الاحتلال يواصل مجزرة غزة والمقاومة تفرض حظرا جويا فوق إسرائيل

 واصل العدو الصهيوني مجازره في غزة امس مع استئناف عدوانه الغاشم على القطاع المحاصر، فيما ردت المقاومة الفلسطينية على امطار مدن الاحتلال بالصواريخ، حيث قصفت لاول مرة منصة غاز اسرائيلية في البحر قبالة غزة، الى جانب قصفها لمطار بن غوريون ومدينة ديمونا.
فقد شنت اسرائيل غارة غادرة استهدفت منزل رأفت اللوح في وسط قطاع غزة ما اسفر عن استشهاد عائلة بكاملها مكونة من 8 افراد بينهم 4 اطفال. وقال جار للأسرة يُدعى يحيى أبو صفر «عائلة كاملة.. الزوج وشقيقه والزوجة وجنينها والأولاد الثلاثة.. هذه عائلة كاملة استهدفها الاحتلال الإسرائيلي دون مُبرر.. دون سابق إنذار». وسبق ذلك، قصف منزل لعائلة الدلو، حيث استشهدت سيدة وطفلاها الى جانب زوجة القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف ونجله الرضيع.
واكدت حركة حماس أن قوات الاحتلال حاولت اغتيال الضيف واستهدفت منزلا في غزة، فاسفر القصف عن استشهاد زوجة الضيف وابنه. وقال موسى أبو مرزوق القيادي بحركة حماس الاسلامية في وقت مبكر امس بعد ان انهارت محادثات الهدنة في القاهرة ان اسرائيل استهدفت محمد ضيف قائد الجناح المسلح لحماس في احدى ضرباتها الجوية في قطاع غزة.
وقد ذكر الاعلام الاسرائيلي أنه تم استهداف مبنى عائلة الدلو من ثلاث طائرات بصواريخ مخترقة للملاجئ أمريكية الصنع «GBU-28».
واستهدف الاحتلال الاسرائيلي محيط الصالة الخارجية لمعبر رفح البري امس بالصواريخ. وقالت هيئة المعابر والحدود بوزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية في بيان ان قوات الاحتلال اطلقت عدداً من الصواريخ في محيط الصالة الخارجية للمعبر، ما أدى الى إصابة أربعة من المسافرين، وانهيار سقف الصالة، مثلما استهدف الاحتلال ساحة معبر كرم أبو سالم من الجهة الفلسطينية بصاروخ إف 16، دون ان ينفجر.
وبلغت حصيلة ضحايا العدوان لليوم ال45 على التوالي، 2050 شهيدا و10224 جريحا. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور اشرف القدرة، انه استشهد مساء أمس طفلان 11 و16 عاماً، إثر استهداف الاحتلال تجمع للمواطنين وسط قطاع غزة. وردت المقاومة الفلسطينية بقصف المدن والبلدات الاسرائيلية بالصواريخ. واعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قصف محطة الغاز الاسرائيلية في عرض البحر قبالة سواحل غزة بصاروخي «قسام»، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الكتائب باستهداف محطة الغاز الإسرائيلية. كما اعلنت القسام عن مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ «ج 80» على مطار بن غوريون الى جانب قصف تل ابيب ونتيفوت وبئر السبع واسدروت بالصواريخ. كما قصفت ناحل عوز بـ 3 صواريخ 107 وموقعي ايرز ونتيف هعتسرا بـ12 قذيفة هاون، بالاضافة الى قصف اسدود المحتلة بصاروخي «قسام». واعلنت عن قصف مستوطنة «بئيري» بمجمع أشكول بقذيفتي هاون 120.
وأعلنت القسام انسحابها من مفاوضات القاهرة مع اسرائيل ووجهت تحذيرا لشركات الطيران العالمية من الوصول الى مطار بن جوريون وذلك بعد محاولة اغتيال قائدها العام محمد الضيف. واتهم الناطق باسم القسام أبو عبيدة في خطاب مسجل له، إسرائيل بخرق التهدئة المؤقتة التي دعت لها مصر أمس الأول استغلالا لـ»رقصة العفاريت فيما يسمى بالمفاوضات في القاهرة التي حددنا موقفنا منها منذ اللحظة الأولى وكنا نثق أنها لن تفضي إلى اية نتائج لما يطمح إليه شعبنا».
وقال أبو عبيدة «رغم ذلك أعطينا للقيادات السياسية لحركتنا وشعبنا أكثر مما يلزم لمحاولة الوصول إلى اتفاق يوقف العدوان ويرفع الحصار ويعيد الإعمار، وبعد كل هذه الأسابيع من المفاوضات العبثية وبعد جرائم الاحتلال فإننا نقول إن هذه المبادرة (المصرية) ولدت ميتة واليوم تم قبرها مع الشهيد علي محمد الضيف «في اشارة الى نجل الضيف الذي استشهد مع امه في محاولة اسرائيلية لاغتيال الضيف في غزة. في الوقت ذاته أكد أبو عبيدة أن الضيف على قيد الحياة ولم يصب بأذى بعد محاولة الاغتيال. وأضاف «نتعهد بأن الضيف سيكون بإذن الله القائد العام للجيش الذي سيدخل باحات المسجد الأقصى فاتحا محررا وحتى نطهر أرضنا من دنس آخر المحتلين».
وحذر أبو عبيدة شركات الطيران العالمية من الوصول إلى مطار «بن جوريون»، مطالبا إياها بوقف رحلاتها منه وإليه ابتداء من الساعة السادسة صباح اليوم الخميس.
بدورها، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي بقصف أشكول بـ4 صواريخ 107 واسدود بـ 3 صواريخ غراد. وأكدت الوية الناصر صلاح الدين، انها قصفت مستوطنة نتيف عتسراه المحاذية لشمال قطاع غزة بـ 6 صواريخ من طراز 107 .وقصفت الالوية مدينة بئر السبع المحتلة بـ3  صواريخ غراد ومستوطنة ريعيم بصاروخين كاتيوشا. كذلك،  قصفت مفتاحيم وكيسوفيم ورعيم بمجمع اشكول ب 6 صواريخ 107 ولاول مرة تقصف ديمونا بصاروخ محلي الصنع.
كما قصفت كتائب الناصر صلاح الدين موقع نيريم والنقب وعسقلان بـ 5 صواريخ. واعلنت كتائب الناصر صلاح الدين ونسور فلسطين مسؤوليتهما عن قصف كوسوفيم بـ 3 صواريخ 107 وصاروخي جراد على النقب.
من جانبها، اعلنت كتائب الأقصى لواء العامودي قصف المستوطنات الاسرائيلية كفار عزة والعين الثالثة بـ 6 صواريخ. وبدورها، أعلنت كتائب المجاهدين الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية في بيان لها أنها قصفت مستوطنتي بئيري وكفار عزا بـ 7 صواريخ طراز 107 ومدينة بئر السبع بصاروخين غراد كما قصفت مستوطنة نتفوت بـ 4 صواريخ غراد توعدت حركة حماس بأن  الإسرائيليين في مستوطنات غلاف قطاع غزة «لن يعودوا إلى بيوتهم» إلا  بقرار من قائدها العسكري محمد الضيف. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحفي، إن «الاحتلال  سيدفع ثمن جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين، والإسرائيليين في غلاف غزة  لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من القائد الضيف وبعد الالتزام الإسرائيلي بوقف العدوان ورفع الحصار».
من جهته اعتبر الناطق الآخر باسم الحركة فوزي برهوم أن دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إلى عدم التسوية مع الحركة «ستجر الويلات» على الإسرائيليين. وقال برهوم في بيان إن ليبرمان بهذه الدعوة «يدفع بشعبه نحو الجحيم»،  مضيفا أن على إسرائيل «أن تجهز نفسها لأيام قاسية لم تعهدها من قبل». وكان ليبرمان دعا، وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إلى «إخضاع حركة حماس وقهرها عسكريا»، رافضا التوصل معها إلى أية تسوية لوقف  إطلاق النار. وانتقد ليبرمان سياسة الهدوء مقابل الهدوء لأن حماس «هي التي تبادر إلى  اطلاق النار وتتحكم في وتيرة اعتداءاتها بينما تكتفي إسرائيل بالرد».
ونصحت إسرائيل المدنيين بفتح المخابىء الواقعة في محيط 80 كيلومترا من غزة أي بعد منطقة تل أبيب كما استدعى الجيش ما يصل إلى ألفي جندي من قوات الاحتياط. واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان الجيش الاسرائيلي قام بتكثيف قواته في جنوب قطاع غزة ولا سيما باليات عسكرية ثقيلة منها الدبابات وناقلات الجنود المدرعة.
سياسيا، أكدت القاهرة بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية امس أنها تواصل «اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحثهما على الالتزام مُجدداً بوقف إطلاق النار».
في الاثناء، قالت مصادر دبلوماسية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة.
وكانت صحيفة «الحياة» اللندنية نقلت امس عن قيادي فلسطيني في حركة فتح قوله إن حركة حماس طلبت من مصر أن يكون لقطر دور في إنهاء أزمة غزة. وأضاف أن الحركة طلبت أن تدعو مصر إما وزير الخارجية القطري أو مدير الاستخبارات. وقال قيادي فتح للصحيفة إن «مصر رفضت مطلقا هذا الطرح إلا إذا اعتذرت قطر رسميا عن السياسة القطرية تجاه مصر منذ 30 حزيران 2013.
بدوره، حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية  نبيل العربي اسرائيل مسؤولية انهيار المفاوضات غير المباشرة  وكسر الهدنة مع الجانب الفلسطيني.
الى ذلك، قالت رئيسة حزب ميرتس زهافا غالؤون انه يجب بلورة تسوية سياسية مع عباس والاعتراف بحكومة التوافق الفلسطينية من اجل استنئاف المفاوضات في القاهرة سعيا للتوصل الى اتفاق.
في جرائم اضافية للعدو الاسرائيلي، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس أربعة منازل في خربة الطويل شرق نابلس ومنزلين آخرين في قرية العقبة شرق مدينة طوباس شمال الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس» إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة خربة الطويل، وهدمت أربعة منازل قديمة البناء يعود تاريخها الى أكثر من 100 عام، وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا لجهة استهداف هذه المنازل القديمة». وأشار إلى أن قوات الاحتلال غالبا ما تقوم بهدم المساكن المبنية من صفائح ‹الزينكو›، ولكن هذه المرة استهدفت بنايات قديمة، وفي وقت لاحق هدمت قوات الاحتلال منزلين في قرية العقبة شرق مدينة طوباس. وأفاد رئيس مجلس قروي العقبة سامي صادق بأن قوة من جيش الاحتلال معززة بالجيبات العسكرية الاسرائيلية اقتحمت القرية وحاصرتها قبل أن تشرع بهدم منزلين فيها.
كذلك، هدمت قوات الاحتلال أربعة بركسات تعود لمواطنين فلسطينيين في التجمعات البدوية الواقعة شرقي قرية الطيبة شرق رام الله، كما هدمت ثلاثة بركسات في تجمع بدوي آخر في قرية مخماس.
في القدس المحتلة، اقتحم عدد من المستوطنين برفقة المتطرف يهودا غليك، صباح امس المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة، بحجة السياحة وتجولوا في باحاته تحت حراسة شرطة الاحتلال الخاصة الاسرائيلية. وحاول المستوطنون ممارسة طقوس تلمودية في باحات المسجد الا ان حراسه والمرابطين فيه تصدوا لهم بالتكبير والتهليل، وحاصروهم الى ان ارغموهم على وقف ممارساتهم التلمودية ومغادرته.
من جهة ثانية، داهمت طواقم مشتركة منما يسمى بلدية الاحتلال والقوات الإسرائيلية منزل عائلة صيام، الكائن في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وسلمت العائلة قرارات هدم إدارية، بحجة البناء دون ترخيص في أراضٍ خضراء. وقامت عائلة صيام ببناء البنايتين قبل 10 سنوات، والبناية الأولى مؤلفة من طابقين (4 شقق)، والثانية (شقة واحدة)، ويعيش فيهما حوالي 20 فردا.
اخيرا، اعتقلت قوات الاحتلال 15  فلسطينيا من محافظات الخليل وجنين وطوباس والقدس وبيت لحم. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أنه تم اعتقال خمسة  أشخاص من الخليل واثنين من جنين وثلاثة من بيت لحم وأربعة من القدس. ولم توضح التقارير ما إذا كان للمعتقلين أية انتماءات تنظيمية.
وأعلن مسؤول أمني مصري ان سلاح المهندسين وبالتعاون مع قوات حرس الحدود ضبط ودمر أنفاقا جديدة في منطقة الدهنية برفح.(وكالات)