مساع لتهدئة في غزة و"حماس" ترفض وقف تصنيع الصواريخ
تنشط جهود عربية ودولية لبلوغ تهدئة في قطاع غزة، لم تستطع إقناع حركة "حماس" بها حتى اللحظة، للاشتراط الإسرائيلي بوقف تصنيع صواريخ المقاومة، بينما يستمر عدوانه لليوم السابع الذي أسفر عن "سقوط 168 شهيداً وإصابة 1130 جريحاً، من بينهم 230 طفلاً".
يأتي ذلك على وقع استهداف صواريخ المقاومة أمس مدينة نهاريا، شمال فلسطين المحتلة العام 1948، وحيفا و"تل أبيب" و"ريشون لتسيون" و"غوش دان" ومطار بن غوريون، وعسقلان، ما تسبب في وقوع إصابات بين صفوف جنود الاحتلال، إحداها خطيرة، فضلاً عن إلحاق أضرار فادحة في منطقة "أشكول" بالنقب.
وما تزال سلطات الاحتلال، وفق تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مترددة حتى اللحظة بشأن تنفيذ الاجتياح البري ضدّ غزة، بعيداً عن عمليات الإنزال أو العمليات العسكرية المحددة، إلا أنها تحشد جيوشها عند الحدود مع القطاع بانتظار ساعة البدء بعد حسمها.
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس" أحمد يوسف إن "هناك جهوداً تقوم بها بعض الدول، مثل قطر وتركيا، ودول أوروبية تواصلت مع "حماس"، بالإضافة إلى الجهد المبذول على المستوى الدولي، برعاية الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، غير أن ما يقدم لا يمكن قبوله".
وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، أن "المطروح حالياً يتضمن استمراراً لتهدئة 2012، التي جرت عبر الوسيط المصري، إلا أن حماس ترفض ذلك، إذ لا يمكن العودة إلى ما أخل به الاحتلال ومارس نقيضه دون وجود ضمانات للالتزام به".
وأوضح أن "الاحتلال يطالب، من خلال ما نقله عبر الوسطاء، بوقف صناعة صواريخ المقاومة، وهذا أمر مرفوض بالمطلق، إذ ما يزال الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ومن حقه إعداد العدة لعدوانه، فيما تعد المقاومة مشروعة للدفاع عن الأرض والوطن والشعب".
وأكد أنه "بعد هذا الصمود ألأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة وسقوط الضحايا من الشهداء والجرحى، لن يوقع أي فلسطيني على اتفاق للتهدئة لا يحترم كرامة الفلسطيني ولا يحفظ حقه في الدفاع عن نفسه".
وحدد شروط فصائل المقاومة للتهدئة، "بعدم العودة إلى أوضاع ما قبل العدوان، ورفع الحصار عن غزة، وإطلاق سراح المعتقلين منذ بدء عملية الاحتلال، ومنهم الأسرى المحررون في صفقة الأحرار، في العام 2011".
وأكد "مطلب عدم وضع الاحتلال للعراقيل أمام قيام حكومة الوفاق الوطني بأداء مهامها في الضفة وغزة معاً، وعدم الاعتراض على أي شكل من أشكال الشراكة الوطنية".
وقال إن "مصر غائبة عن تحركات بلوغ التهدئة"، معرباً عن أسفه "لتجاوز مصر في أي تسويات وتهدئات مع هذا العدو، وخسارة دورها وظهورها في المشهد الإعلامي وكأنها بددت آمال العرب وطموحاتهم، فهذا أمر لا نريده لمصر ولا لمكانتها المركزية".
وأوضح أن "معبر رفح مغلق، ولم يفتح إلا لسويعات قليلة، وكأن مأساة غزة لا تمسّ مصر في شيء، رغم أنه لم يغلق في الحروب السابقة، حتى في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كان مفتوحاً أمام المساعدات الغذائية والطبية ووفود التضامن مع غزة".
واعتبر أن "الاحتلال غير معنيّ بالتورط أكثر في القطاع، حيث يدرك أنه مجتمع مقاوم ويقدم على التضحية، أن اجتياحه برياً بمثابة دخول في حقل ألغام، حيث ستفاجئهم المقاومة بالكثير من الإمكانيات غير المتوقعة".
ورأى أن "العدو إما أن يرضخ لتهدئة ستحقق بعض الانجازات للفلسطينيين، أو يشن حرباً برية يهدد بها منذ بدء العدوان في ظل تصريحات داخلية متناقضة، أو يستمر في الغارات وارتكاب المجازر، ما سيجر عليه انتقادات المجتمع الدولي".
من جانبها، قالت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها الإلكترونية أمس، إن "الجيش الإسرائيلي يطالب بوقف صنع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى في قطاع غزة، أو الحصول على حرية شن غارات ضد ورشات صنع هذه الصواريخ والأنفاق، كشرط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، بحسبها.
بيدّ أن تقريراً وارداً في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أفاد بأن "الجيش انجر إلى جولة القتال الحالية وأن "عملياته متعثرة" ولذلك فإنه فقد، منذ بداية جولة القتال، القدرة على المفاجأة، ولم ينجح في تصفية قياديين في حماس أو تدمير صواريخ طويلة المدى"، وفق قولها.
وفي الأثناء، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس، إنه لا يعلم متى سينتهي العدوان على القطاع وأنه "قد يستغرق الكثير من الوقت".
إلا أن التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية تبين بأن القيادة الإسرائيلية، السياسية والأمنية، مترددة بشكل كبير في اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية برية، خاصة وأن عملية محدودة النطاق لن تحقق أي أهداف بينما عملية برية واسعة ستكون محفوفة بمخاطر كبيرة.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الماضية غاراته على قطاع غزة، وقصف أهدافا أمنية بصفة خاصة، بينها كلية الشرطة ومجمع أنصار الأمني ومنطقة الجوازات، وذلك بعد استشهاد 18 فلسطينيا من عائلة واحدة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا سكنيا في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وفي أحدث الغارات أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد سيدة مسنة بحي الشجاعية. كما استشهد طفل وأصيب 11 بقصف على منزل في مخيم الشاطئ غربي غزة.
ومن بين ضحايا السبت كذلك ستة شهداء قتلوا في قصف استهدف حي الشيخ رضوان شمال غزة، ومنهم نضال الملش ابن شقيقة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفتاتان استشهدتا في غارة استهدفت جمعية للمعوقين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وثلاثة فلسطينيين استشهدوا في متنزه بحي التفاح شرقي القطاع.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت شريط فيديو يظهر قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا بقطاع غزة بعد مرور 56 ثانية فقط على سقوط ما تصفه سلطات الاحتلال بقذيفة تحذيرية على المنزل.
أما كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فأعلنت أنها فجرت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بالقرب من موقع زكيم العسكري شمال قطاع غزة اول من أمس.
وطلب الفلسطينيون أمس رسميا من الأمم المتحدة دراسة طلبهم بتوفير الحماية الدولية لهم مع تصاعد أعداد القتلى واتساع رقعة الدمار في قطاع غزة بسبب العدوان الاسرائيلي.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع ربروت سري ممثل الامين العام للامم المتحدة في مكتبه برام الله وتسليمه رسالة خطية "هذه الرسالة تتلخص في ان القيادة الفلسطينية قررت ان تطلب من الامين العام ان يدرس موضوع وضع الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية"
واضاف عباس قائلا "نأمل أن يأتي الجواب سريعا لان الوضع لم يعد يحتمل لان الهجمات الاسرائيلية متواترة ليل نهار".