قيادي سلفي: الجولاني يعتزم الإعلان عن إمارة إسلامية
أكد قيادي بالتيار السلفي "الجهادي"، أن زعيم تنظيم جبهة نصرة أهل الشام، أبو محمد الجولاني، بصدد الإعلان عن "دولة خلافة إسلامية" في الشام، على غرار إعلان دولة الخلافة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، نافيا القيادي ما ذكرته مواقع عن إعلان الجولاني لدولة الخلافة الاسلامية الأسبوع الماضي.
وبعد مرور أيام على إعلان تنظيم "داعش" لدولة "الخلافة الإسلامية"، ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي، كـ"خليفة للمسلمين"، تحدثت تسجيلات صوتية نشرتها وسائل اعلام الكترونية سلفية، أن الجولاني اعلن عن تأسيس إمارة إسلامية في الشام، ما رأى فيه مراقبون ومحللون للتيار السلفي حينه أنه "بوجود خلافتين في جسم التيار، فإن ذلك يعني تعميقا للنزاع بين الجهاديين".
ووفق القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه، فإن مجلس شورى التيار، فضل عدم إعلان الجولاني، في هذه الظروف لدولة الخلافة، مشيرا إلى أن هذا الإعلان "سيعمق الخلاف المنهجي بين "داعش" وباقي التنظيمات الاسلامية في سورية، وتحديدا جبهة النصرة"، المقربة من تنظيم القاعدة.
وأضاف: ان التيار السلفي الأردني لديه نحو 2000 مقاتل، من منتسبيه، يقاتلون حاليا الى جانب تنظيمات اسلامية، متعددة في سورية، ضد قوات النظام السوري، مشيرا الى ان معظم هؤلاء يقاتلون مع جبهة النصرة، وهناك نحو 400 سلفي أردني فقط يقاتلون مع "داعش". لافتا إلى وجود اشتباكات مسلحة ودموية بين "داعش" وباقي التنظيمات الإسلامية وتحديدا "النصرة". وحسب محللين، فإن التيار السلفي "الجهادي" يعيش في الوقت الحالي انقساما واضحا بين أنصار "داعش"، ومعظمهم من فئة الشباب، ومن مدرسة أبو مصعب الزرقاوي، وبين أنصار جبهة النصرة، ومعظمهم من القياديين ومنظري التيار، وهم ينتمون الى مدرسة أبو محمد المقدسي، الذي يعتبر مرجعية فكرية للتنظيمات الاسلامية في العالم.
ويبدو أن الجولاني يرغب بإعلان دولة الخلافة، نتيجة الضغوطات عليه من قبل رفاقه في "النصرة"، خاصة وأن العشرات من تنظيم النصرة في منطقة البوكمال في سورية، انسحبوا من التنظيم وقاموا بمبايعة "داعش"، بعد أن حقق الأخير، تقدما في العراق وأعلن دولة الخلافة، التي تعتبر حلما للسلفية "الجهادية".
وحول نية جبهة النصرة إعلان دولة الخلافة، يقول خبير الحركات السلفية أسامة شحادة إن جماعة الجولاني نفت إعلان إمارة إسلامية، لكن "النصرة" تسعى "لتوافق بين الفصائل المسلحة المجاهدة في سورية ونظيرتها الوطنية".
وبحسب شحادة، فإن هذا الإعلان سيفاقم الصراع بين النصرة وبين "داعش" من جهة، وإذا لم يتم التوافق مع الفصائل المسلحة غير السلفية في سورية فسيندلع صراع آخر هناك، من جهة أخرى، ما "سيفتت صفوف السلفية، والفصائل الجهادية على الساحة السورية".
وحول مبايعة أعداد كبيرة من النصرة "داعش" في خلافتها، بين شحادة أن هذا الانشقاق "هو الثاني من النصرة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، والسبب هو وحدة المنهج، وأن الخلاف هو في التكتيكات والسياسة المرحلية".
وتأتي رغبة "النصرة" بإعلان الإمارة الإسلامية، وفق شحادة، بسبب الاتهامات المتكررة من قبل "داعش" لها، بأنها تخلت عن تحكيم الشريعة، وعن مشروع إقامة دولة إسلامية، "كون النصرة تسعى لإرضاء الجماهير بالتوافق مع النظام الدولي".