الأردن يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي الخطير على غزة والعودة للمفاوضات
دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إلى وقف العدوان الإسرائيلي، واستهداف المدنيين في غزة "فورا"، ووصف هذا العدوان المستمر بـ"الخطير جدا".
وأكد جودة، في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس في عمان، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على ضرورة وقف التصعيد في غزة، وعلى أهمية التهدئة بين الجانبين، والعودة إلى المفاوضات المباشرة، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل الدولتين، الذي "يضمن الأمن والسلام لشعوب المنطقة".
وشدد أيضا على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، والالتزام به، والعودة إلى هدنة العام 2012 بين الطرفين، مؤكدا على أن المنطقة "لا تحتمل المزيد من التوتر والعنف والتصعيد وعوامل عدم الاستقرار".
وأشار جودة إلى مشاركته في اجتماع عاجل لوزراء خارجية الجامعة العربية في القاهرة مساء أمس، وأن الاجتماع سيصدر عنه بيان حول الأوضاع في غزة.
وقال إن الوزراء العرب "سيبحثون العدوان الإسرائيلي الأخير، واستهداف المدنيين، وضرورة احترام القانون الإنساني في ظل الأوضاع الانسانية الخطيرة جدا، التي تعيشها غزة حاليا".
كما لفت إلى أن الأردن سيقوم بتعزيز المستشفى الميداني العسكري الموجود في غزة، مشيرا إلى اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، وتوجيهات نائب الملك ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بهذا الخصوص.
وقال جودة إنه بحث مع الوزير الألماني الضيف أمس آخر التطورات، التي تشهدها الساحة العراقية، وتم التأكيد على "أهمية وجود مسار سلمي سياسي شامل" بهذا الخصوص. كما بحث الجانبان الأوضاع في سورية و"ضرورة التوصل إلى حل سياسي" لهذه الأزمة.
وثمن جودة موقف ألمانيا الداعم للأردن على الساحة الدولية، ومساعدتها للمملكة في استضافتها، لما يقارب مليونا وأربعمائة ألف سوري على أراضيها، بالإضافة إلى ما تقدمه ألمانيا للاجئين السوريين عن طريق وكالات الإغاثة الدولية. من جانبه، وصف الوزير الألماني الأردن بـ"واحة الأمان والاستقرار وسط منطقة مضطربة"، وأكد أن استقرار الأردن "مهم جدا" لألمانيا.
وأشاد باستقبال الأردن، لأعداد كبيرة من اللاجئين، الذين يفرون من دول المنطقة ويلجأون للأردن، مؤكدا دعم بلاده للمملكة بهذا الصدد "قدر المستطاع".
وأثنى شتاينماير على جهود المملكة في هذا الشأن، معتبرا أنها تستحق "التضامن والاحترام والدعم على كل ما تتحمله من أعباء جراء استضافتها للاجئين على أراضيها".
وحول التطورات في غزة، عبر الوزير الألماني عن أسفه لسقوط أبرياء كثيرين، في حين أوضح أن بلاده "تعتبر أن إطلاق الصواريخ من قبل حماس على أسرائيل يجب أن يتوقف فورا"، و"وقف الهجمات إذا أردنا نهاية للعنف"، وأكد أنه "لا بديل عن المفاوضات وحل الدولتين".
وكان جودة بحث مع نظيره الألماني العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وآخر المستجدات على الساحة الإقليمية والتطورات في قطاع غزة.
وبالنسبة للعلاقات الثنائية بين الجانبين، أشار جودة إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، "يولي أهمية كبيرة لتعزيز التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي مع المانيا، التي تضطلع بدور مهم على الساحتين الإقليمية والدولية".
ولفت إلى أهمية الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني أخيرا إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث التقى خلالها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وعدد من المسؤولين الألمان، والتي تؤكد على متانة العلاقة بين البلدين الصديقين، حيث تركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وتناولت الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.