آخر الأخبار
ticker مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي (RI²): مؤشر سام يسيء لسمعة الجامعات الأردنية ticker تقنية المعلومات في عمّان الأهلية تفوز بالمركزين الأول والثاني في مسابقة (CTF) ticker بالصور .. رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء ticker علاء حبش بطلاً لفئة الماستر في الجولة الثانية من بطولة الأردن للكارتينغ ticker صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يطلق برامج دعم جديدة ticker فريق "إمكان الإسكان" يشارك في جني محاصيل "مزرعة الدار" بالتعاون مع دار أبو عبدالله ticker عمان الأهلية تختتم برنامج تورينج الصيفي لعام 2025 بمشاركة طلبة من جامعة برادفورد البريطانية ticker وفد من جامعة ويست السويدية يزور عمان الأهلية لتعزيز التعاون الأكاديمي ضمن برنامج إيراسموس+ ticker تسفير 3670 عاملا مخالفا حتى نهاية أيار ticker حماس ترد على تصريح نتنياهو الأخير ticker وفد قطري يصل إلى البيت الأبيض لبحث "اتفاق غزة" ticker الدفاع المدني السوري يكشف آخر تطورات حرائق اللاذقية ticker إعلام عبري: ترامب ضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة ticker صبرة ينضم للوحدات قادما من الحسين إربد ticker ماكرون: يجب حماية أوروبا من "الاعتماد المفرط" على أميركا والصين ticker العطيات: أراضي مشاريع إسكان المعلمين موزعة في مناطق تتمتع بالخدمات الأساسية ticker طفلان من غزة يستكملان علاجهما في المستشفيات الأردنية ticker عضو بلجنة الكشف على مبنى إربد: طوابق اضيفت على اخرى قائمة منذ 40 عاما ticker إعلان نتائج الفرز الأولي لوظيفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية ticker الأردن وسوريا يبحثان القضايا المائية المشتركة

خالد مشعل والأردن … نعومة في وجه الخشونة

{title}
هوا الأردن -

بسام البدارين يلمس الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل تلك المنطقة التي يعرفها ورفاقه جيدا في موقف بعض عناصر الطبقة الرسمية الأردنية السلبي جدا منه ومن حركة حماس عندما يعلن وللأردنيين عبر حلقة تلفزيونية بأن دولتهم هي «أثرى» الدول وأكثرها كرما في إغاثة الشعب الفلسطيني في غزة.

ذلك صحيح إلى حد بعيد وملموس فالأردنيون تقاسموا في حملات التبرع لقطاع غزة رغيف الخبز ودولتهم «الطفرانة» والكحيانة نظمت عشرات القوافل والأردنيات في قرى بادية شمال الأردن تبرعن بما تبقى لديهن من قطع ذهبية وحملات التبرع بالدم في كل مكان.

لا يناور مشعل في مثل هذا الموقف فهو «أردني سابقا» تم إبعاده عن بلاده مباشرة بعد وقت قصير من إعلانه الفضل للملك الراحل حسين بن طلال عندما انقذ حياته في حادثة شهيرة خطط خلالها الموساد لإغتيال الرجل وفي وضح النهار ووسط عمان.

مشعل سياسيا محب للأردن ومصر على عدم إفتعال اي مشكلة من أي نوع معه او داخله رغم جماهيرية حركة حماس وسط الشرفاء والبسطاء ومعروف بتعليقاته الدبلوماسية والناعمة جدا عندما يتعلق الأمر بالأردن الرسمي حتى عند بروز حالات إستفزاز وحتى عندما يتبين أن الحكومة الأردنية مصرة على الإسترسال في عدم التحدث مع ممثلي «نصف الشعب الفلسطيني» والإكتفاء بالنصف الذي ترك البندقية وأوغل بالفساد ، الأمر الذي يحرجني أنا كمواطن أردني.

كلمات مشعل ورفاقه بحق الأردن كانت دوما «دافئة وعاطفية» لكن نخبة من أركان القرار وخصوصا في الحلقات الضيقة لا تريد الإصغاء لإيقاع الدفء وتسهر وتحرص على وضع القيادة السياسية للبلاد في إتجاه خيار إستراتيجي واحد ويتيم بخصوص حركة حماس والمقاومة يضع الأردن دوما في كفة واحدة ويحرم المملكة الأردنية الهاشمية من هوامش مناورة مصلحية وسياسية متعددة.

إصرار بعض الآذان في حلقات الإدارة الأردنية العليا على صم الآذان والمجازفة في عملية «تحريض» خشنة ومقلقة داخل دوائر القرار لا يفيد الأردن بشيء ولا مصالحه السياسية بل يمكنه إذا لم تتصد له القيادة أن يؤدي إلى السحب من رصيد النظام وحرمان المملكة من عوائد مهمة سياسيا على الصعيد الإقليمي والسياسي والأمني.

المصرون على إغلاق أبواب عمان في وجه ممثلي المقاومة والجزء المقاوم من الشعب الفلسطيني لا يقفون فقط عند محطة المجازفة بتلك العوائد والمصالح بل يتمسكون بخطاب بائس وسقيم مرسوم على أجنداتهم الشخصية التي بدأت تثير الشكوك خصوصا وانها تعبث بإيقاعات أو تنتج إيقاعات عابثة بدون مبرر أو مسوغ.

بين هؤلاء للأسف الشديد مسؤولون كبار ومستشارون يفترض أنهم مؤتمنون يصرون على «شيطنة» الأخوان المسلمين في الساحة وحلفائها في حركة حماس ويثيرون القلاقل في هذا الإتجاه ويفلتون من العقاب في الواقع والمراجعة ويواصلون مهمتهم في التحريض على مكون أساسي في المجتمع كان له طوال عقود دورمحوري في الإستقرار الأهلي والأمن الإجتماعي.

لماذا يفعل هؤلاء ذلك ؟… لا أعرف بصورة محددة لكن المقلق أكثر السؤال التالي : لماذا يسمح لهم دوما بفعل ذلك؟
بدأت بعض الأوساط تشعر بأن الحملة المسمومة على الأخوان المسلمين والخيار العبثي إستراتيجيا في إقفال الباب أمام المقاومة سواء اكانت إسلامية او حتى علمانية تعكس نكهة انقسامية وميلا للإساءة للوحدة الوطنية تختفي وراء إجتهادات غير منطقية.

لو كنت صاحب قرار ـ لا سمح الله ـ في الأردن لاعتبرت التواصل الدائم مع رموز ومؤسسات المقاومة الفلسطينية مسألة مركزية في مصالح بلادي لا تقل أهمية بحال من الأحوال عن التعاون الدائم مع إسرائيل وغيرها فمن حق الأردن أن يشعر بتعددية خياراته الإستراتيجية.

ومن حق مؤيدي حماس والمقاومة في الشعب الفلسطيني أن يشعروا بأن الأردن الرسمي «يحترم» تضحياتهم الجسيمة خصوصا وان دماء الشهداء الفلسطينيين هي الرد الأمثل والأسرع على فرية «الوطن البديل».

قيل لنا عشرات المرات بان عبقرية الأداء الأردني تكمن في قدرة عمان على التحدث مع جميع الأطراف في اي وقت … لماذا حركات المقاومة الفلسطينية هي الاستثناء الوحيد في هذه العبقرية ولمصلحة من يحرص مسؤولون كبارعلى حرمان القيادة والشعب خلف الستارة من تعددية التواصل والخيارات خصوصا وان «التواصل» مع المقاومة الفلسطينية قد يكون الخطوة اليتيمة فعلا في حال وجود مشروع حقيقي للتصدي «للتوطين».

لا تريد حركة حماس وقيادتها وجودا دائما في الساحة الأردنية ولا مقرات ولا إستقبالات على سجادة حمراء ولامرافقين ولامواكب..فقط المطلوب قدر من الإحترام لتضحيات الشهداء وللدفاع الاستراتيجي»المسلح» عن الدولة الأردنية في عمق معادلة العدو الإسرائيلي.

نتحدث عن تواصل طبيعي في بلد تخاطبت وتواصلت حكومته مع كل أصناف التجار من معارضي النظام السوري ومع العديد من مجموعات التشدد الأصولية ومع مجاهدي خلق وثوار أرتيريا وغيرهم وكان الإسلاميون الفلسطينيون هم الإستثناء الوحيد.

قد نختلف سياسيا كأردنيين مع المقاومة لكن ليس عليها بكل تأكيد وقد نتعارض مع خالد مشعل ورفاقه لكنهم في النهاية مقاومون فلسطينيون يدافعون عن كرامة الأمة ويتصدون بدلا عنا كأردنيين لمشروعات الوطن البديل وواجبنا الأخلاقي إن كنا لا نريد التواصل معهم على الأقل ان نتوقف عن إيذائهم أو المساس بهم وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك للأسف لأن بعض الشخصيات النافذة في مواقع القرار لها رأي أو أجندة شخصية.

تابعوا هوا الأردن على