كيف تفوقت حماس على حزب الله اللبناني في عملياتها ضد الاحتلال
القدس المحتلة-أثارت العمليات العسكرية التي نفذتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، ذهول القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية على حد سواء كما أثارت تمام ذهول المحللين العسكريين والسياسيين في إسرائيل وكافة المتابعين فيها وخارجها حتى على الصعيد الفلسطيني.
وفي حين حاول بعض المحللين في ربط ما فعلته حماس بالجيش الإسرائيلي، بما جرى في جنوب لبنان عام 2006 خلال الحرب البرية في بعض مناطق الجنوب، إلا أن أغلبية عظمى من المسؤولين والمحللين في إسرائيل اعتبروا أن حماس 'تفوقت بشكل كبير على حزب الله من حيث القدرات الاستراتيجية والتكتيك العسكري في التعامل مع ميدان القتال ضد الجيش الإسرائيلي'.
ووفقا للمحللين في القناة العاشرة، فإن حماس حاولت استخلاص العبر مما فعله حزب الله في الجنوب، مضيفا دفيد بن ألون 'لكنهم تفوقوا على حزب الله وأظهروا قدرات خاصة في المعركة البرية كما أظهروها تماما من خلال مواصلة إطلاق النار حتى اليوم الخامس عشر على التوالي تجاه المدن الإسرائيلية المختلفة'.
وادعى بن ألون أن الجيش الإسرائيلي نجح بالإضرار في القدرات الصاروخية لحماس والفصائل الأخرى، لافتا إلى أن ذلك لم يمنع مواصلة إطلاق الصواريخ المزروعة أسفل الأرض والتي لا زالت تضرب تل أبيب ومدن أخرى.
وأضاف 'الحرب البرية أظهرت قدرات عناصر حماس في استخدام الأنفاق كسلاح استراتيجي في مواجهة الجيش وقد نجحت في استخدامها في بعض العمليات التي مست بالجيش الإسرائيلي وأدت لمقتل العديد من الضباط والجنود'.
وأشار لبعض العمليات التي نفذت داخل كيبوتسات إسرائيلية قرب حدود غزة وانسحاب بعض منفذيها وعودتهم سالمين إلى غزة إضافةً للعمليات الأخرى التي فاجأت الجيش داخل حدود غزة بخروج بعض المسلحين من الأنفاق ومهاجمة القوات العسكرية وإيقاع الخسائر في صفوفها.
فيما أشار المحلل في القناة الثانية روني دانييل، إلى نجاح حماس الكبير في بناء شبكة أنفاق كبيرة بها شبكات اتصال وكاميرات مثبتة، واستخدامها كمدينة خاصة بهم تطلق منها الصواريخ وتنفذ منها العمليات ويدير منها قادة القسام العملية بإصدار التعليمات من تحت الأرض للجنود'.
وزعم أن قادة حماس الكبار وقيادات القسام منذ العملية العسكرية اختبئوا في تلك الأنفاق التي كرر بأنها 'مدينة أسفل الأرض'، مشددا على أن حماس تفوقت على حزب الله ليس فقط في بناء تلك المدينة – كما قال- ولكن أيضا في صناعة صواريخ محلية تطال مدن رئيسية في إسرائيل بالإضافة إلى قدرتها على التمويه وإطلاق تلك الصواريخ من تحت الأرض ومباغتة قوات الجيش في كل مكان حتى من الساحل بتنفيذ عملية بحرية تم إحباطها بعد نجاح المسلحين بالوصول بحرا إلى شواطئ زيكيم.
وأعرب رئيس الأركان السابق 'داني حالوتس' والذي قاد الحرب على لبنان 2006، عن اعتقاده بأن حماس تفوقت استراتيجيا عن حزب الله على كافة الأصعدة وخاصةً في قدراتها القتالية التي تمتع بها عناصرها وكبدوا الجيش خسائرا بشرية ومادية كبيرة في فترة قصيرة جدا من الحرب البرية مقارنةً بما كان يخسره الجيش في عمليات طويلة كما جرى في لبنان وغزة سابقا.
وقال أن قادة الجناح المسلح لحماس حين كانت تربطهم علاقة بإيران استفادوا من الخبرات العسكرية الإيرانية ولحزب الله، ولكن حين عادوا لم يكتفوا بها وعملوا على تطويرها ذاتيا، مشيرا إلى أن الاستخبارات كثيرا ما رصدت بعد عملية عامود السحاب، عمليات إطلاق صواريخ تجريبية تجاه بحر غزة من قبل حماس. لافتا إلى أن تلك التجارب كانت على الصواريخ بعيدة المدى التي تطلقها حماس هذه الفترة على مدن إسرائيل.
ورأى أن استمرار الحرب البرية والدخول إلى عمق غزة سيكبد الجيش الإسرائيلي خسائرا بشرية فادحة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الجيش سيعمل على تحقيق أهدافه لكن لن تكون إلا على حساب مقتل مزيد من الجنود في ظل ما تظهره حماس من قدرات قتالية كبيرة فاقت التوقعات.
وقال 'حزب الله وإيران خسرتا حماس بسبب سوريا، لكن المعركة الجارية أظهرت اهتمامهما بحماس مجددا لما تبديه من قوة عسكرية على الأرض فاجأت الجميع'. متسائلا عن إمكانية عودة حماس للالتقاء مجددا بمحورها القديم في ظل الخلافات بشأن الوضع السوري وتطوراته التي تظهر مدى قدرة الأسد على إعادة السيطرة على بعض المناطق باستخدام قوات حزب الله وإيران في تلك المعارك لاستعادة قوته وسيطرته. مضيفا 'من الواضح أن حماس لا تهتم بإيران بعد أن أظهرت لطهران وحلفائها قوتها بدون دعمهم'.