آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة القطيشات ticker الجيل الخامس يعيد تشكيل مفهوم الترفيه في الأردن ticker مشاركة متميزة لطلبة عمان الأهلية ببرنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي ticker الأردن يرحب بقرار الأمم المتحدة بعدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية ticker الحكومة تتقبَّل التَّهاني في "رئاسة الوزراء" الجمعة ticker الجمعية العامة تعتمد قرارا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ticker 5 سيدات يتسلمن حقائب وزارية في الحكومة الجديدة ticker تشكيل اللجان الوزارية .. والمومني ناطقاً رسمياً باسم الحكومة ticker زين وريد بُل تعلنان انطلاق بطولة "ريد بُل كار بارك درِفت 2024" في الأردن ticker كابيتال بنك يرسي معايير جديدة في التمويل الأخضر .. مشروع قرية أيلة مارينا نموذجاً ticker افتتاح مبنى قصر العدل في جرش ticker انتهاء أعمال التنقيب في موقع تل العصارة الأثري ticker هاريس: لا يجب إعادة احتلال غزة ticker بالأسماء .. هؤلاء مرشحين للدخول في الحكومة الجديدة ticker سيدات يُعدن تعريف النجاح ويصبحن مصدر إلهام لمجتمعاتهن ticker كابيتال بنك يتعاون مع شركة وصل للتوعية والتثقيف لدعم برنامج "شبّك وبادر" ticker 8600 متدرب ومتدربة التحقوا بالتدريب المهني ticker الخدمات الطبية تشهر تقنية الخلايا التائية لعلاج سرطان الدم الحاد ticker الحنيطي يزور قيادة لواء الحرس الملكي الآلي الأول ticker المقاصد يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف

ابو قتادة والمقدسي : تحديدا بالاردن ماذا نفعل الان

{title}
هوا الأردن -

بسام البدارين -  الزيارة التي قام بها الشيخ أبو محمد المقدسي لزميله المنظر السلفي الشيخ محمد أبو قتادة بقصد التهنئة بمغادرته للسجن لها ما يبررها «جهاديا» وسياسيا خصوصا وان الرجلين الأبرز تأثيرا في بوصلة الجهاديين السلفيين في الأردن يتشاركان أيضا في الإنتماء والإقامة للمنطقة نفسها وهي مدينة الزرقاء.


أبو قتاده أقام رواقا على الطريقة الإسلامية لإستقبال المهنئين بسلامته بعد عدة أشهر قضاها في السجن إثر تسليمه من قبل الحكومة البريطانية.


في الرواق جلس إلى جانبه الشيخ المقدسي وتبادل المرجعان السلفيان حديثا خاصا لم يسمعه المجاورون بالرغم من إختلاف الرأي بينهما فيما يخص تقييم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا «داعش» و»جبهة النصرة» وأخيرا التحالف الدولي الجديد.


عشية التحضيرات الأولى للتحالف الدولي الجديد ضد «داعش» وصف الشيخ أبو قتادة من داخل السجن تنظيم «داعش» بأنه «فقاعة هواء» في إشارة على موقف جهادي تنظيري يشكك أصلا في خلفيات تأسيس «داعش».


الموقف الأخير لأبي قتادة لم يعجب الشيخ المقدسي وإعتبره في تعليق أمام «القدس العربي» مبالغا فيه وطلب إيصال رأيه للرجل داخل سجنه.


اللافت للنظر أن القضاء العسكري الأردني أظهر ميلا تكتيكيا كبيرا للمرونة والسياسة عندما قرأ الخارطة والأولويات الوطنية ودفع بإتجاه إعلان براءة أبي قتادة الذي لم ينقل عنه أي رأي في مسارات الأمور ومواقفه الشخصية بعد قرار الإفراج عنه وتمكنه لأول مرة من الإقامة وسط عائلته.


أغلب التقدير أن «الهمسات» التي تبادلها الشيخ المقدسي لها علاقة بسعي الأول لترطيب الأجواء مع الثاني وإشراكه في محاولته المتجددة لإجراء وتنظيم «مصالحة» بين «داعش» و»جبهة النصرة» في سوريا ومقربون من المقدسي يشيرون إلى انه تقدم بـ»نصائح» شرعية وسياسية لأنصار «داعش» و»النصرة» عبر رده على إستفسارات جمهور السلفيين وبعدما إتخذ موقفا معارضا وبقوة للتحالف العسكري الذي سماه الرجل بـ«الصليبي».


لا يمكن في اللحظة الراهنة تحديد موقف أبي قتادة من المصالحة المقترحة لكن الأخير يفضل الإستراحة القليلة كما نقل أقرباء له عنه وإن كان لم يظهر اي مرونة في تقييمه الشخصي ل «داعش» بالرغم من التحالف العسكري ضدها حيث يصر على فكرته بأن «داعش» خاصمت مبكرا بقية التيارات الجهادية بحيث إستفاد أعداء الإسلام من ذلك وإرتكبت العديد من المخالفات الجهادية.


أبو قتادة يشكك بنوايا وخلفيات «داعش» نفسها ويتحدث عن مستفيدين ويعتقد أنها تعرضت للتضخيم وخالفت منهج الجماعة ويقف بصورة مباشرة وخشنة مع جبهة النصرة ويتحفظ بقوة على الإعدامات غير الشرعية وتصوير قطع الرؤوس ويصفها بأنها «مدخلة على الجهاد والإسلام».


فوق ذلك ينحاز أبو قتادة للآليات التي يقترحها الدكتور أيمن الظواهري في الحد من المخالفات المقلقة ميدانيا لأنصار تنظيم «داعش» ويناصر علنا «جبهة النصرة» ويعبر عن إعتقاده بأن الخليفة المفترض «أبو بكر البغدادي» لا يسيطر فعلا على التنظيم.


مشكلة المقدسي مع «داعش» تبدو مختلفة نسبيا وقوامها حسب مقربين جدا منه تصرفات «السفهاء» التي يمكنها ان تقلد تصرفات العلماء بطريقة تؤذي الإسلام والمسلمين وبدون مراجعات شرعية إضافة لمدخلات موازية فردية توحي بحداثة عهد بعض المسؤولين بالإسلام والشريعة وتسقط الإعتبارات المتعلقة بالقضاء الشرعي كما تعارف عليه أهل العقد والعزم والعلم في الجماعة.


المتعاطفون مع «داعش» في الأردن يخاصمون الشيخ المقدسي وبعضهم يتهمه بـ»الليونة» بسبب كلفة السجن الطويل في عمان وبعضهم الأخر سعى لتنظيم محكمة شرعية له.


لكن المقدسي رغم ذلك أوقف ملاحظاته الشرعية والسياسية على «داعش» عندما اعلن التحالف وقال بوضوح بأنه ضد الصليبيين ومع المجاهدين في كل مكان وتقدم في موقفه الأخير بنصائح مباشرة لـ»الدواعش» بالإفراج عن الرهائن الأبرياء والإندفاع فورا إلى مصالحة النصرة والعمل على توحيد فصائل الجهاد.


سياسيا يعرف المقدسي أن توحيد «المجاهدين» هدف صعب المنال في الظرف الحالي لكن عدم حصول مصالحة حقيقية مع جبهة النصرة التي يساندها سيبقى بمثابة «مخرج طوارىء» يمكن أن يخدم المقدسي وأبي قتادة وغيرهم لاحقا كحجة على تنظيم الدولة الإسلامية.


المهم أن التهامس بين الشيخين في باحة منزل أبي قتادة في مدينة الزرقاء مساء الأربعاء وبعد خروج الثاني من السجن قد يمهد لمزيد من المشاورات بينهما خصوصا وان الجمهور السلفي المحلي ينظر لهما بتقدير بالغ ويترقب كلمة موحدة منهما.


القضايا المطروحة على طاولة المقدسي وابي قتادة معقدة وكبيرة بعد إنتهاء مراسم التهامس والمصافحة الأولى وتتجاوز طبيعة وتفصيلات الخلاف مع «داعش» والموقف المرحلي من الحملة العسكرية الحالية عليها وتطال الملف الأكثر أهمية وأولوية برأي كثير من المراقبين وهو السؤال التالي: تحديدا في الأردن…. ماذا نفعل الآن؟.


تابعوا هوا الأردن على