تقرير دولي: إسرائيل تستخدم سلاحا كربونيا فتاكا ضدّ المدنيين في غزة
كشف مسؤول فلسطيني عن توفر مؤشرات دالة على استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة "غريبة" غير معروفة سابقاً، في حربه ضدّ قطاع غزة، معززاً بتقرير دولي متطابق أكد "الاستخدام الإسرائيلي سلاحاً كربونياً فتاكاً".
وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة عاهد ياغي إن "هناك مؤشرات لاستخدام الاحتلال أسلحة "غريبة"، في ضوء نوعية الإصابات التي ترد للمشافي، والتي لم يعرف طبيعتها بعدْ، ولكنها أصناف حروق غير طبيعية، وإصابات خطيرة، إن لم تكن مميتة، وتتسبب في بتر الأطراف".
وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، قد "يكون من المبكر الجزم باستخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً، رغم أنه أمراً ليس بعيداً عنه، أسوة بعدوان 2008/2009، غير أن ذلك يحتاج إلى فحوصات دقيقة، قد تتم بمساعدة الوفود الطبية عند دخولها القطاع".
وفي الأثناء؛ أكد تقرير أعده فريق "ميديكا" الإيطالي الدولي "وجود دلائل تشير إلى استخدام سلطات الاحتلال سلاح الـDIME الكربوني الفتاك في حربها ضد غزة، وأسلحة مماثلة لما استخدمته ضد المدنيين اللبنانيين في حرب تموز (يوليو) عام 2006".
وقال الخبير البروفيسور باولا ماندوكا إن "هذه الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي فتاكة وجديدة وغير معروفة"، لافتاً إلى "وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والقتلى الفلسطينيين".
وأضاف أن التقرير أفاد بأن "الأسلحة الإسرائيلية تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية وغير معروفة، حيث طلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجروح غير المألوفة والتي تحتوي على شظايا صغيرة، وغالباً غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية".
وأشار إلى أن "الأسباب المحتملة لهذه الآثار يبدو أنها سلاحاً جديداً ويستخدم بواسطة طائرات بدون طيار ويصيب الهدف بدقة كبيرة".
وبحسب التقرير، فإن "السلاح وفق ما ورد في مجلة “Defence Tech” العسكرية يسمى DIME ويعني اصطلاحاً “Dense Inert Metal Explosive”، وقد يكون هذا السلاح قذيفة كربونية تتحول إلى شظايا صغيرة عند انفجارها وتطلق غباراً يحتوي على طاقة تحرق وتدمر كل شي في دائرة نصف قطرها أربعة أمتار".
وبين أن "هذه التكنولوجيا جزء من نوع جديد من الأسلحة "منخفضة الفتك" ولها أضرار جانبية كبيرة وقد تكون قاتلة".
وكان عدوان الاحتلال، المتواصل لليوم السابع، ضد قطاع غزة قد تسبب في سقوط 172 شهيداً فلسطينياً ووقوع أكثر من 1280 جريحاً، إصابات غالبيتهم خطيرة.
وأوقع الاحتلال ضحاياه الجرحى إما بغارات مباشرة أم من خلال هدم المنازل على رؤوسهم، حيث دمّر بشكل كامل 390 منزلاً، مقابل تدمير زهاء 10 آلاف منزل بشكل جزئي، كانوا موئلاً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين.
إلى ذلك، أوضح ياغي بأن "مشافي غزة تعاني من أزمة حقيقية، إزاء النقصّ الحادّ في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية العلاجية وعجز الأسرّة الطبية، ونقص المساعدات الطبية العربية الإسلامية".
ولفت إلى أن "30 % من أصناف الأدوية الأساسية مفقوة في مشافي غزة، فيما يصل العجز إلى 50 % من المستلزمات الطبية العلاجية، لاسيما في غرف العمليات".
وأشار إلى أن "المشافي تجد صعوبة بالغة في التعاطي مع الأعداد الكبيرة من الجرحى التي ترد إليها، فضلاً عن المرضى النزلاء لديها قبل العدوان، في ظل نقص الإمكانيات اللازمة وعدم توفر الأسرّة الطبية، بخاصة في غرف العناية المركّزة".
وقال إن "هناك جرحى يفترشون الأرض وهم مصابون بسبب نقص الأسرّة الطبية الكافية".
وأوضح أن "غزة لم تستلم حتى الآن أي مساعدات طبية، خلا مساعدات إنسانية مصرية لم يتم الحصول على معلومات دقيقة بشأنها".
وأفاد بتضرر الإنشاءات الطبية في القطاع، حيث "ألحق عدوان الاحتلال أضراراً بليغة بالمؤسسات والمراكز الصحية، مثل المستشفى الأوروبي في خانيونس الذي تعرض للقصف، ومركز الإغاثة الطبية للأمراض المزمنة في غزة الذي تعرض للدمار ومن ثم الإغلاق".
ونوه إلى "مشكلة التحاق الطواقم الطبية بعملها بسبب عدوان الاحتلال، حيث لايستطيع 40-60 % منهم الالتحاق بعملهم"، داعياً إلى "توفير الحماية للشعب الفلسطيني وللطواقم الطبية".
وأضاف إن "الحصار الإسرائيلي الجائر، الممتد منذ سبعة أعوام، استهدف الخدمات الصحية الإنسانية، فيما زاد إغلاق معبر رفح، خلا فتحه لسويعات قليلة، من وطأة الوضع، نظراً لكونه بمثابة شريان الحياة وبوابة القطاع الرئيسية صوب الفضاء الخارجي وممر الوفود والإغاثة الطبية والغذائية".
وقبيل عدوان الاحتلال، كان قطاع غزة يعاني من نفاذ 145 صنفاً من الأدوية الواردة في القائمة الأساسية البالغة 460 صنفاً، وتضمّ أدوية الدم والأورام وجزءاً من الأمراض المزمنة وأدوية الرعاية الأولية وخافضات الحرارة ومسكنات الألم".
ويضاف إليها "نفاذ 460 صنفاً من المستهلكات الطبية الواردة في القائمة الأساسية البالغة 904 أصناف، وتتضمن مستلزمات إجراء العمليات الجراحية التخصصية، مثل جراحة القلب، وأفلام للأشعة ومحاليل كلى وجزءاً من مستهلكات العمليات الجراحية".
ويضم القطاع 14 مشفى حكومياً (من إجمالي 26) و56 مركز رعاية أولية و5 بنوك للدم في مختلف المحافظات و12 مختبراً للصحة العامة.
إلى ذلك؛ دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى "دعم القطاع الصحي المدمر في قطاع غزة".
وقالت، في بيان أمس، إن "تقارير منظمة الصحة العالمية تفيد بأن المستشفيات التي تقوم وزارة الصحة في غزة بتشغيلها عاملة، إلا أنه يتوجب عليها التكيف مع العدد الكبير من الإصابات مقابل إمدادات طبية مستنزفة بشكل شديد".
وأضافت أنه "بالإضافة إلى نفاذ بعض الأدوية الأساسية بمستويات عالية، حتى قبل الأزمة الحالية، فإن 16 % من الأدوية الأخرى موجودة بكميات ضئيلة للغاية".