آخر الأخبار
ticker خلال لقائه رواد أعمال .. العيسوي: رؤى وتطلعات الملك تسير بالأردن نحو مستقبل أفضل ticker العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في عمان ticker القائم بأعمال الملحقية الثقافية السعودية يزور جامعة عمان الأهلية ticker النائب خميس عطية يقترح إعادة النظر بمعدلات فوائد البنوك ticker فريق فني أردني لتقييم الشبكة الكهربائية السورية ticker المومني: الأردن قادر على توظيف الدور التركي في سوريا ticker تفاهم بين الوطني للأمن السيبراني والأوراق المالية ticker بالأسماء .. شواغر ومدعوون لإجراء المقابلة الشخصية ticker قوات الأمن السورية تسيطر على معبر نصيب بعد أعمال شغب ticker رصد نجم من سماء الأردن يتوقع انفجاره قريباً ticker المركزي يطرح أول إصدار في 2025 من سندات الخزينة بـ150 مليون دينار ticker الظهراوي للمسؤولين: أولادكم يدرسون في هولندا وأولادنا في أبو علندا ticker مفوضية اللاجئين بالأردن: لا ندفع اموالا للراغبين بالعودة إلى سوريا ticker البنك الأهلي الأردني يُطلق برنامج "مكافآت أهلي ahliRewards" مع استرداد نقدي ومزايا عديدة ticker العرموطي يفجر صرخة في وجه الحكومة: 4 ملايين فقير بالأردن ticker فريحات: إلغاء التحديث الاقتصادي أو استقالة الحكومة ticker خلاف في شرفات النواب .. والأمن يتدخل ticker التربية ترجح إعلان نتائج "تكميلية التوجيهي" مطلع شباط ticker النواصرة يطالب برد مشروع قانون الموازنة 2025 ticker بعد الاشتباك معه .. مقتل مطلوب خطير في الطفيلة

ابو قتادة والمقدسي : تحديدا بالاردن ماذا نفعل الان

{title}
هوا الأردن -

بسام البدارين -  الزيارة التي قام بها الشيخ أبو محمد المقدسي لزميله المنظر السلفي الشيخ محمد أبو قتادة بقصد التهنئة بمغادرته للسجن لها ما يبررها «جهاديا» وسياسيا خصوصا وان الرجلين الأبرز تأثيرا في بوصلة الجهاديين السلفيين في الأردن يتشاركان أيضا في الإنتماء والإقامة للمنطقة نفسها وهي مدينة الزرقاء.


أبو قتاده أقام رواقا على الطريقة الإسلامية لإستقبال المهنئين بسلامته بعد عدة أشهر قضاها في السجن إثر تسليمه من قبل الحكومة البريطانية.


في الرواق جلس إلى جانبه الشيخ المقدسي وتبادل المرجعان السلفيان حديثا خاصا لم يسمعه المجاورون بالرغم من إختلاف الرأي بينهما فيما يخص تقييم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا «داعش» و»جبهة النصرة» وأخيرا التحالف الدولي الجديد.


عشية التحضيرات الأولى للتحالف الدولي الجديد ضد «داعش» وصف الشيخ أبو قتادة من داخل السجن تنظيم «داعش» بأنه «فقاعة هواء» في إشارة على موقف جهادي تنظيري يشكك أصلا في خلفيات تأسيس «داعش».


الموقف الأخير لأبي قتادة لم يعجب الشيخ المقدسي وإعتبره في تعليق أمام «القدس العربي» مبالغا فيه وطلب إيصال رأيه للرجل داخل سجنه.


اللافت للنظر أن القضاء العسكري الأردني أظهر ميلا تكتيكيا كبيرا للمرونة والسياسة عندما قرأ الخارطة والأولويات الوطنية ودفع بإتجاه إعلان براءة أبي قتادة الذي لم ينقل عنه أي رأي في مسارات الأمور ومواقفه الشخصية بعد قرار الإفراج عنه وتمكنه لأول مرة من الإقامة وسط عائلته.


أغلب التقدير أن «الهمسات» التي تبادلها الشيخ المقدسي لها علاقة بسعي الأول لترطيب الأجواء مع الثاني وإشراكه في محاولته المتجددة لإجراء وتنظيم «مصالحة» بين «داعش» و»جبهة النصرة» في سوريا ومقربون من المقدسي يشيرون إلى انه تقدم بـ»نصائح» شرعية وسياسية لأنصار «داعش» و»النصرة» عبر رده على إستفسارات جمهور السلفيين وبعدما إتخذ موقفا معارضا وبقوة للتحالف العسكري الذي سماه الرجل بـ«الصليبي».


لا يمكن في اللحظة الراهنة تحديد موقف أبي قتادة من المصالحة المقترحة لكن الأخير يفضل الإستراحة القليلة كما نقل أقرباء له عنه وإن كان لم يظهر اي مرونة في تقييمه الشخصي ل «داعش» بالرغم من التحالف العسكري ضدها حيث يصر على فكرته بأن «داعش» خاصمت مبكرا بقية التيارات الجهادية بحيث إستفاد أعداء الإسلام من ذلك وإرتكبت العديد من المخالفات الجهادية.


أبو قتادة يشكك بنوايا وخلفيات «داعش» نفسها ويتحدث عن مستفيدين ويعتقد أنها تعرضت للتضخيم وخالفت منهج الجماعة ويقف بصورة مباشرة وخشنة مع جبهة النصرة ويتحفظ بقوة على الإعدامات غير الشرعية وتصوير قطع الرؤوس ويصفها بأنها «مدخلة على الجهاد والإسلام».


فوق ذلك ينحاز أبو قتادة للآليات التي يقترحها الدكتور أيمن الظواهري في الحد من المخالفات المقلقة ميدانيا لأنصار تنظيم «داعش» ويناصر علنا «جبهة النصرة» ويعبر عن إعتقاده بأن الخليفة المفترض «أبو بكر البغدادي» لا يسيطر فعلا على التنظيم.


مشكلة المقدسي مع «داعش» تبدو مختلفة نسبيا وقوامها حسب مقربين جدا منه تصرفات «السفهاء» التي يمكنها ان تقلد تصرفات العلماء بطريقة تؤذي الإسلام والمسلمين وبدون مراجعات شرعية إضافة لمدخلات موازية فردية توحي بحداثة عهد بعض المسؤولين بالإسلام والشريعة وتسقط الإعتبارات المتعلقة بالقضاء الشرعي كما تعارف عليه أهل العقد والعزم والعلم في الجماعة.


المتعاطفون مع «داعش» في الأردن يخاصمون الشيخ المقدسي وبعضهم يتهمه بـ»الليونة» بسبب كلفة السجن الطويل في عمان وبعضهم الأخر سعى لتنظيم محكمة شرعية له.


لكن المقدسي رغم ذلك أوقف ملاحظاته الشرعية والسياسية على «داعش» عندما اعلن التحالف وقال بوضوح بأنه ضد الصليبيين ومع المجاهدين في كل مكان وتقدم في موقفه الأخير بنصائح مباشرة لـ»الدواعش» بالإفراج عن الرهائن الأبرياء والإندفاع فورا إلى مصالحة النصرة والعمل على توحيد فصائل الجهاد.


سياسيا يعرف المقدسي أن توحيد «المجاهدين» هدف صعب المنال في الظرف الحالي لكن عدم حصول مصالحة حقيقية مع جبهة النصرة التي يساندها سيبقى بمثابة «مخرج طوارىء» يمكن أن يخدم المقدسي وأبي قتادة وغيرهم لاحقا كحجة على تنظيم الدولة الإسلامية.


المهم أن التهامس بين الشيخين في باحة منزل أبي قتادة في مدينة الزرقاء مساء الأربعاء وبعد خروج الثاني من السجن قد يمهد لمزيد من المشاورات بينهما خصوصا وان الجمهور السلفي المحلي ينظر لهما بتقدير بالغ ويترقب كلمة موحدة منهما.


القضايا المطروحة على طاولة المقدسي وابي قتادة معقدة وكبيرة بعد إنتهاء مراسم التهامس والمصافحة الأولى وتتجاوز طبيعة وتفصيلات الخلاف مع «داعش» والموقف المرحلي من الحملة العسكرية الحالية عليها وتطال الملف الأكثر أهمية وأولوية برأي كثير من المراقبين وهو السؤال التالي: تحديدا في الأردن…. ماذا نفعل الآن؟.


تابعوا هوا الأردن على