والدة سيرين تخرج عن صمتها "لا والله ما شبعت منها"
لم تكن تدري والدة سيرين شاور، أن ذلك الوداع، الذي كانت مدينة الخليل الفلسطينية، شاهدا عليه، سيكون الأخير لابنتها، التي رحلت قبل نحو أسبوع في حادثة أوجعت الشارع الأردني بأكمله، حين توفيت هي وابنها عز الدين العويوي جراء ما يشتبه بأنه تسمم غذائي، نتيجة تناول العائلة وجبة في أحد فنادق البحر الميت.
ولا تتوقف عيون الأم عن ذرف الدموع، والتنهد بحسرة مسموعة، تأتي بين الفينة والأخرى، خصوصا وأن الخمسين يوما التي قضتها سيرين في كنفها خلال زيارتها لها قادمة من السعودية، وانتهت قبل عيد الأضحى بيوم، كانت أياما مفعمة بالفرح والسعادة.
"لا والله ما شبعت منها"، تقول والدة سيرين في بيت عزاء عائلتي العويوي وشاور في عمّان، مضيفة أن هذه الإجازة الأخيرة، وصفتها المرحومة سيرين لوالدتها بأنها من أجمل الإجازات التي قضتها وستكررها في الربيع المقبل، الذي لن يأتي بالنسبة لسيرين التي فجعت بولدها عز الدين (3 أعوام)، الذي سبقها بأيام.
"لازم ناخد حقنا"، عبارة تكررها والدة سيرين، وهي تضرب بيدها حسرة على قدمها أكثر من مرة، محملة مسؤولية وفاة ابنتها وطفلها عز الدين لما أسمته "تقصير إدارة الفندق" الذي كانت سيرين وزوجها نزلاء فيه، بالإضافة إلى المركز الصحي في الشونة الجنوبية، حيث تم تحويل سيرين وعائلتها إليه بعد إصابتهم بالتسمم.
من جهته، قال والد سيرين بصوت تملؤه نبرات الغضب بعد سماعه والدة علاء العويوي وهي تتحدث عن أصحاب النفوس الضعيفة، الذين بدأوا "يهمسون بتوجيه أصابع الاتهام إلى علاء": "في ناس عندهم نفسية مريضة.. بس تشوف بيت سعيد.. بتضلها تستنى حتى يتدمر"، وذلك في إشارة للسعادة التي كانت ضيفا ملازما لبيت ابنته سيرين وزوجها، معلقا على وضع علاء النفسي: "إنسان يأتي بطيارة من السعودية بأربع تذاكر وبرجع بوحدة بتلخص نفسية علاء".
ويتحدث عما أسماه قلب الأب، حيث أوضح أن قلبه "لم يكن مرتاحا في الفترة القليلة التي سبقت وفاة ابنته وحفيده"، لافتا إلى أنه كان ينوي أن يأتي إلى عمّان لوداع ابنته قبل عودتها إلى السعودية.
ويستنكر والد سيرين ما أسماه "الاستهتار" من قبل "فندق"، أكثر من مرة وهو يتحدث عنه، كما يستنكر أيضا غياب أي استثمار صحي واحد في منطقة البحر الميت.
ولم يجزم والد سيرين بعد قراره حول شكل القضية التي سيرفعها على من يراهم متسببين بوفاة ابنته وحفيده، وما إذا كانت موازية للقضية التي رفعها ذوو علاء العويوي أم أنها ستكون منفصلة.
"المصاب أليم"، هكذا وصفت والدة علاء العويوي ما حدث ، موضحة أن بيت ولدها "انخرب" خصوصا وأن فاجعة وفاة زوجته لم تكن بالحسبان.
وبينت أن الألم كان فوق طاقة وقدرة ولدها، معربة عن خوفها على حياته التي بناها منذ حوالي أربعة أعوام، وفقدها في لمح البصر.
ونوهت والدة علاء إلى أن ما تداولته بعض وسائل الاعلام عن تفاصيل حادثة وفاة حفيدها وسيرين، "ليست دقيقة"، مبينة أن علاء وعائلته وفي أثناء وجودهم في الفندق، وتحديدا في البركة، طلبوا وجبات غداء، وليس فطورا للعائلة، وأن كلا من سيرين وولدها عز الدين استكملا وجباتهما فيما لم يكمل علاء وجبته، وأبقى النصف، وقام بتغليفه بعد أن بدأ يشعر بأن حالته الصحية ليست جيدة، وطلب من زوجته العودة إلى غرفتهم في الفندق.
وبعد عودتهم إلى غرفتهم ومعهم النصف الباقي من وجبة علاء، أوقع عز الدين الوجبة على الأرض، الأمر الذي منع علاء من استكمالها.
"علاء اللي بحرق القلب" تقول والدته، معربة عن استهجانها مما يشاع من أقاويل تفند صحة معلومات الحادثة من جهة، وتحمل ابنها المسؤولية من جهة أخرى.