غزة بعد الشجاعية: عشرات الشهداء والمقاومة تربط التهدئة بفك الحصار
أقرت مصادر إسرائيلية بمقتل سبعة جنود أمس في عمليتين منفصلتين للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، في حين أفاد متحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية بمقتل أكثر من عشرة جنود إسرائيليين أمس.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إصابة 26 جنديا بعملية تسلل خلف خطوط قوات الاحتلال، وتدمير آليات عسكرية، وإطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب والقدس.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في بيان على موقعها الإلكتروني مسؤوليتها عن عملية "إنزال خلف خطوط العدو" شرق بيت حانون، وقالت "إن مجاهدينا من ميدان المعركة بعد التواصل معهم أكدوا تدمير جيب عسكري بشكل كامل" مؤكدة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة.
من جهتها، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن جنودا إسرائيليين "أصيبوا" في تبادل إطلاق النار، دون توضيح ما إذا كان الأمر يتعلق بجرحى أو قتلى.
وقالت كتائب القسام في بيان إنها دمرت دبابة إسرائيلية، واستهدفت قوة من جيش الاحتلال بعبوة ناسفة في القطاع.
وأعلنت الكتائب أنها أصابت 26 جنديا فجر امس الاثنين، بينهم أربعة في حالة خطيرة بعملية خلف خطوط القوات الإسرائيلية شرق غزة، كما استهدفت ناقلة جند شرق حي التفاح شرقي غزة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال امس أن قواته قتلت عشرة فلسطينيين على الأقل تسللوا عبر نفقين من قطاع غزة إلى جنوب كيان الاحتلال لتنفيذ هجوم.
وأكدت متحدثة باسم الجيش أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على واحدة من المجموعتين، في حين فتح الجنود الإسرائيليون النار على الأخرى ما أسفر عن مصرع عشرة مقاتلين على الأقل.
واعترف جيش الاحتلال في وقت سابق بمقتل 13 جنديا من وحدة غولاني -وهي وحدة النخبة بسلاح المشاة- خلال معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية شرق مدينة غزة، ليصل إجمالي قتلى الجيش الإسرائيلي حتى صباح الاثنين إلى 23 بالإضافة إلى مصرع مدنيين اثنين.
وعلى صعيد متصل، أعلنت المقاومة عن إطلاق 18 صاروخا باتجاه تل أبيب وضواحيها ومنطقة بيت شميس جنوب القدس، وقالت كتائب القسام إنها قصفت أسدود بـ15 صاروخا، في حين دوت صفارات الإنذار في عسقلان.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية في المقابل حالة الإنذار بالمدن القريبة من قطاع غزة خوفا من عمليات التسلل والصواريخ، ودعت السكان لعدم مغادرة منازلهم، بينما تقوم قوات بتمشيط المنطقة وإغلاق شوارع رئيسية عدة.
وتكبدت إسرائيل في هجومها على حي الشجاعية أكبر خسائر لها منذ بدء عدوانها على غزة، وهو أيضا أكبر عدد من القتلى يسقط بصفوف جيش الاحتلال خلال يوم واحد منذ حرب 2006 ضد مقاتلي حزب الله في لبنان.
وتحول الرقابة العسكرية الإسرائيلية دون معرفة العدد الرسمي لخسائر الجيش، وتقول كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي أكبر بكثير مما هو معلن.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت أمس الأحد عن استدراج قوة إسرائيلية حاولت التقدم شرق حي التفاح بغزة إلى كمين معد مسبقا مما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأضافت أن مقاتليها تقدموا بعد ذلك صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها، وعددهم 14جنديا. سياسيا، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنَ حراكا دوليا يجري في الوقت الحالي، من أجل "إنقاذ"، "إسرائيل".
وقال سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم الحركة، إن الحراك الدولي يهدف إلى إنقاذ إسرائيل مما وصفه بـ"الورطة".
وأضاف: " المقاومة لن تستجيب لأي ضغوط، وهي من ستفرض شروطها من خلال تفوقها في الميدان".
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلّح لحركة حماس أمس عن أسرها لجندي إسرائيلي يدعي "شاؤول أرون"، فيما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال الأمر.
وطرحت مصر، الاثنين الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على وقف الأعمال "العدائية" بين إسرائيل وفصائل فلسطينية وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
لكن حركة حماس أعلنت أنها لن تقبل بأي مبادرة لوقف إطلاق النار، لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر فلسطيني مقرب من حماس إن فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت ورقة بمطالبها لقطر وتركيا وجامعة الدول العربية.
وقال المصدر إن الفصائل الفلسطينية لديها 6 مطالب للقبول بتهدئة التصعيد في غزة من أهمها رفع الحصار عن القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية ان خمسة وأربعين شهيدا سقطوا امس في غزة جراء سلسلة غارات إسرائيلية وقصف عنيف استهدف أحياء التفاح والشجاعية والزيتون بما يشبه القنابل الفوسفورية.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال تقصف مناطق في أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون بقنابل وقذائف تبدو كأنها قنابل الفسفور الأبيض، الذي عادة ما يترك دمارا وحرائق في الأماكن التي يسقط فيها، وهو سلاح محرم دوليا.
ورجحوا أن يكون هذا القصف المكثف نتيجة وجود اشتباكات عنيفة على الأرض بين الجيش الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين.
وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في مجزرة الشجاعية اول من أمس 123، وارتفع العدد الإجمالي للشهداء حتى الآن إلى أكثر من 570، إضافة إلى 3150 جريحا، بينما سقط امس نحو 45 شهيدا في مختلف مناطق القطاع .
وقد استشهد فلسطينيان جراء القصف الإسرائيلي على منطقة الزيتون شرق غزة، كما أفادت مصادر متطابقة اوضحت أن 25 فلسطينيا من عائلة أبو جامع استشهدوا جراء قصف إسرائيلي على منزلهم في خان يونس.
كما استشهد تسعة فلسطينيين بينهم سبعة أطفال من عائلة صيام، وأصيب عشرون جراء تدمير منزلهم بقصف إسرائيلي في رفح.
وفي منطقة المغراقة جنوب شرق غزة، استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي على المنطقة، كما استشهد آخر في قصف جوي إسرائيلي على حي الزيتون شرق القطاع. واستشهد آخر في قصف إسرائيلي على بيت حانون شمال قطاع غزة.
وفي السياق، طالبت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بأن توقف قصفها للمدنيين في قطاع غزة، وتحترم أفراد الطواقم الطبية والمنشآت الصحية. وقالت المنظمة في بيان إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة منذ نحو أسبوعين وغالبية من سقطوا فيها من المدنيين، مضيفة أن الجرحى الذين يصلون قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء من النساء والأطفال.
ولاحظت "أطباء بلا حدود" أن نصف حالات التي تدخل غرفة الإنعاش تفارق الحياة في غضون دقائق، كما أن نصف هؤلاء على الأقل من الأطفال.
تزامن ذلك مع توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "باستمرار العملية العسكرية وتوسيع نطاقها، إلى حين تحقيق الهدوء لفترة زمنية طويلة"، وفق مزاعمه التي أطلقها خلال جولته أمس للجبهة الجنوبية لدى الفرقة الفولاذية في جيش الاحتلال، بمشاركة وزير الجيش موشيه يعلون وقائد الجيش بني جنتس وقائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان وعدد من القادة العسكريين.
إلى ذلك، التقى الرئيس محمود عباس أمس في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، لبحث الجهود الراهنة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
فيما قال نائب رئيس المكتب السياسي "لحماس" إسماعيل هنية إن "شروط المقاومة هي الحد الأدنى لأية تهدئة يمكن إبرامها مع الاحتلال، ولا يمكن للمقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني الذين قدموا كل هذه التضحيات خلال هذه الحرب القبول بأقل من ذلك".
وقال، في تصريح أمس، إن "الاحتلال ينهزم الآن على حدود قطاع غزة بفضل صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتصدى المقاومة للعدوان".
وأكد بأن "الشعب الفلسطيني سيستمر في المقاومة حتى تحرير الأرض والقدس والأقصى وعودة اللاجئين لأرضهم التي هجروا منها".
وتنص شروط المقاومة، وفق مأ افاد به، على "الوقف الفوري للعدوان ضدّ غزة براً وبحراً وجواً ، وضمان وقف سياسة التوغل والاجتياحات والاغتيالات وهدم البيوت وتحليق طيران الاحتلال فوق القطاع".
وطالبت "بفك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة، بما في ذلك فتح المعابر وتشغيل ميناء غزة، وإدخال السلع والكهرباء والوقود ومواد البناء، وفك الحصار الاقتصادي والمالي، وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميل بحري، وحرية الحركة في المناطق الحدودية للقطاع، وعدم وجود منطقة عازلة".
ودعت إلى "إلغاء الإجراءات والعقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية التي تمت بعد 12 حزيران (يونيو) الماضي، بما فيها إطلاق سراح المعتقلين، وبخاصة محرري صفقة وفاء الأحرار ورئيس وأعضاء المجلس التشريعي، وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي تمت مصادرتها". ورأت "وقف سياسة الاعتقال الإداري المتكرر، ورفع العقوبات عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتسهيل تنفيذ برنامج إعادة إعمار ما دمره عدوان الاحتلال المتكرر ضد غزة، ووضع جداول زمنية لتنفيذ بنود المطالب".