقديمها المساعدة والخبرات الفرنسية.
اقتصاديا، أشارت دوما الى وجود 30 شركة وعلامة فرنسية عاملة في الأردن، على اعتبار أن ذلك يساهم في تحسين الاقتصاد الأردني، ويوفر فرص عمل كبيرة للأردنيين.
وفيما أبدت إعجاب بلادها بالكرم الكبير للمملكة باستضافتها مئات آلاف اللاجئين السوريين، رغم الأعباء الكبيرة المترتبة على كافة القطاعات الحيوية في البلاد، أشارت الى أن ذلك يساهم في “عدم الاستقرار الاقتصادي في الأردن”.
وقالت دوما إن بلادها ترى أن الحل السياسي هو الأساس في الأزمة السورية، وأنها دعمت المعارضة المعتدلة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كما دعمت العملية السياسية من خلال جنيف 1 و2، معبرة عن أسفها لتوقفها.
وبينت أن بلادها، قدمت مساعدات بحوالي 100 مليون يورو بهذا الخصوص الى الأردن، على شكل مشاريع مختلفة وبنى تحتية للمجتمعات المحلية بقيمة 65 مليون يورو، وحوالي 35 مليون للاجئين السوريين عن طريق وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وبينت أن دعم بلادها التنموي للمملكة، وصل الى مئات الملايين من اليوروهات في الأعوام الأخيرة، مع التركيز على قطاعات الطاقة والمياه، خصوصا في محافظات الشمال.
وعبرت دوما عن أملها بأن يتم إنجاز مشروع الباص السريع من خلال الوكالة الإنمائية الفرنسية، والذي قالت إن له “أولوية”، وإن العمل يتم حاليا في باريس على ملف القرض الخاص بهذا المشروع.
وقالت إن القرض الذي سيتم منحه لأمانة عمان لهذا المشروع يبلغ 160 مليون يورو، إلا أنه يحتاج بعض الوقت لإتمامه.