آخر الأخبار
ticker بتمويل من "البوتاس العربية" .. طلاب الطفيلة ووادي موسى يفتتحون منافسات مشروع "الشباب الآن" ticker العرموطي: لا شياطين ولا ملائكة ولهذه الأسباب ترشحت لـ "رئاسة النواب" ticker متى تخفض البنوك المحلية أسعار الفائدة على المقترضين الأردنيين ..؟؟ ticker بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي إلى السعودية ticker وفد صناعي أردني يلتقي ممثلي مراكز تجارية كبرى في دبي ticker ذكرى عودة أرض الغمر والباقورة .. سياسيون: الأردن يدرك نوايا الاحتلال الخبيثة ticker "اعتصام الزحف الكبير" لمتقاعدي "الفوسفات": غضب عارم يهدد بزلزال أمام الشركة ticker بايدن يستقبل ترامب في البيت الأبيض الاربعاء ticker الفيصلي يودع الدرع بعد خسارة من الصريح ticker الخارجية القطرية: لن نقبل أن تكون الوساطة سببا لابتزازنا ticker الحكومة تعلن نتائج دراسة عمليات تنقيب عن الغاز خلال أسبوعين ticker لتمكين المرأة ومهننة العمل الاجتماعي .. استحداث مديريات في التنمية ticker الحكومة توافق على مذكرة للتنقيب عن خامات النحاس في منطقة غور فيفا ticker لتشجيع المنافسة والاستثمار .. مشروع قانون دائم للكهرباء ticker الداوود: كتب التربية الإسلامية الجديدة تتضمن دروسًا عن الجهاد وحرب فلسطين ticker وائل السقا أميناً عاماً لحزب جبهة العمل الإسلامي بالتزكية ticker السير: يمنع استخدام الدراجات في هذه الاوقات ..؟؟ ticker رويترز: قطر خلصت إلى أنّ مكتب حماس بالدوحة لم يعد يؤدي غرضه ticker الاتحاد العراقي: تذليل أي صعوبات قد تواجه الجمهور الأردني ticker "الحرة الأردنية" تبيع تبغ وسجائر بـ 3.7 مليون دينار في 9 شهور

فورين بوليسي تروي الحكاية كاملة للتحالف المنهار بين "البعث" في العراق و"داعش"

{title}
هوا الأردن -

استطاع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم "داعش” غزو مساحات واسعة من العراق بفضل تحالفه المستغرب مع قدامى المحاربين من الجيش العلماني لصدام حسين. لكنّ الظاهر أنّ هذه الشراكة قد بدأت في الانهيار الآن، وهو ما من شأنه إعطاء واشنطن فرصة حقيقية للقضاء على المجموعة الإرهابية دون الاعتماد فقط على الضربات الجوية أو القوات البرية الأمريكية.

حيث ساعدت مجموعة من الموالين السابقين لصدام حسين، تعرف باسم جيش النقشبندية أو جيش رجال الطريقة النقشبندية، داعش في تحقيق عدد من الانتصارات العسكرية المهمّة، بما في ذلك الاستيلاء على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. 

كما أعطت الجيش الإرهابي، الذي يتألف إلى حد كبير من المقاتلين الأجانب، درجة من المصداقية السياسية المحلية في العراق. ويتكون جيش رجال الطريقة النقشبندية، والذي تشكل كمجموعة مقاومة في عام 2006، من عدد من المسؤولين البعثيين السابقين والجنرالات العسكريين المتقاعدين، ويقوده النائب السابق لرئيس المجلس الثوري في عهد صدام حسين، عزت إبراهيم الدوري، الذي كان واحدًا من أهم المطلوبين خلال الاحتلال الأمريكي.

ولكن داعش وجيش رجال الطريقة النقشبندية ليسوا حلفاء طبيعيين. فداعش تهدف لمحو حدود العراق الحالية وإقامة الخلافة، في حين أن جيش النقشبندية هو حركة علمانية إلى حد كبير يسعى لاستعادة السلطة الرسمية والتأثير الذي كان عليه قبل الغزو الأمريكي في عام 2003. لكنّهما يتفقان في معارضتهما وكراهيتهما لحكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، التي يهيمن عليها الشيعة. حيث يريد كل منهما إسقاط تلك الحكومة، ويعتقد جيش رجال الطريقة النقشبندية بأن داعش تقدّم أفضل فرصة للإطاحة بعنف بالنظام المدعوم من إيران في بغداد.

وقال ليتا تايلور، أحد كبار الباحثين في منظمة هيومن رايتس ووتش والصحفي السابق، إن البعثيين وجدوا في داعش العضلات، بينما حصلت داعش على الشرعية المحلية من خلال البعثيين.

ولكن هذا التحالف ينهار الآن، وهو ما يعتبر فرصة لكلٍّ من واشنطن وبغداد. فالمؤشرات في الآونة الأخيرة تشير إلى الفجوة المتنامية بين القيادة العليا لجيش رجال الطريقة النقشبندية وبين داعش، فإذا قرر جيش رجال الطريقة النقشبندية إنهاء تحالفه مع داعش، ومساعدة الحكومة العراقية والقوات الأمريكية محاربة الإرهابيين، فإنه سوف يقطع شوطًا طويلًا نحو تحقيق الاستقرار في البلاد، وربما يؤدي ذلك إلى المصالحة السياسية الأوسع التي ستساعد السُّنّة الذين كانوا يديرون البلاد سابقًا، في المشاركة القوية في حكومة شيعية أكثر شمولًا.

ولكن ذلك سيمثل مفارقة بالنسبة للولايات المتحدة، والتي أعلنت الحرب قبل 11 عامًا للإطاحة بالدكتاتور العراقي ثم نفذت حملة موسعة "لاجتثاث البعث” وتخليص الحكومة العراقية والقوات المسلحة من مئات الآلاف من التكنوقراط من ذوي الخبرة السنية والقادة العسكريين المنتمين للبعث.
كان مسؤولون أمريكيون يتتبعون عن كثب التحالف بين داعش والبعث لعدة أشهر. وحينما سقطت الموصل، في 10 حزيران/ يونيو الماضي، كان من الواضح أن قوات جيش رجال الطريقة النقشبندية ينتظرون وصول داعش. وذكرت تقارير أنّ مقاتلي داعش اختفوا بسرعة من المشهد، واستعيض عنهم بمسلحين موالين للبعثيين وجنرالات سابقين. حيث كانت المجموعة قد فرضت بالفعل نفوذها في المدن العراقية الرئيسة، بما في تكريت التي سقطت في 11 يونيو/ حزيران. ولكن الموصل كانت هي الجائزة الحقيقية، ونقطة استراتيجية رئيسة؛ لأنها المقر التاريخي للسلطة بالنسبة للنخب الحاكمة السنية الذين يريدون إسقاط المالكي.

وبعد الاستيلاء على الموصل، أعلنت داعش تنصيب القائد البعثي والجنرال السابق بالجيش العراقي، أزهر العبيدي، محافظًا جديدًا للموصل. وقال محللون إنه تم إعلان الجنرال السابق، أحمد عبد الرشيد، محافظًا لتكريت، حيث كان له الفضل في قيادة الدفاع البعثي الداعشي المشترك ضد الجيش العراقي.

ولكن يبدو أن تلك المباراة كانت قصيرة الأجل. حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بعد بضعة أيام فقط من غزو الدولة الإسلامية للموصل، أنّ مقاتليها قاموا بتبادل إطلاق النار مع بعثيين سابقين قرب كركوك مما خلّف ما يقرب من 17 قتيلًا. ثم في أوائل شهر يوليو/ تموز، استولى مقاتلوا داعش على القيادة في الموصل وقاموا باختطاف الجنرالات المتقاعدين، حيث أخذوهم من بيوتهم ملفوفين بالعلم الأسود والأبيض، ووضعوهم على ظهور سيارات الدفع الرباعي ذات النوافذ الداكنة، وفقًا لوكالة رويترز. وقالت عائلات الجنرالات وسكان محليون إن داعش اعتقلت ما يصل إلى 60 من الضباط السابقين البعثيين بتهمة أنهم يعارضون هدفهم النهائي في إقامة الخلافة الإسلامية ومحو حدود العراق الحالية.

وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الانقسامات الأيديولوجية في ذلك التحالف أكثر وضوحًا. ففي أواخر يوليو/ تموز، أصدر جيش رجال الطريقة النقشبندية بيانًا يدين الطائفية واضطهاد الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون واليزيديون. ورغم أن بيان جيش رجال الطريقة النقشبندية لم يشر صراحة إلى حلفائه في تنظيم الدولة الإسلامية، إلّا أن المحللين يعتقدون بأنه أظهر أن البعثيين والنخب الحاكمة السابقة يحاولون أن ينأوا بأنفسهم عن الجماعة الإرهابية ويدينون بشكل غير مباشر تكتيكاتها.

ويقول ليتا تايلور: "البعثيون يريدون الإطاحة بالمالكي، لاستعادة جزء من المكانة والمشاركة السياسية التي حرموا منها منذ سقوط صدام حسين. وهو هدف يختلف كثيرًا عن إقامة الخلافة، فكثير من البعثيين يرون داعش كإرهابيين متزمتين، كما أنّ داعش ترى بالتأكيد ما يفعله البعثيون من التدخين وشرب الكحول، فكيف يمكن أن يعمل الطرفان معًا؟”.

دانيال بايمان، مدير الأبحاث وزميل بارز في مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، يعتقد بأن ما يحدث هو جيد بلا جدال، حيث قال إن ذلك سيمكن الحكومة العراقية الجديدة من التعامل مع الفئات الأقل تعصّبًا من السنّة وهم البعثيون، ومحاولة إدماجهم في الحكومة الجديدة، ولكن ذلك لن يكون سهلًا؛ لأن جيش رجال الطريقة النقشبندية لا يضم فقط التكنوقراط والجنرالات السابقين، ولكنه يتألف أيضًا من القوميين السُّنة الذين قاتلوا في حملة دموية ضد القوات الأمريكية، والميليشيات القبلية.

والسؤال الآن هو: كيف يمكن أن ينفصل جيش رجال الطريقة النقشبندية عن داعش دون إشعال حرب شاملة؟ وربما تقرر الولايات المتحدة إجراء بعض التحالفات السياسية مع الموالين السابقين لصدام حسين تجنّبًا لمزيد من الانجراف إلى حرب جديدة في العراق.

تابعوا هوا الأردن على