شباب الحسين.. رائد اللعبة استحق اللقب!
عاد شباب الحسين ليتسنم قمة المجد عندما ظفر بلقب الدوري الممتاز للكرة الطائرة، بعدما انهى مسيرته في الدور الحاسم دون أي خسارة في انتظار تتويجه رسمياً يوم الاثنين القادم عقب المواجهة التي ستجمعه مع وصيفه وادي موسى في المباراة الاستعراضية المقررة في صالة قصر الرياضة بمدينة الحسين للشباب.
ومع انتهاء فعاليات هذه البطولة يكون اتحاد الكرة الطائرة مطالب بوضع تقييم حقيقي لما انجلت عنها سواء من النواحي الفنية او التنظيمية أو التحكيمية والتي نجزم انها حملت العديد من التساؤلات التي يطول الحديث فيها، لكنها في المجمل لم تؤثر وبشكل كبير على مشهد المنافسة، فاللقب ذهب لمن يستحق، ذلك لأن شباب الحسين قدم العروض الاقوى والتي اكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنه احد الاعمدة الاساسية للعبة والذي يحافظ على ديمومتها ورفعتها، إذ يكفي الاشارة هنا الى الكم الهائل من اللاعبين الذين انجبهم النادي لتفيض به صفوفه حتى باتوا عناصر مهمة في الفرق الاخرى ويتقدمها فريق وادي موسى.
الحضور الفني في بطولة الدوري كان وما يزال يسجل تدنياً فنياً واضحاً في كل عام دون أن ترتقي المنافسة الى المستوى المثير الذي كانت تضطلع به في سنوات الفورة والتألق، وهذا مرده تراجع الاهتمام بها من قبل الاندية التي تحتضنها، فالجميع يعلم أن رأس المال يعتبر العصب الرئيسي الذي يتكئ عليه النشاط الرياضي أي كان هذا النشاط، اما كرة الطائرة الاردنية فهي تفتقر الى هذا العامل المهم، في حين أن جميع المتابعين يعلمون جيداً ما تشكله هذه اللعبة من اهمية بالنسبة لنادي شباب الحسين البطل والذي يعتبرها واجهته الرياضية الاساسية بعد انحسار حضور فريقه الكروي في الاعوام الماضية.
فريق وادي موسى ضرب مثالاً حياً على اهمية الدعم في تطوير منظومة اللعبة، فهو كان قد نجح في استقطاب شركة راعية والتي بدورها نجحت في استقطاب عدد لا بأس به من اللاعبين المميزين الذين خاضوا منافسات الموسم وكانوا قريبين جداً من الفوز باللقب لولا تفوق النجوم التي كان يضمها شباب الحسين وخبرتهم الكبيرة التي ساهمت في طي عناد وادي موسى ليكتفي الاخير بلقب الوصيف هذا الموسم.
بدوره انحسر حضور الكرمل التنافسي وهو الذي حمل لقب الدوري في الموسمين الماضيين، لعدة اسباب ابرزها خروج بعض الاسماء من قائمة الفريق والتي كان يعول عليها الكثير، الى جانب عدم تجديد دماء الفريق بالعناصر القادرة على المنافسة، علماً بأنه خسر المواجهات الاقوى التي خاضها بشق الانفس حيث تسببت بعض التفاصيل الصغيرة في ابتعاده عن المنافسة الحقيقية على اللقب.
وبطول الحديث في المستوى المتواضع الذي قدمه الوحدات فالجميع يعلم أنه شكل مع شباب الحسين وعبر سنوات طويلة القطبين المتنازعين على الالقاب المحلية، لكنه هذا الموسم كشف عن مستوى هزيل، عكس تواضع الاهتمام الاداري به، الى جانب اتضاح الفجوة التي تفصل ما بين عناصره الواعدة وتلك المخضرمة كحال النجم المعروف محمد ابوكويك الذي حالت اصابته دون مشاركة فريقه على الشكل الامثل في الدور الحاسم، ليمنى الوحدات بخسائر لم تكن متوقعة كان اكثرها احراجا تلك التي تلقاها من وادي موسى في الجولة الاخيرة بنتيجة (1-3).
البقعة الذي كان يعتبر الحصان الاسود لبطولة الدوري بدا حملاً وديعاً وهو يتلقى الخسارة تلو الاخرى من كافة الفرق، وهذا مرده غياب كوكبة الاسماء اللامعة التي يضمها بعد قرار ادارة النادي ايقافهم عن اللعب فكان من المنطقي خروج الفريق خالي الوفاض من هذه المسابقة مكتفياً بالاستقرار في المركز الاخير برصيد نقطة واحدة.
الحضور التحكيمي في الدور الحاسم اثار التساؤلات في بعض الاحيان والانطباعات الايجابية في احيان اخرى، إذ بدا واضحاً وجود تفاوت في مستوى الحكام، ومن هنا فإن على الاتحاد دراسة واقع الحكام على الشكل الامثل وايجاد الحلول الناجعة التي تكفل تضييق الفجوة ما بينهم وصولاً الى مستوى تحكيمي متطور يسهم في تخفيف حدة الاعتراضات التي تشهدها بعض المباريات المهمة في بعض الاحيان، مع الاشارة الى أن ما سبق ذكره لا يشكك في نزاهة الحكام الذين يكن لهم كافة اركان اللعبة الاحترام والتقدير.
وبات الاتحاد مطالبا بتوفير الاجواء الملائمة لاقامة مباريات الدوري وكذلك البطولات الاخرى سواء كأس الاردن او دوري اندية الدرجة الاولى والشباب والناشئين، ونقصد بالاجواء الملائمة أن يتم التنسيق مع مسؤولي الصالات لتوفير التكييف المناسب، إذ عادة لا يتم تشغيل المكيفات لتخفيف حدة الحرارة في بعض الصالات، حيث تقام المباريات في اجواء غير صحية، حتى أن المتفرج يضيق ذرعاً خلال متابعته للمباريات فكيف باللاعبين الذين يخوضونها وهم يلهثون بسبب الحرارة المرتفعة.
يبقى أن نشير الى أن الاعلاميين الذين يتابعون مباريات كرة الطائرة الاردنية عادة ما يواجهون صعوبة في توفير اماكن مريحة تكفل له التغطية على الشكل الامثل، إذ يقع على مسؤولية الاتحاد الى جانب توفير الشباك والمعدات الخاصة باقامة المباريات توفير مكان ملائمة لجلوس الصحفيين في مختلف الصالات، فمن غير المنطقي ان يهدر الصحفي ما يقرب من النصف ساعة لتوفير مقعد وطاولة للجلوس في مكان ملائم لمتابعة المباريات.