المستوطنون يقتحمون "الأقصى" تحت حراسة قوات الاحتلال
- تسود المسجد الأقصى المبارك أجواء من التوتر والاحتقان الشديدين، عقب اقتحامه أمس من قبل المستوطنين تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي ذلك في ظل حصار مشدد فرضه الاحتلال على الأقصى بعد اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين أول من أمس، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المصلين الذين تصدّوا لهم.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن "سلطات الاحتلال تتحمل مسؤولية المسّ بحرمة الأقصى"، مندداً "بالاقتحامات المتكررة للمسجد التي تعدّ انتهاكاً صارخاً لحرمته وقدسيّته، واعتداءً على حرية العبادة".
وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "حرمان سلطات الاحتلال للمسلمين من دخول الأقصى يشكل اعتداءً صارخاً على حرية العبادة، ويبين أطماع الاحتلال في المسجد، والذي نؤكد حقنا الإلهي الرباني به وعدم التنازل عن ذرة تراب منه".
وأوضح أن "تلك الاقتحامات، التي تكشف بأن المسجد ليس مقدساً لليهود كما يزعمون، فإنها تأتي في ظل استباحة الاحتلال لمدن وقرى الضفة الغربية والعدوان ضد غزة وانتهاك المقدسات الدينية والقدس وسائر فلسطين المحتلة".
من جانبها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إن "شرطة الاحتلال الخاصة التي تمثل الذراع المتقدم لسلطات الاحتلال تحاول تنفيذ المخطط التهويدي لتقسيم المسجد زمانياً، واقتطاع الأوقات الصباحية لليهود دون المسلمين"، محذرة من أن "تقسيماً مكانياً للمسجد سيتبع نجاحه".
فيما قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن "المستوطنين، بقيادة الحاخام اليهودي المتطرف إيهود غليك، اقتحموا المسجد الأقصى أمس من جهة باب المغاربة تحت حراسة قوات الاحتلال، حيث تجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، ومن ثم خرجوا".
وأضافت، في بيان أمس، إن "المصلين وطلبة مصاطب العلم تواجدوا في المسجد الأقصى وتصدّوا للاقتحام"، مبيناً "قيام سلطات الاحتلال بمنع بعض الطالبات من دخول المسجد".
وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال فرضت أول أمس حصاراً مشدداً على المسجد الأقصى، كما فرضت قيوداً مشددة على دخول المصلين للمسجد، ومنعت المواطنين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من الدخول إليه، بينما فتحت باب المغاربة لتأمين اقتحامات المستوطنين".
ودعت إلى أهمية "رفد المسجد الأقصى لحمايته من الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة بحقه، لاسيما في ساعات الصباح الباكرن حيث يستغل الاحتلال عدم وجود أعداد كبيرة في هذا الوقت بداخله، كي يقوم بتنفيذ انتهاكاته من دون وازع أو رادع".
وكانت قوة من جنود وشرطة الاحتلال اقتحمت أول من أمس المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وأطلقت الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية باتجاه المرابطين المصلين، الذين تصدوا لمستوطنين اقتحموا الأقصى بقيادة المتطرف "غليك".
فيما "قامت قوات الاحتلال بإخلاء المسجد من المصلين وإخراجهم إلى صحن قبة الصخرة، وحاولت اقتحام المسجد القبلي لإخراج المصلين والمعتكفين داخله، مستخدمة قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المحتجزين".