الأسد يتحفظ على رفع التمثيل الدبلوماسي مع الأردن
لا خيارات استراتيجية واضحة على صعيد مستقبل العلاقة الأردنية السورية، برغم حصول تواصل إرتقى احيانا الى مستوى التناغم، خصوصا إزاء تطور الموقف الأردني الرسمي من مخاطر المجموعات الإرهابية المحتملة، التي تسعى لتصدير برامجها في الساحات المجاورة لدمشق مثل العراق.
إرتقاء مستوى التفكير الرسمي الأردني خلال الأسابيع القليلة الماضية بملفات الإرهاب المحتمل، وتزايد التقارير الإعلامية – الغربية حصريا – عن خطط تنظيم داعش للتوسع في العمق الأردني، ساهم إلى حد بعيد في إنضاج تصور داخلي عن ضرورة ملامسة الحوار مع النظام السوري إن أمكن وفي أكثر من طريقة.
بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، فقد أبلغ مؤيديه الذين يزورون دمشق بين الحين والآخر، أن العلاقات مع الأردن جامدة، بمعنى أنها لا تتطور ولا تنهار، بالوقت نفسه من دون أن تتخذ بوضوح مؤسسة الرئاسة موقفا سلبيا من سيناريوهات تطوير العلاقة السياسية والدبلوماسية، بعد حادثة مغادرة السفير السوري بهجت سليمان، الذي اندفع في موجة هجوم ونقد للأردن عبر المؤسسات الاعلامية اللبنانية طوال الأسابيع الأربعة الماضية.
ما انكشف حتى اللحظة للمجسات الأردنية السياسية يشير إلى أن الرئيس الأسد ليس بصدد الاستجابة لمطلب أردني مرر عبر بعض القنوات بتعيين سفير جديد لبلاده خلفا لسليمان، حتى يستطيع السفير الأردني في دمشق العودة لمقر عمله.
الأسد بهذا المعنى لا يسعى لـ رفع مستوى التمثيل بين البلدين بعد مغادرة سفيره السابق، ومؤسساته تقر بقاء الوضع الدبلوماسي مع الأردن على وضعه الحالي، في إشارة واضحة المعالم إلى ان دمشق لديها اشتراطات سياسية ودبلوماسية، تم، حسبما علمنا تنفيذ بعضها بصورة تلقائية، ولم ينجز بعضها الآخر.
المقربون من نظام دمشق من النقابيين الأردنيين يتحدثون عن اشتراط القيادة السورية لموقف أردني مباشر، ينقلب على المعارضة وفصائلها وبصورة علنية، حتى تنضج خطوة رفع مستوى التمثيل الذي انخفض بالعرف الدبلوماسي تلقائيا، بمجرد الامتناع عن تبديل السفير سليمان.
عدة رسائل من الخارجية الأردنية تم تجاهلها مؤخرا من جهة دمشق، في تأشير واضح على أن النظام السوري يشعر بأنه في وضع استراتيجي أفضل، ولا يريد تقديم تسهيلات لتطبيع العلاقة مع الأردن أو نموها مجانا، علما أن الأردن والنظام السوري يواجهان عمليا مساحات الخطورة للخصم المحتمل المشترك نفسها، وهو الجماعات المتطرفة.
دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني الرسمية والعلنية والدائمة لعدم وجود معالجة إلا سياسية حصريا للوضع المتدهور في سورية، هي بالمدلول الدبلوماسي تأكيد رسائل سابقة، بأن الأردن عزل نفسه عن سياقات سابقة تصعيدية، وحافظ على ثبات موقفه، ومستعد لفتح صفحة جديدة، خصوصا أن العلاقات مع فصائل المعارضة شبه منقطعة، وجامدة تماما، ولا مكان لها في خريطة الأولويات الأردنية.