غزة: المقاومة تستنفر ومصر توافق على مطالبها
أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" "أن فصول المعركة مستمرة، ولن تنتهي حتى يذعن العدو لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة"، بينما أكد مصدر في الجهاد الإسلامي أن مصر أقرت بمطالب المقاومة خلال مفاوضات القاهرة.
وقالت الكتائب في بيان صحفي "إننا نتعامل مع المرحلة الحالية كمرحلة مؤقتة، وسلوك العدو هو الذي يحدد سير المعركة ومآلاتها، وتوجهاتنا في الأيام القادمة مرهونة بتحقيق تطلعات شعبنا التي لا مجال لتجاوزها".
وأوضحت "أن مقاتليها ما يزالون في حالة استنفار واستعداد وترقب، وهم على أهبة الاستعداد للقيام بدورهم بحسب ما تقرره قيادة المقاومة لمصلحة الشعب الفلسطيني المرابط".
وقالت "إنها قادرة على مواصلة الطريق بكفاءة وإرادة واقتدار حتى يأذن الله لنا ولشعبنا بالفرج والنصر"، مشيرة إلى أن المعركة مستمرة حتى نيل حقوقه المشروعة ومطالبه العادلة.
وتابعت قائلة :" لقد بدأ شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة معركة "العصف المأكول" رداً على عدوانٍ صهيوني أراد كسر إرادته وتصفية مقاومته، فهبّت كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية للقيام بواجبها المقدّس في الردّ على العدوان الغاشم، وتوحّد خلفها شعبٌ عظيم معطاء تواق للحرية والكرامة، وخاض شعبنا ومقاومته هذه المعركة صفاً واحداً، والتحم الكلّ الفلسطيني خلف مطالب عادلة وحقوق مشروعة".
وفي القاهرة، اجتمع الوفد الفلسطيني الذي يضم ممثلين عن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أمس مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية محمد فريد تهامي، وسلمه "ورقة المطالب"، وفي مقدمها وقف العدوان وفك الحصار. وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق إن اللقاء كان إيجابياً، وإن لقاء آخر سيعقد مع تهامي. كما قال نائب الأمين العام لحركة "الجهاد" زياد النخالة إن حركته متفائلة جداً بأجواء الحوار، مضيفاً: "لم نجد أية تحفظات لدى الجانب المصري على الورقة الفلسطينية، وسنواصل لقاءاتنا في القاهرة". وقال إن ملف معبر رفح ستكون له تفاهمات خاصة مع الجانب المصري.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس انه سينسحب بالكامل من قطاع غزة عند دخول التهدئة مع حركة حماس حيز التنفيذ صباح أمس.
وقال المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر لصحافيين ان "الجيش سينتشر خارج قطاع غزة في مواقع دفاعية (في إسرائيل) فور دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ".
وفي غزة اعلن الناطق باسم حماس سامي ابو زهري الثلاثاء دخول التهدئة مع اسرائيل حيز التنفيذ داعيا إسرائيل إلى الالتزام بها.
وقال أبو زهري في تصريح خاص لوكالة فرانس برس "دخلت التهدئة حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها".
أفاد شهود ان الطيران الحربي الإسرائيلي كثف غارته على انحاء مختلفة من قطاع غزة قبل دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ فيما اطلقت حماس عدت صواريخ في اتجاه إسرائيل.
وبحسب الشهود فإن الطيران الحربي الاسرائيلي شن عدة غارات على انحاء مختلفة من قطاع غزة وعلى اراض زراعية.
كما أعلنت كتائب القسام انها اطلقت عدة صواريخ على مدينة القدس عند الساعة 7,50 قبل عشر دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ، كما قصفت مدن كريات ملاخي واشدود وبئر السبع وعسقلان.
وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ابلغتا القاهرة الليلة الماضية موافقتها على تهدئة مع إسرائيل لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح أمس.
من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاتفاق على التهدئة مطالبا الطرفين بالالتزام بها وبـ"ممارسة اقصى درجات ضبط النفس" بانتظار بدء سريانها.
وطالب الامين العام في بيان كلا من اسرائيل وحماس بـ"البدء في اسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار ومعالجة المشاكل التي هي في اصل" النزاع. واضاف البيان ان "الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم لهذه الجهود" الرامية لتسوية النزاع.
الى ذلك تعقد الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الاربعاء "اجتماعا غير رسمي" لأعضائها الـ193 حول الوضع في قطاع غزة.
وأعلن متحدث اممي ان الاجتماع سيعقد بدعوة من مجموعة الدول العربية في الامم المتحدة، وستستمع خلاله الجمعية العامة الى افادات العديد من كبار المسؤولين في الامم المتحدة، من بينهم المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ورئيس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بيار كراهنبول ومنسق الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري.
وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي اسفر منذ 8 تموز (يوليو) عن استشهاد اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين.
واعلن مسؤول في وزارة الاقتصاد الفلسطينية الثلاثاء ان الدول المانحة ستجتمع في ايلول (سبتمبر) المقبل لبحث تمويل اعادة اعمار قطاع غزة مقدرا قيمة الخسائر المباشرة للعملية الاسرائيلية بما بين 4 الى 6 مليارات دولار.
ومن لاهاي اكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على الرغبة الفلسطينية في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين امام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية". وتوقع المالكي "ان يستمر وقف إطلاق النار 72 ساعة وحتى اكثر"، مستطردا "كل شيء يتوقف على المعسكر الاسرائيلي وجديته".