غزة تقدم مزيدا من الشهداء وتنتظر وقفا للعدوان الإسرائيلي
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس تصعيد عدوانه على قطاع غزة، وذلك لليوم السابع على التوالي، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 186 شهيدا، بينما تجاوز عدد الجرحى 1250، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وكثفت إسرائيل قصفها على مختلف المناطق في قطاع غزة وعادت الطائرات الإسرائيلية لتغير على منازل المدنيين والأراضي الزراعية، فيما أطلقت المقاومة الفلسطينية دفعة جديدة من صواريخها باتجاه المدن والمستوطنات في الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ.
فقد استهدفت "كتائب القسام" موقع "رعيم" العسكري بـ6 صواريخ 107، وقصفت "سرايا القدس" مستوطنة "نتيف هعتسرا" بـ6 صواريخ 107، كما قصفت ألوية "الناصر" "نتيفوت" بصاروخ كاتيوشا.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال، أمس، إصابة جندي إسرائيلي جراء سقوط قذيفة هاون على قاعدة عسكرية في أشكول، في وقتٍ دوت فيه صفارات الإنذار في أسدود وعسقلان وكريات ملاخي. كذلك، استهدف الاحتلال، بعد ظهر أمس، منزلاً لعائلة الهمص خلف عيادة الوكالة بمدينة رفح، فيما أطلقت طائرات العدو صاروخاً على إحدى الشقق السكنية في أبراج الندى شمال القطاع.
كذلك، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان رسمي لها نشرته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن مهندسيها تمكنوا "من تصنيع طائرات من دون طيار تحمل اسم "أبابيل1"، وأنتجت منها الكتائب 3 نماذج للاستطلاع والهجوم والهجمات الانتحارية.
وكشفت الكتائب أن طائراتها نفذت، صباح امس، ثلاث طلعات، شاركت في كلٍ منها أكثر من طائرة، وكانت لكل طلعةٍ مهمات تختلف عن الأخرى، وقد فُقد الاتصال مع إحدى هذه الطائرات في الطلعة الثانية ومع أخرى في الطلعة الثالثة.
وقد علقت "القناة العاشرة" العبرية قائلة: طائرة "القسام" قد تكون نقلت بعض الصور قبل أن يتم إسقاطها.
في السياق، استهدفت طائرات الاحتلال مختلف المناطق في قطاع غزة، حيث قصفت منزلاً يعود لعائلة شلبي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واستهدفت منزل المواطن مصطفى عسلية شمال القطاع ما أدى إلى تدمير المنزلين بشكل كامل.
كذلك، استهدفت الطائرات منزلاً في حي التفاح يعود لعائلة البهار شرق مدينة غزة، حيث دمر المنزل بصاروخين. وأغارت طائرات الاحتلال على أراضٍ زراعية خالية حيث قصفت أرضاً تعود لعائلة شهاب في منطقة القصاصين شمال القطاع، وأغارت أيضاً على أرضٍ خالية لعائلة النباهين في مخيم البريج وسط القطاع. وقصفت المدفعية الإسرائيلية شرق خزاعة أراضي المواطنين على طول الحدود مع محافظة خان يونس، وشهدت مدينة غزة، ليل أمس، سلسة غارات عنيفة استهدفت مراكز أمنية حيث قصفت طائرات الاحتلال مبنى أنصار الحكومي، بالإضافة إلى استهداف شقة سكنية في أبراج تل الهوا في المدينة.
من جهتها، أطلقت المقاومة الفلسطينية دفعة جديدة من صواريخها باتجاه المدن والمستوطنات في الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ. وأكدت "كتائب القسام" قصف عسقلان بأربعة صواريخ "غراد" وأربعة صواريخ "قسام"، بعد منتصف ليل أمس.
من جانبها، أعلنت "سرايا القدس" قصف بئر السبع ونتيفوت بخمسة صواريخ "غراد"، بعد منتصف ليل أمس، وأعلنت كتائب "المقاومة الوطنية" وكتائب "شهداء الأقصى" مسؤوليتهما عن قصف أسدود ونتيفوت بصاروخي "غراد".
كذلك، أعلنت "كتائب القسام" أنها وجهت عدداً من طائرات من دون طيار إلى العمق الإسرائيلي لتنفيذ مهمات عدة. وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت، صباح اليوم، أن أجهزتها العسكرية اعترضت طائرة من دون طيار فوق أسدود آتية من غزة، وقال مصدر إسرائيلي إن صاروخ "باتريوت" اعترض طائرة من دون طيار تسللت فوق سماء أسدود وأطلقتها "حماس" من قطاع غزة.
وبحسب موقع "والاه" العبري، فقد أسقطت الطائرة من دون طيار الآتية من قطاع غزة على شواطئ مدينة أسدود بصاروخ "باتريوت" بعد إطلاق صافرات الإنذار، وتقوم البحرية الإسرائيلية بالبحث عن أجزاء الطائرة بعد إسقاطها قبالة شواطئ المدينة. ونقل الموقع عن شهود عيان أنهم شاهدوا الطائرة وسمعوا صوتها لفترة زمنية ليست بالقصيرة، من دون أن يفهموا أن هذه الطائرة جاءت من قطاع غزة وكان الاعتقاد بأنها طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. سياسيا أعلن الاتحاد الأوروبي، امس، أنه على اتصال "بالأطراف في المنطقة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة". وقالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانسيتش إننا "ندعو كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتفادي الخسائر في الأرواح والعودة إلى الهدوء"، مضيفةً "نحن على اتصال مع كل الأطراف في المنطقة لبذل قصارى جهدهم للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وتأمل إسرائيل في إلحاق ضرر كبير بالبنية التحتية العسكرية لحركة حماس في غزة قبل ان توافق على إجراء محادثات للتهدئة، بحسب مسؤولين.
ولا يبدو كيان الاحتلال على عجلة لتنفيذ تهديداتها ببدء عملية برية، إذ قال وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد "في هذه المرحلة، الحكومة الإسرائيلية لا تستجيب لجهود وقف إطلاق النار لأننا نريد أن نتأكد أولا أن حماس لا ترغب في القيام بذلك بعد سنة أو ستة أشهر".
وأضاف "هذا لم يحدث حتى الآن وعندما يحدث سنتكلم في ذلك".
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين للإذاعة أن "الجيش الإسرائيلي ضرب غزة بقوة شديدة، ولكنه لم يضرب الجناح العسكري لحماس بقوة كافية"، مشيرا الى أنه حتى الأن نحو 50 قتيلا فقط يعتقد أنهم ينتمون إلى حماس.
وأضاف نحن متجهون الى مرحلة أخرى سيحاول فيها الجيش تدفيع الجناح العسكري لحماس ثمنا باهظا للغاية وتعزيز موقفنا في كل من مفاوضات وقف اطلاق النار وقدرتنا على الردع بالإضافة إلى ضرب قدرة حماس على أن تكون اقوى بعد العملية".
أما وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان فقال إنه "يتوجب القضاء على حكم حماس في قطاع غزة وطردها من المنطقة"، جاء هذا التصريح في لقاء مع موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" المباشر على الإنترنت امس.
وجاء هذا التصريح في الوقت الذي كثرت فيه الأنباء عن قرب التوصل الى وقف اطلاق النار، قائلا: إن ما قام به الجيش وإسرائيل ضد حركة حماس حتى اليوم يعتبر نصرا واضحا ولا يجوز لأحد التشكيك فيه، ومع ذلك فقد رأى أن وقف اطلاق النار دون القضاء على قدرات حماس والبنية التحتية لقدراتها العسكرية، يعتبر مجرد وقت مستقطع لجولة رابعة من المواجهة مع حماس. وأضاف قائلا: "لماذا الانتظار للجولة الرابعة مع حركة حماس، يجب علينا الاستمرار في العملية ونحن قادرون على القضاء على حكم حركة حماس وطردها من المنطقة".