نصر الله يظهرعلناً في خطاب مهم
هوا الأردن -
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، الجمعة ،للإسرائيليين أنتم تراوحون في دائرة الفشل في غزة فلا تذهبوا الى دائرة الانتحار .
حديث نصرالله جاء بمناسبة يوم القدس العالمي ، في مهرجان نظمه "حزب الله" ، أطل فيه نصرالله شخصياً في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت ،فيما كان يعتمد في معظم الأحيان على التحدّث عبر الشاشة .
وقال نصرالله "أقول للصهاينة أنتم اليوم في غزة في دائرة الفشل فلا تذهبوا الى أكثر من ذلك الى دائرة الانتحار".
وأضاف "كنا وسنبقى نقف الى جانب كل الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بكل فصائلها، ونحن لن نبخل بأي شكل من اشكال الدعم التي نستطيعها ونقدر عليها".
وتابع نصرالله "اننا نشعر بأننا شركاء مع هذه المقاومة، وانتصارهم انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هزيمة لنا، نحن نتابع ما يجري بكل دقة ونواكبه ونتابع كل التطورات الميدانية والسياسية، ونقول لإخواننا في غزة نحن معكم والى جانبكم وواثقون من ثباتكم وسنقوم بكل ما يجب أن نقوم به".
ولفت نصرالله إلى أن إيران وسورية وحزب الله لم يقصروا يوما في دعم المقاومة الفلسطينية ، مضيفاً "على الجميع دعم غزة وكل حسب قدرته واستطاعته".
ودعا نصرالله الى "وضع كل الحساسيات والخلافات والاختلافات حول القضايا والساحات الأخرى جانبا، لنقارب جميعا ما يحصل في غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة لا اختلاط فيها بين حق وباطل، وهنا ليس هناك من التباس ولا يوجد نقاش".
ولفت إلى أن "غزة الآن بدمائها ومظلوميتها وصمودها وبطولتها يجب أن تكون فوق كل اعتبار".
وطالب نصرالله "بتبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تريد وقف النار من دون تحقيق هذا الهدف".
واعتبر أن "هناك فشل إسرائيلي في المس بمنظومة القيادة والسيطرة في غزة، وهو يخترع قادة شهداء ويتحدث عن اغتيال شهداء لا يزالون على قيد الحياة، وفشل في وقف اطلاق الصواريخ، وفشل في العملية البرية، وبعض الاعلام الاسرائيلي يقول: جيشنا فشل".
وأشار إلى أن "حجم الخسائر البشرية وتهيب الدخول في عملية برية نراه في أعين المسؤولين الاسرائيليين، ولذلك لجأؤوا الى قتل الأطفال والمدنيين من أجل كسر البيئة الحاضنة للمقاومة".
ولفت الى أن إسرائيل "تحاول أن تفرض على قيادة المقاومة القبول بأي تسوية ".
وأشار نصرالله الى أن "هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها صواريخ من داخل فلسطين لتطال كل أرض فلسطين " مضيفاً أن هناك "صمود شعبي وسياسي ، ورفض لكل الضغوط الهائلة إقليمياً ودوليا، واحتضان كبير للمقاومة ".
وأضاف أن المقاومة"سجلت إبداعا في المواجهة وفي الحفاظ على قوتها الصاروخية". مضيفاً أن "غزة انتصرت بمنطق المقاومة والصهاينة عجزوا عن تحقيق أي من أهدافهم".
وقال نصرالله إن "المستهدف في غزة هي المقاومة وسلاحها وثقافتها وإرادتها "وأن "أمريكا تغطي العدوان على غزة مع تواطؤ بعض العرب".
وأشار إلى أن "عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الضفة تم إلصاقها ببعض فصائل المقاومة " معتبراً أن "ما يجري من عدوان على غزة عاشه لبنان عام 2006 والهدف إخضاع المقاومة".
ورأى نصرالله أن " منطقتنا تعيش أخطر المراحل شعوباً وجيوشاً ومجتمعات ، والقضية الفلسطينية في أخطر مراحلها أيضاً". مشيراً إلى أن "الكثير من الأنظمة العربية عاونت أمريكا وإسرائيل في مخطط نسف القضية الفلسطينية".
ورحّب نصر الله وشكر الجميع على الحضور بالرغم من ما يفترض من بعض المخاطر الأمنية، وأعرب عن مشاعر المواساة للعائلات التي فقدت أعزاء وأحباء في الحادثة المؤسفة للطائرة الجزائرية.
وأضاف نصر الله في الخطاب الذي أذاعته قناة (المنار) "في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى حرب تموز/ يوليو 2006، نوجّه التحية الى الشهداء والجرحى والمقاومين والى شعبنا الذي صنع الانتصار في تموز 2006 وإلى المقاومين الموجودين في أكثر من ساحة من أجل أن تبقى المقاومة التي يتوقف عليها الأمل الوحيد".
واكد نصرالله على "قداسة هذه القضية(القدس) واسلامية هذه القضية، ويوما بعد يوم يتبين أهمية هذا الإعلان والحاجة الماسة الى إحياء هذا اليوم(يوم القدس العالمي) من قبل الأمة، عندما نتطلع اليوم الى حالة الامة نشعر بأهمية هذا اليوم وهذا الإحياء".
وذكر نصر الله أن "هناك غرفاً سوداء تعمل لكي لا يبقى أي صلة بين أي لبناني وأي مصري وأي سوري وبين فلسطين، واختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، وهناك الكثير من الأمثلة التي من الممكن الحديث عنها".
ولفت إلى أن "ما نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفككيها نفسياً واجتماعياً وعاطفياً وإيجاد قضايا لا يمكن معالجتها في مئات السنين، ما يجري في أكثر من بلد عربي والمخاطر التي تتهدد أكثر من بلد عربي".
واعتبر نصر الله أن "سورية كانت الجدار المتين وستبقى في وجه المشروع الصهيوني، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية، العراق الذي دخل النفق المظلم للأسف باسم الإسلام وباسم الخلافة تُهجّر فيها آلاف العائلات المسيحية، والسنة الذين يختلفون مع داعش ليس لديهم خيار اما البيعة أو الذبح ".
وأضاف " نحن كمسلمين من واجبنا اليوم أن نعلن إدانتنا لما يتعرض له المسيحيون والمسلمون في العراق، هذا المشهد من تدمير الكنائس ومراقد الانبياء والجوامع أخشى أن يجهز النفوس من أجل تدمير المسجد الاقصى، هناك خشية من أن يصبح ذلك أمراً عادياً بالنسبة لتدمير الكنائس والمساجد".
وقال " أمتنا في أسوأ حال، والمستهدف الأول هي فلسطين، وعلينا جميعا أن نعرف أين نضع أقدامنا في هذا الزمن، زمن الفتنة، وعلينا أن نعرف ماذا نفعل، وهذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه أمتنا".