الاحتلال يخلي ساحات "الأقصى" لعصابات المستوطنين
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل ظهر أمس الثلاثاء، مرّة أخرى، على منع دخول جماهير واسعة من المصلين إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، وفرضت قيودا على حركة من سمحت بدخولهم، من أجل إفساح المجال أمام عصابات المستوطنين المتطرفة لاقتحام وتدنيس الحرم القدسي الشريف، ودلت تقارير على أن منهم من شرع بأداء طقوس دينية يهودية رغم الحظر الموجود.
وكانت قوات الاحتلال قد شرعت يوم الخميس الماضي، وفي الايام الثلاثة الأخيرة، على فرض تقييدات على دخول المصلين إلى الحرم القدسي الشريف، ما بين الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر كل يوم، وهي الساحات التي تجري فيها جولات استفزازية لعصابات المستوطنين الاستفزازية، ما يوحي لدى أوساط الوقف الإسلامي، والهيئات الدينية الأخرى، باحتمال أن يكون هذا محاولة من سلطات الاحتلال لفرض تقسيم زمني للمسجد الأقصى المبارك، إلا أن سلطات الاحتلال تدعي أن هذه الإجراءات لمنع الاحتكاك في الأيام التي يحيي فيها اليهود ذكرى "خراب الهيكل"، وكان يوم أمس الثلاثاء.
ومنعت سلطات الاحتلال دخول كل من يقل عمره عن 50 عاما من دخول المسجد، من الرجال والنساء، كما منعت موظفي دائرة الأوقاف بالدخول للأقصى باستثناء الحراس، وخلال ذلك حصلت مشادات محدودة بين المحتجزين الذين يحاولون الدخول إلى الأقصى وقوات الاحتلال، وألقيت القنابل الغازية باتجاه النساء عند باب الملك فيصل. وأوضح حراس الأقصى ان الشرطة منعتهم من التدخل وحاولت الاعتداء عليهم أثناء اعتراضهم على تصرفات المستوطنين في ساحات الأقصى، ومنعتهم من القيام بعملهم.
ولكن لاحقا، منعت من لم يتجاوز عمرهم 60 عاما من التواجد في الساحات المقابلة للمسجد المرواني والقبلي، واحتجزتهم في ساحة مسجد قبة الصخرة ومنعتهم من التحرك بحرية، وخلال ذلك تم دفعهم بقوة وبين الحين والآخر تحصل مشادات وعراك بالأيدي بين المرابطين وقوات الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال قد مهدت الليلة قبل الماضية، للمستوطنين اقتحام سوق القطانين من خلال إغلاق مداخل بعض أزقة القدس القديمة ومنطقة باب الواد، وباب الحديد المجاور، ومنعت المواطنين من الاقتراب من المنطقة، وأعلنتها منطقة عسكرية، لا يجوز الدخول إليها رغم وجود عدد كبير من مساكن المقدسيين.
واقتحم المسجد الأقصى اليوم أكثر من 170 متطرفا، ومن بينهم وزير الإسكان في حكومة الاحتلال أوري أريئيل، وقام المقتحمون بجولة في ساحات المسجد بدءا من باب المغاربة مرورا بباب السلسلة والملك فيصل وحطة وباب الرحمة، وصولا إلى ساحات المسجد القبلي، خروجا من باب السلسلة، وقام بعض المستوطنين بأداء طقوس دينية في ساحات المسجد بحراسة مشددة من الشرطة.
إلى ذلك، أكد أهالي البلدة القديمة في القدس أمس، أن عددا عناصر عصابات المستوطنين، أدت الليلة قبل الماضية طقوسا دينية في سوق القطانين في البلدة القديمة المُفضي إلى المسجد الأقصى المبارك، وسط حراسة من قوات الاحتلال. وتركزت طقوس المستوطنين قرب باب المسجد الأقصى من الخارج (باب القطانين)، ضمن فعاليات العصابات الاستيطانية لإحياء ما يسمى "خراب الهيكل".