النووي الإيراني: واشنطن وطهران تتحدثان عن فجوات كبيرة
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد أنه توجد اختلافات كبرى بين إيران والقوى العالمية الست المشاركة في مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني مع اقتراب الموعد النهائي المحدد للتوصل إلى اتفاق في 20 تموز (يوليو) الحالي.
وأصدر مفاوض إيراني كبير تصريحات مشابهة.
وتسعى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين للضغط على إيران للحد من برنامجها النووي لحرمانها من أي قدرة على إنتاج قنابل نووية خلال فترة قصيرة. وفي المقابل سيتم رفع العقوبات الدولية التي كبلت الاقتصاد الإيراني المعتمد على تصدير النفط بشكل تدريجي.
وتقول إيران إن أنشطتها تقتصر على الأغراض السلمية فيما تسعى إلى رفع العقوبات بأسرع ما يمكن.
وقال كيري قبل اجتماعات بشأن إيران مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ووزراء خارجية دول أوروبية جاءوا إلى العاصمة النمساوية مطلع الأسبوع للمشاركة في المحادثات "من الواضح أنه لا تزال لدينا بعض الفجوات الكبيرة للغاية لذا فنحن بحاجة لمعرفة ما اذا كان بامكاننا تحقيق بعض التقدم".
ونقل التلفزيون الرسمي في إيران عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني وهو من كبار المفاوضين الإيرانيين أيضا قوله "لا تزال هناك خلافات حول كل القضايا الرئيسية والمهمة. لم نتمكن من تضييق الفجوات بشأن القضايا الكبيرة ولم يتضح أن كان بإمكاننا فعل ذلك".
ووصل كيري إلى فيينا في وقت مبكر أمس الأحد قادما من كابول.
وأضاف كيري "أن التأكد من أن ايران لن تطور سلاحا نوويا وأن برنامجها سلمي هو أمر حيوي ولهذا السبب نحن هنا لنحاول ولنحقق /شيئا/ وأتمنى ان نحرز بعض التقدم".
والتقى كيري أمس مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي قال انه يرغب في بحث اتهامات جديدة للولايات المتحدة بالتجسس على برلين.
وطلبت ألمانيا من المسؤول عن المخابرات في السفارة الأميركية في برلين مغادرة البلاد الأسبوع الماضي في أعقاب اتهامات جديدة بتجسس واشنطن عليها. ومن الموقع أن يعقد كيري وشتاينماير مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق أمس.
وناقش كيري مع شتاينماير ونظيري في بريطانيا وفرنسا وليام هيج ولوران فابيوس تصاعد العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال عراقجي إلى أنه "ليس متشائما ولكنه ليس متفائلا جدا أيضا" بشأن فرص التوصل الى اتفاق قبل الموعد النهائي للمفاوضات.
وقال "لم يقبل /أي من الطرفين/ بأي اقتراح حتى الآن. ولم نتوصل الى أي اتفاق حول التخصيب ومدى قدرته".
وأشار إلى أنه في حال انهيار المحادثات ستستأنف إيران التخصيب عالي المستوى الذي أوقفته في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عندما بدأ تطبيق اتفاقية أولية توصل إليها الطرفان قبل ذلك بشهرين. وفي المقابل حصلت إيران على تخفيف محدود لبعض العقوبات.
وتضمن الاتفاق الذي أبرم في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) بندا يسمح بتمديد المفاوضات للتوصل الى اتفاقية دائمة حتى ستة أشهر إذا وافق جميع الأطراف.
وقال عراقجي "هناك امكانية لتمديد المحادثات لأيام قليلة أو أسابيع قليلة اذا أحرز تقدم".
وكام مسؤول أميركي كبير قال أول من أمس السبت انه سيكون من الصعب التفكير في تمديد المفاوضات دون أن يكون هناك أولا "تقدم كبير في القضايا الرئيسية".
وأثار فابيوس أيضا احتمال تمديد المحادثات.
وقال للصحفيين "اذا ما تمكنا من التوصل الى اتفاق بحلول 20 يوليو.. برافو اذا ما كان جادا...اذا لم نتمكن فهناك احتمالان. اما أن نمدد..أو سيتعين علينا القول انه مع الاسف لن نتمكن من التوصل لاتفاق".
وقال هيج ان الوقت ما زال مبكرا لبحث تمديد المحادثات. وأضاف للصحفيين "من غير المرجح أن نحرز تقدما سريعا اليوم ولكننا... سنرى ماهي امكانية احراز تقدم قبل 20 يوليو".
والفشل في التوصل لاتفاق يعني انتهاء تخفيف العقوبات على ايران بل من المتوقع فرض مزيد من العقوبات على طهران.