التحقيق مع أنصار من "داعش" و"النصرة" في الأردن
يواصل مدعي عام أمن الدولة، التحقيق مع عشرات الموقوفين، من منتسبي التيار السلفي (الجهادي)، في إطار تهمة الترويج لتنظيمات إرهابية، غير مشروعة، وفق قانون منع الإرهاب.
وبينت مصادر مطلعة، أن الأجهزة الأمنية، اعتقلت العشرات من التيار السلفي في السلط، الرصيفة، الزرقاء وإربد، بسبب "تأييدهم لدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، إضافة إلى اعتقال عدد آخر، ممن "يؤيدون تنظيم جبهة النصرة على صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وكان أنصار لـ"داعش" نظموا قبل شهور مسيرة في مدينة معان، وهم يحملون رايات "داعش" السوداء، كما ردد مناصرو هذا التنظيم هتافات خاصة بالتنظيم، وحملوا راياته، عقب صلاة عيد الفطر الماضي، في مدينة الزرقاء، والتي تعتبر معقلا للتيار السلفي "الجهادي".
وفي الوقت، الذي تتحدث فيه مصادر من التيار عن اعتقال الأجهزة الأمنية، لما يزيد على 75 شخصا من التيار، أكد وكيل الدفاع عن التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات، أن عدد المعتقلين يصل إلى 60 شخصا، وأن 80 % منهم، هم من مؤيدي "داعش"، و20 % من مؤيدي النصرة، لافتا إلى أن هذه الاعتقالات "جاءت كإجراءات احترازية لما يجري في الإقليم".
وأضاف أن التحقيق، الذي يجري مع المتهمين، هو في إطار المادة الثالثة، من قانون منع الإرهاب، والمتعلقة باستخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لتنظيمات إرهابية.
وتنص المادة الثالثة من قانون منع الإرهاب على أن من ضمن الأعمال الإرهابية المحظورة في القانون "استخدام نظام المعلومات أو الشبكة المعلوماتية، أو أي وسيلة نشر أو إعلام، أو إنشاء موقع إلكتروني، لتسهيل القيام بأعمال إرهابية، أو دعم لجماعة أو تنظيم أو جمعية تقوم بأعمال إرهابية، أو الترويج لأفكارها، أو تمويلها أو القيام بأي عمل من شأنه تعريض الأردنيين، أو ممتلكاتهم، لخطر أعمال عدائية أو انتقامية تقع عليهم".
وقالت مصادر مطلعة إن المدعي العام لمحكمة أمن الدولة العقيد القاضي العسكري فواز العتوم بصدد إحالة عدد من المتهمين، في أكثر من قضية، للمحكمة، في إطار تلك التهمة، التي تصل عقوبتها، في حال ثبوتها، إلى الأشغال الشاقة المؤقتة 15 عاما.
وينقسم التيار السلفي "الجهادي" في الأردن، بين مؤيدين لتنظيم جبهة نصرة أهل الشام، وبين مؤيدي تنظيم دولة الخلافة "داعش"، بعد أن وصلت الخلافات بين الطرفين، حد قيام عدد من أنصار "داعش" بالاعتداء على عدد من منظري التيار المؤيدين للنصرة.
ويرى مراقبون أن أنصار "داعش" في التيار السلفي هم من فئة الشباب، أو غير المتعلمين، وهم أصلا من مدرسة أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان يتزعم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، قبل مقتله على يد القوات الأميركية في العراق العام 2006.
بينما ينتمي أنصار جبهة النصرة لمدرسة أبو محمد المقدسي، وأتباعها، هم من فئة المتعلمين والمنظرين.