جودة: قنوات الاتصال بخصوص المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة مفتوحة
قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إن ما يحدث في غزة يشكل تهديدا للأمن في المنطقة والعالم، مؤكداً إدانة المملكة للعدوان الاسرائيلي المتكرر على القطاع ورفضه لاستهداف المدنيين بأي مكان.
وعبر، بمؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في عمان أمس، عن رفض الأردن لـ"الزيادة في أعداد القتلى والجرحى في غزة واستهداف الأبرياء والأطفال والشيوخ".
ورداً على سؤال حول استثناء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أي تنسيق بخصوص المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، أكد جودة أن قنوات الاتصال بخصوص المبادرة "مفتوحة مع الجميع"، مضيفاً إنه على اتصال مستمر، وينسق يوميا مع نظيره المصري سامح شكري بهذا الصدد.
وتابع "الاتصالات تجري من قبل مسؤولين مصريين مع كل الأطراف"، لافتاً إلى أن "دور مصر أساسي في هذا المجال".
وذكر جودة أنه تم، خلال الاجتماع الوزاري الأخير للجامعة العربية في القاهرة، "بحث وتبني المبادرة التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وعلى كل الأطراف أن تقبل بها".
وقال إن الأردن دعا، من خلال عضويته بمجلس الأمن الدولي، إلى عقد جلسة طارئة للمجلس، مشيراً إلى أن هناك حديثا جاريا الآن في المجلس للنظر في الخطوات التالية.
من جانبه، أوضح فابيوس أن الهدف من زيارته إلى المنطقة هو المساهمة بالجهود المبذولة لكسر دوامة العنف وحماية السكان المدنيين قدر الإمكان، مقراً بأن "الحصيلة البشرية" للضحايا كبيرة ويتعين أن نتفادى قدر الإمكان وقوع عدد اكبر من الضحايا.
وقال إن أولويات بلاده المطلقة هي وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا الى انه التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير خارجيته قبل مجيئه الى عمان، حيث بحث معهم المبادرة المصرية "التي تبنتها جامعة الدول العربية ووافقت عليها الأردن ودعمتها فرنسا".
وأضاف إنه أجرى اتصالات عديدة مع زملائه والجهات ذات العلاقة للضغط بهذا الاتجاه.
وتابع "أننا ندعم المبادرة المصرية التي تنص على الأولوية القصوى لوقف اطلاق النار"، مشدداً على ضرروة "العمل على دعمها لتحظى بقبول الطرف الآخر الذي لم يقبل بها حتى الآن"، في إشارة منه إلى حركة "حماس".
وزاد فايبوس أنه سيبحث، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، "تنفيذ وقف إطلاق النار".
إلى ذلك، اعتبر أن الأردن طرف فاعل ومهم في كل المساعي الجارية حاليا، مثنياً في الوقت نفسه على الدور البناء الذي تلعبه المملكة مع كل الأطراف، ودورها الإنساني في استقبال جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك على دور المستشفى الميداني الاردني في القطاع.
وبين فابيوس أن أوروبا وفرنسا بشكل خاص، يمكن أن تساهم في التوصل إلى هدنة دائمة، قائلاً إنه يجري حاليا بحث الأمر بين عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين.
وردا على سؤال حول إدانة مجلس الأمن الدولي، خلال اجتماعه أول من أمس، لحركة (حماس) لاطلاقها الصواريخ باتجاه اسرائيل، قال فابيوس "إن إسرائيل يحق لها أن تعيش بأمن وسلام كدولة، ولا يمكن أن نقبل فكرة بأن تسقط صواريخ على أرض أي دولة"، مضيفا في الوقت نفسه "إن الفلسطينيين ايضا يجب ان يقيموا دولتهم منذ فترة طويلة جداً".
وأوضح "يجب ان تتوقف القذائف التي تطلقها (حماس) على إسرائيل، كما يجب على الأخيرة أن توقف عملياتها في غزة".
وكان المجلس اكتفى، خلال اجتماعه ذلك، بالتعبير عن القلق تجاه استخدام القوة المفرطة من قبل إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وحول قرار فرنسي بمنع التظاهر بغرض التضامن مع الفلسطينيين، قال فابيوس إن قرار وزير الداخلية الفرنسي بهذا الصدد "جاء للحفاظ على الأمن، بعد تعرض معبد يهودي للهجوم خلال مظاهرة سابقة".
وأضاف إن هذا القرار استثنائي، ويمكن استئنافه امام المحاكم الفرنسية، مؤكداً أن بلاده "تحترم حرية الفكر والمعتقد والتعبير، وأنها أرض الحريات، ولكن ليس على حساب الأمن العام".
وبين أن هذه القرار "لا يعني أن الحكومة الفرنسية اتخذت موقفا ضد الفلسطينيين".
وفي الشأن العراقي، قال فابيوس إنه بعد انتخاب رئيس للبرلمان العراقي، "فمن المهم أن يتم انتخاب شخصيات للمنصبين الأخيرين للرئاسة، وان يتحد الجميع لمواجهة خطر (الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش على المنطقة كلها".
وكان جودة بحث مع فابيوس، قبيل المؤتمر الصحفي، العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات والمستجدات في المنطقة، خصوصاً تطورات الأوضاع الخطيرة في غزة.
واستمع جودة من فابيوس إلى إيجاز حول نتائج زيارته لمصر، حيث اتفق الطرفان على أهمية وقف إطلاق النار ودعم المبادرة المصرية بهذا الخصوص.
كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة السورية والعبء الكبير الذي يتحمله الأردن في هذا الجانب، نتيجة استقباله اعدادا كبيرة من اللاجئين وتقديم الخدمات لهم، مؤكدين أهمية التوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وآمان سورية ووحدتها بمشاركة كل مكونات الشعب السوري.
وبحث جودة وفابيوس أيضاً تطورات الوضع في العراق، حيث أكد جودة دعم الأردن لكل ما يحفظ سلامة العراق ووحدة أراضيه وشعبه، داعياً إلى ضرورة حل الأزمة هناك من خلال عملية سياسية يشارك بها جميع مكونات الشعب العراقي.
وفيما وصف فابيوس العلاقات الأردنية الفرنسية بـ"الممتازة" على الأصعدة كافة، أكد جودة عمق ومتانة العلاقات التي تربط البلدين.
وأعرب جودة عن تقدير المملكة للاستثمارات الفرنسية الكبيرة في الأردن، وللدعم الفرنسي فيما يخص العبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة استقبال اللاجئين السوريين.