العدوان البري الإسرائيلي الدامي مستمر على غزة واجتماع لمجلس الأمن
بدأ جنود اسرائيليون تدعمهم الطائرات الحربية والدبابات أمس بهدم أنفاق تستخدمها حركة حماس في قطاع غزة، في اليوم الثاني من الهجوم البري الذي أوقع حتى الآن 49 شهيدا فلسطينيا.
وبين الشهداء اطفال وفتية، وسقط الشهداء في غارات واعمال قصف في خانيونس ورفح، في الجنوب، وفي مدينة غزة وشرق وشمال القطاع الذي باتت 70 % من مناطقه محرومة من الكهرباء.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا لبحث الوضع في القطاع بناء على طلب الأردن وتركيا، في حين اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد اتصاله برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو "عن القلق العميق إزاء مخاطر تصاعد العنف وفقدان المزيد من الأرواح البريئة".
واعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه الكبير حيال التصعيد في غزة، معتبرا ان هذا الأمر يجعل السعي الى وقف لإطلاق النار "أكثر إلحاحا من أي وقت".
واستشهد 285 فلسطينيا واصيب اكثر من الفين بجروح منذ بدء العملية الاسرائيلية على قطاع غزة في 8 تموز (يوليو) بغارات جوية قبل ان تتدخل اسرائيل بريا. وقتل في الجانب الاسرائيلي جندي ومدني.
وافاد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة ان المدنيين يمثلون اكثر من 80 % من القتلى.
وحسب الجيش الاسرائيلي فإن 1164 صاروخا او قذيفة أطلقت من غزة باتجاه اسرائيل وتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 320 منها.
وخوفا من القصف، تضاعف عدد الفلسطينيين الذين هربوا من منازلهم في القطاع الى نحو 40 ألفا خلال 24 ساعة، والتجأوا الى المباني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ويخضع قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويعيش فيه نحو 1.8 مليون نسمة لحصار خانق منذ سنوات.
ويأمل برنامج الأغذية العالمي بتوزيع الغذاء على 85 الف شخص خلال الايام المقبلة.
ومع توغل الجنود الاسرائيليين داخل القطاع، توعدت حركة حماس بأن "اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا" لهذه العملية.
وطالبت المنظمات الاسرائيلية الرئيسية لحقوق الإنسان بفتح "ممرات انسانية" لإجلاء الجرحى ولكي تتمكن الطواقم الطبية من القيام بمهمتها بدون تعريض حياة المسعفين للخطر.
وميدانيا، تخوض القوات البرية وسلاح الهندسة تدعمها المدفعية والدبابات معارك على الارض حيث اعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل نحو عشرين ممن وصفهم بانهم "ارهابيون" وانه ضرب "150 هدفا" وكشف عن 13 فتحة لشبكة الأنفاق التي شقتها حماس.
وقال نتنياهو في اول تصريح منذ بدء العملية البرية امس ان العملية البرية هدفها هدم الأنفاق في القطاع.
وقال نتنياهو في بداية اجتماع للحكومة الامنية المصغرة "تعليماتي هي التحضير لإمكانية توسيع ملحوظة للعملية البرية"، لكنه اشار الى انه لا يوجد "ضمانات بالنجاح بنسبة 100 %" بينما يشن الجيش الاسرائيلي عمليته العسكرية الرابعة ضد قطاع غزة منذ الانسحاب الاحادي الجانب منه العام 2005.
واكدت اسرائيل انها لا ترغب في اعادة السيطرة على غزة، الواقعة بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط.
ورغم التوغل البري، تمكن المقاتلون الفلسطينيون من اطلاق 24 صاروخا امس على اسرائيل دون ايقاع اصابات، ليرتفع عدد الصواريخ التي اطلقت منذ 8 تموز(يوليو) الى اكثر من 1200 صاروخ.
وفي خانيونس، لجأ نحو 1500 شخص الى مدارس تديرها "الاونروا". وقال فؤاد شحيبر المسؤول عن احد مراكز الإيواء، "بدأ الناس بالوصول في الثانية فجرا كانوا مرعوبين ومنهكين بعد ان ساروا نحو عشرة كيلومترات والقذائف تتساقط من حولهم، وكان الاطفال مذعورين".
وقالت غادة نجار، التي وصلت في سيارة اسعاف "استمر القصف طوال الليل ولم يكن لدينا لا ماء ولا كهرباء. اثارت القذائف دخانا ابيض كاد يخنقنا".
وهذه أول مرة يشن فيها الجيش الاسرائيلي عملية برية منذ العملية ضد قطاع غزة في 2008-2009 والتي قتل فيها نحو 1400 فلسطيني ولم تنجح في وضع حد لإطلاق الصواريخ على اسرائيل.
وبرر نتنياهو التدخل البري برفض حركة حماس مبادرة مصرية لوقف اطلاق النار تطالب حماس بأن تشمل رفع الحصار والإفراج عن عدد كبير من الاسرى في سجون اسرائيل.
وفي إطار مساعي وقف اطلاق النار، التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس في القاهرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب منه الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف اطلاق النار في غزة.
وقال لوران فابيوس للصحفيين عقب المقابلة القصيرة مع عباس "ان لهذه الزيارة هدفا وهو بذل اقصى جهد ممكن من اجل كسر دائرة العنف والتوصل في اسرع وقت ممكن الى وقف لإطلاق النار".
واضاف ان عباس "طلب مني ان اتصل بالاتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لانه يمكن ان يكون لهم تأثير خاص على حماس".
ودعا البابا فرنسيس الى وقف اطلاق النار، في حين دعت موسكو وطهران الى "الوقف الفوري" للنزاع.
ووجه عباس رسالة الى سويسرا بوصفها الدولة الراعية لاتفاقيات جنيف حول حماية المدنيين خلال النزاعات، لتنظيم مؤتمر عاجل حول الوضع في الأراضي الفلسطينية للدول الموقعة على الاتفاقيات بهدف الضغط على اسرائيل. ونظمت في ساراييفو أمس تظاهرة شاركت فيها المئات من الفلسطينيين ومن سكان ساراييفو في عاصمة البوسنة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي وتضامنا مع غزة.
كما شهدت اسطنبول تظاهرات حاشدة تأييدا لغزة، هتف خلالها المتظاهرون هتافات معادية لإسرائيل