من هي الشخصية التي حذرت مرسي من اختيار السيسي وزيرا للدفاع
حينما قام الرئيس مرسي بعزل المشير طنطاوي والفريق سامي عنان من منصبيهما كان عبد الفتاح السيسي شخصا مجهولا لغالبية الشعب المصري, ولم يكن معروفا سوي للدوائر المحيطة التي ارتبطت بمد جسور التواصل مع المجلس العسكري بعد نجاح الثورة في خلع الطاغية مبار ك, وكان الإخوان وقتها يتعاملون مع المجلس بصفته مجلسا يدير البلاد مؤقتا حتى تجري الانتخابات وتنتهي عسكرة مصر لأول مرة وتبدأ تاريخا من الرئاسة المدنية المدفوعة بالثورة العارمة, وكان المجلس العسكري يتعامل مع الإخوان علي أنهم هم القادمون لا محالة بعد الثورة, وكان البحث كله يجري في كيفية امتصاص تلك الضربة الإخوانية؛ وعدم تمكينهم من الحكم حتى لو وصلوا إليه..!
وكان السيسي واحدا من واحد وعشرين كرسيا للعرش يحكمون مصر طوال فترة حكم المجلس العسكري, وهي الفترة الملتهبة التي أديرت باحتراف مخابراتي للوصول إلي هدف واحد هو تحويل غالبية الشعب المصري لناقم علي الثورة وكاره لها.. وهو ما نجحوا فيه جزئيا..!
مرسي رئيسا والسيسي وزيرا:
بعد أن أطاح مرسي بطنطاوي وعنان في ضربة قوية زلزلت مفاصل المجلس العسكري خوفا من حل المجلس الذي كان ما يزال قائما بكامل تشكيله, إلا أنه سرعان ما عادت مفاصل المجلس للهدوء والسكينة بعد اختيار أبرز أصفياء طنطاوي حتي قيل عنه أنه تلميذه المقرب.. عبد الفتاح السيسي وأقسم اليمين أمام الرئيس مرسي بانحناءته المعهودة..!
تحذير صلاح أبو إسماعيل للرئيس مرسى:
كان أبو إسماعيل يمثل للمجلس العسكري علي الدوام تلك الشوكة في ظهورهم التي يصعب اقتلاعها, وخاصة مع تزايد أنصار الشيخ حازم في الشارع المصري, وكان لقراره الجريء بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي مفعول السحر في تزايد أنصاره لأضعاف مضاعفة, لمعرفة الناس أن من بداخل مدينة الإنتاج الإعلامي تلك مجرمون لا علاقة لهم بالإعلام, وكان أبو اسماعيل سندا قويا لمرسي, وربما من أخلص الرجال الذين اقتربوا منه, وقد قام بتحذير الرئيس مرسي من مغبة اختيار السيسي في ذلك المنصب بالغ الخطورة بعد نجاحه في إبعاد طنطاوي وعنان, وقال أبو اسماعيل لمرسي محذرا إياه: لا تأمن لأحد من رجال مبارك وخاصة من كان في منصب المخابرات, فهم يتعاملون مباشرة مع الرئاسة والجهات الخارجية بحكم عملهم, والابتعاد عن اختيار وزير دفاع منهم يكون أفضل بكثير, والأحسن أن يكون وزير الدفاع لا علاقة له بالمخابرات من قريب أو من بعيد, ونصحه بأن القادة الميدانيين بالجيش أفضل في هذا المنصب.
لكن الرئيس مرسي كان مطمئنا لاختياره علي خلفية علاقات الإخوان السابقة بالمجلس العسكرى, والتي كانت تدور كما قلنا في المقدمة في فلك من يعلم أن السلطة ذاهبة إليه, فكانوا يعاملون قيادات الإخوان بحب واحترام وتعاطف شديد جعلت الشعور بخيانة أحدهم مستبعدة.. لاسيما ذلك الرجل ذا السمت المتدين الذي يحافظ علي الصلاة والصيام كما قال مرسي لأبو إسماعيل.. حتي جاءت الطعنة الغادرة..!