الأردن الرسمي مصر على عدم التحدث مع «النصف الثاني» من الفلسطينيين وقادة حماس يتحدثون مع الشارع
بسام البدارين الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال إجتماع «تنفيذية» المنظمة مؤخرا ليس معزولا بالمطلق عن الحراك الدبلوماسي الأردني والعربي المحيط الذي يسعى «لتقليص» مكاسب حركة حماس وبالتالي جماعة الأخوان المسلمين بعد الإعلان عن الوقف النهائي للعدوان ورفع الحصار.
أغلب التقدير سياسيا أن ينتج عن نهايات العدوان الإسرائيلي «مراجعات» حيوية للكثير من الملفات كما يقدر السياسي وعضو البرلمان الأردني محمد حجوجز
لكن بالنسبة للإسلاميين في الأردن فقد إنتصرت المقاومة بكل الأحوال والرسالة وصلت لكل الجهات التي حاولت سحقها كما يلاحظ المسئول السياسي في جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة .
رغم ذلك تبدو العديد من الشخصيات الرسمية الأردنية منشغلة في منع جماعة الأخوان المحلية من إستثمار وتوظيف الأحداث لصالح توازنات جديدة في الشارع الأردني.
القيادات الفلسطينية المحسوبة على الرئيس عباس والمقربة منه هاجمت حماس بقسوة خلال إجتماع «تنفيذية « المنظمة الذي أعقب زيارة عباس للدوحة وركوب السلطة لموجة «وقف العدوان» بتسارع ملموس يهدف برأي المراقبين للحضور وبقوة في واقع قطاع غزة تحت يافطة «إعمار غزة» حيث المشاركات السياسية والمشاريع والأموال المحتملة.
تفاهمات على هذا الأساس يمكن تلمسها بدون دليل مباشر حصلت على الأرجح بين الرئيس عباس والجانب الإسرائيلي والسيناريو الذي إنتهت فيه معركة غزة الأخيرة أنزلت جميع الأطراف عن الشجرة .
وصحيفة الغد الأردنية ألمحت لنبأ يتعلق بلقاء سري حصل بين عباس ونتنياهو في عمان قبيل الإعلان عن مبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة.
بالنسبة للمؤسسة الأردنية لا خيارات تتعلق بتقديم اي مساندة تستثمرها حركة حماس والعمل يجري خلف الستارة على مدار الساعة لتجنب أي خيار تضعف بموجبه مؤسسة الرئيس محمود عباس لصالح حركة حماس وسط حالة تناغم أردنية مع الذات في مجال الخيار السياسي وإمتناع عن الإستجابة لطلب الأخوان المسلمين المتمثل بالتحدث مع «النصف الآخر» في الشعب الفلسطيني.
عمان سياسيا ودبلوماسيا تقول وبكل اللغات أنها لا تريد التحدث مع النصف الثاني للشعب الفلسطيني الذي تمثله المقاومة وحركة حماس .
وهذا الخيار يثير الجدل كثيرا حتى داخل النخبة السياسية الحاكمة حول إنتاجية وجدوى البقاء إستراتيجيا في مستوى التحالف مع مؤسسة الرئاسة الفلسطينية رغم أن الناطق الرسمي الدكتور محمد مومني تحدث وفي نقاش جانبي مع القدس العربي عن «إحترام» بلاده لجميع الأطراف مع التأكيد على ان سياسة الأردن لا زالت التفاعل مع الشعب الفلسطيني في غزة ووضع كل الإمكانات الوطنية في خدمة جهود الإغاثة وتخفيف المعاناة في غزة بالتوازي مع الحفاظ على سياسة التحدث سياسيا ورسميا مع المؤسسات الشرعية .
الملك عبدالله الثاني وفي لقاء مساء الأربعاء مع وفد من مساعدي الكونجرس تحدث عن ضرورة إستثمار اللحظة والعودة إلى «عملية السلام» علما بانه الزعيم العربي الوحيد الذي تحدث علنا عن «مساءلة» إسرائيل جراء عدوانها الذي وصفه النسور ب»البربري».
لكن سياسة الإمتناع عن التحدث «رسميا» مع حركة حماس لا تبدو في الواقع «فعالة» لإن قادة حماس وعبر رافعتهم الحليفة في مؤسسات الأخوان المسلمين النقابية والحزبية في عمان وبقية المدن الأردنية «يتحدثون» بدورهم مع «الشعب الأردني» بدون قنوات رسمية .
حصل ذلك خلال الساعات القليلة الماضية عندما خاطب مشير المصري مسيرة في أحد أحياء عمان عبر حلقة إلكترونية مباشرة وحصل نفس الشيء مع خالد مشعل عندما خاطب خيمة تضامنية في مدينة إربد شمالي البلاد وحصل في النقابات المهنية وفي العديد من المناسبات.