المقاومة الفلسطينية تؤكد قدرتها على مواصلة المواجهة
قالت المقاومة الفلسطينية أمس، إنه في حال انسحب الاحتلال الاسرائيلي من جانب واحد لن يلزمنا بشيء والميدان هو من يقرر كيف الرد، مؤكدة بلسان المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري "أن المقاومة قادرة على مواصلة المواجهة رغم مرور 27 يوماً من القتال".
وقال: "على الاحتلال أن يختار ثم يدفع الثمن إما أن يبقى في غزة ويدفع الثمن، أو ينسحب من طرف واحد ويدفع الثمن، أو يفاوض ويدفع الثمن". وتابع: "سنتفاجأ من حجم الهزيمة النفسية التي يعيشها المحتل في الساعات القادمة".
وقصفت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- امس، تل أبيب وحيفا بالصواريخ، وأصيب جنديان إسرائيليان في قصف بمدافع الهاون من قطاع غزة، في حين لم يستبعد جيش الاحتلال مقتل الضابط الذي تردد أن المقاومة أسرته أمس.
وقالت كتائب القسام إنها قصفت صباح أمس تل أبيب بثلاثة صواريخ من طراز "إم 75" ثم قصفت مدينة حيفا بصاروخ من طراز "آر 160". وأضافت أن هذا القصف يأتي ردا على المجازر الذي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية إن جنديين إسرائيليين أصيبا إثر سقوط قذائف هاون على منطقة أشكول العسكرية المقابلة لمحافظة خان يونس جنوبي القطاع.
وأضافت أن إسرائيليا ثالثا أصيب في قصف صاروخي منفصل لأشكول التي قتل فيها قبل أيام خمسة جنود إسرائيليين إثر قصف بمدافع الهاون تبنته كتائب عز الدين القسام.
وتبنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- هجوما بقذيفتي هاون على موقع عسكري إسرائيلي يسمى "الكاميرا". وأشارت إلى اعتراف إسرائيل بجرح جنديين في هذا الهجوم.
وأفاد متحدث باسم لمقاومة أن المقاومة أطلقت امس أيضا صواريخ على مدن وبلدات متاخمة لقطاع غزة، وبينها أسدود. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن اعتراض "القبة الحديدية" بعض الصواريخ التي أطلقتها فصائل المقاومة أمس.
وعلى صعيد العمليات داخل القطاع، تبنت كتائب القسام قنص جندي شرقي بلدة جباليا بشمال قطاع غزة. كما تبنت قصف تجمعات لقوات الاحتلال قبالة حيي الزيتون والشجاعية شرقي مدينة غزة، وقبالة وسط القطاع، بمدافع الهاون والصواريخ.
عل صعيد آخر، لم يستبعد مصدر عسكري إسرائيلي أمس مقتل "هدار غولدن" الضابط في لواء النخبة "جيفعاتي" الذي فقد أول من أمس شرقي رفح.
وقال المصدر إن "انتحاريا" فلسطينيا فجر نفسه قرب قوة إسرائيلية مما أدى إلى مقتل جنديين، وكان الضابط المفقود بالموقع الذي حدث فيه التفجير.
وكانت تل أبيب سارعت إلى الحديث عن وقوع غولدن في الأسر، وتذرعت بالحادثة لإنهاء الهدنة التي كان يفترض أن تسري في قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام بدءا من الثامنة من صباح أمس الجمعة بتوقيت فلسطين.
وكانت كتائب القسام أعلنت فجر أمس أنها لا تملك أي معلومات عن الضابط الإسرائيلي المفقود. وقالت في بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه "إننا في كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه".
وأضافت "لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في كمين نصبوه لجنود الاحتلال أثناء توغلهم ليلا شرقي رفح، ونرجح أن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني، فيما قتل معهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك".
واتهمت حماس تل أبيب بافتعال الحادثة للتملص من الهدنة التي أعلنتها الخميس الأمم المتحدة والولايات المتحدة، في حين طالبت الأخيرة الحركة بإطلاق الجندي الإسرائيلي "في أسرع وقت ممكن".
وقررت إسرائيل عدم إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبينما أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عدم مشاركة أي موفد فلسطيني من غزة في تلك المفاوضات، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مبادرة بلاده هي الفرصة الحقيقية لإيقاف نزيف الدم في غزة.
ووفقا لمصدر إسرائيلي فإن المجلس الوزاري المصغر قرر إمس عدم إرسال وفد إلى مفاوضات القاهرة، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر قوله إن حركة حماس "أثبتت عدم مسؤوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة".
وأوضح أن إسرائيل بصدد استكمال عدوانها على غزة "بالشكل الذي تراه مناسبا وتفعل كل ما هو مطلوب للدفاع عن مواطنيها"، وأكّد مع ذلك أنه سيتم التنسيق مع مصر "لمنع زيادة تسلح حركة حماس".
وتوجه الوفد الفلسطيني في وقت سابق من رام الله إلى القاهرة، وقالت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية إن الوفد يرأسه عزام الأحمد ويضم رئيس المخابرات العامة ماجد فرج وفيصل أبو شهلا من حركة التحرير الفلسطينية (فتح) وموسى أبو مرزوق وخليل الحية وعماد العلمي وعزت الرشق عن حماس، وزياد نخالة وخالد البطش عن الجهاد الإسلامي إلى جانب ممثلين عن فصائل أخرى.
وقال القيادي في حركة الجهاد داود شهاب للجزيرة إن المفاوضات ستركز على تطوير المبادرة المصرية بشكل يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها رفع الحصار عن غزة ووقف كل أشكال العدوان عليه.
واعتبر القيادي في حركة حماس مشير المصري أن المبادرة المصرية لم تعد قائمة بعد إصرار إسرائيل على استكمال عدوانها، وقال إن الوفد الفلسطيني يمثل كافة الفصائل بهدف التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عدم مشاركة أي مسؤول فلسطيني من غزة في مفاوضات وقف إطلاق النار المزمع عقدها في القاهرة بسبب الظروف الأمنية.
بدوره اعتبر الرئيس المصري أن المبادرة التي طرحتها بلاده تمثل "فرصة حقيقية" لإيجاد حل للعدوان الدائر في قطاع غزة منذ أسابيع، وحذّر من أن فقدان الوقت يزيد الأمر تعقيدا.
وأصر السيسي -في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في القاهرة- على أن المبادرة المصرية أساس أي مفاوضات بين إسرائيل وحماس، وقال "لا يوجد حل ثان".
وفي غزة، اعلن مصدر طبي فلسطيني امس ان ستة فلسطينيين استشهدوا في غارة اسرائيلية على شرق رفح جنوب قطاع غزة.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة "ان ستة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر في غارة اسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة ما يرفع عدد الذين استشهدوا منذ منتصف الليل الى 80 شهيدا فلسطينيا".
وأوضح "أن إجمالي الشهداء منذ بدء العملية ارتفع الى 1670 شهيدا".
وتعرض قطاع غزة امس، لعمليات قصف عنيف من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يخوض معارك ضد حماس ويبحث عن جندي مفقود.
وبعد 24 ساعة من انهيار تهدئة إنسانية مؤقتة، تبدو فرص التوصل الى وقف لإطلاق النار بعيدة اليوم اكثر من أي وقت مضى.
وفي القدس المحتلة، اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي امس عن السماح لسكان بيت لاهيا والعطاطرة شمال غزة بالعودة الى بيوتهم ما يعني أن الجيش يعتبر أنه أنهى عمليته في هذه المنطقة التي اكد شهود انسحابه منها.
ونشر الجيش رسائل نصية على الجوال للسكان الفلسطينيين في بيت لاهيا ان بإمكانهم العودة الى بيوتهم.
ونصح الجيش الأهالي بالانتباه الى "العبوات الناسفة التي نشرتها حماس في المنطقة".
وأكدت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس أن "هذه الرسائل مرسلة من الجيش لسكان هاتين المنطقتين".
وقالت المتحدثة باسم الجيش "نتحدث فقط عن هاتين المنطقتين"، ورفضت التحدث عن "أي نية للجيش للانسحاب من القطاع".
وقال شهود عيان في العطاطرة وهي جزء من بيت لاهيا انهم شاهدوا الجيش الاسرائيلي ينسحب باتجاه الحدود.
لكن مصور فرانس برس قال "انه وصل بيت لاهيا ولا شيء يتحرك حتى الآن".
وفي الجنوب، قال سكان لوكالة فرانس برس "شاهدنا الجيش الاسرائيلي ينسحب من قرى شرق خان يونس". لكن لا يوجد تأكيد من الجيش.
وتظر أرقام الامم المتحدة ان القتال اجبر 25 % من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة على الفرار من منازلهم وان نحو ربع مليون منهم لجأوا الى المدارس التي تديرها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أو الى بيوت أقارب لهم.