نائب الملك يرعى احتفال الأوقاف بذكرى الهجرة النبوية الشريفة
مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى اليوم الخميس سمو الامير علي بن نايف في قاعة الاجتماعات الكبرى بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الاحتفال الديني الكبير الذي اقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي تصادف يوم السبت القادم.
والقى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود كلمة اكد فيها اهمية الدروس والعبر التي تضمنتها هذه الذكرى العطرة مؤكدا ان التفاف الامة حول دينها هو سر قوتها واساس عزيمتها ونهضتها مشيرا الى قوله تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
واضاف: ان الاردن بقيادته الهاشمية يؤكد دوما اعتزازه بهويته العربية والاسلامية ومن هنا جعل الدفاع عن صورة الاسلام منهجا وهدفا ساميا في الوقت الذي يتعرض فيه ديننا الحنيف لموجة من التزييف والتحريف تريد ان تخرجه عن صورته النقية الصافية وتجعل منه دينا للقتل والتخريب والتدمير وقطع الرؤوس وجز الاعناق مع انه دين الرحمة والانسانية مشيرا الى قوله تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).
وزاد: اذا كانت الهجرة النبوية دفاعا عن الدين وتضحية من اجله؛ فإن ما يقوم به الاردن اليوم من بيان صورة الاسلام النقية الصافية والدفاع عنه هو هجرة الى الله وجهاد في سبيله لافتا الى قوله صلى الله عليه وسلم (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)، مشيرا الى انه جهاد مبارك من خلال بيان ثوابت هذا الدين وقيمه العظمى كما بينتها رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء واسبوع الوئام بين الاديان والرسالة التي اعدت للرد على افكار هذه الجماعات المتطرفة ووقع عليها مئات من كبار العلماء الاجلاء.
واوضح: ونحن نستذكر الهجرة ودروسها وعبرها لا يغيب عنا المسجد الاقصى الذي يرزح تحت احتلال ظالم غاشم يريد النيل منه ومن هويته الاسلامية متحديا كل الاعراف الانسانية والدولية والشرائع السماوية مستغلا حالة الضعف والتفكك التي تعيشها الامة مؤكدا حرص قيادتنا الهاشمية على التصدي لهذه الهجمة الصهيونية الشرسة وليبقى الصوت والجهد الاردني حاضرا بقوة للضغط على الحكومة الاسرائيلية للتوقف عن هذه الممارسات المشينة.
وقال الرئيس السابق لجامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور عبد الناصر ابو البصل ان الأمة اليوم والقلب يعتصر ألما تستقبل هلال المحرم للعام الجديد ألف واربعمائة وستة وثلاثين، والفتن تعصف بها ذات اليمين وذات الشمال ونتحدث عن الربح وقد خسرنا رأس المال كما نتحدث عن الوحدة والفرقة تقتلنا وتبدد جهودنا ونتحدث عن الاسلام وقد اختطفت معانيه وبدلت مبانيه وحرفت مفاهيمه وغيرت خصائصه ومقاصده من الرحمة الى القسوة ومن الامن الى الارهاب ومن الدعوة الى الخوف والرهاب منه.
واضاف انه واذا كانت كتب السنة والسيرة تذكر بان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقف بالمرصاد لدعوات المنافقين وغيرهم من اعداء الامة لزرع الفرقة وإثارة النعرات فالواجب اليوم علينا جميعا الوقوف ضد هذه الدعوات المشبوهة المعاصرة من اية جهة كانت، اضافة الى الوقوف ضد اختراق حاجزنا الامني الثقافي الذي بني وظل متماسكا بعد الهجرة.
واشار الى ان العالم يسجل الان اكبر نسب التهجير القسري والنزوح لابناء الامة العربية والاسلامية، مؤكدا ان الاردن وبحكمة قيادتنا الهاشمية كان ولا يزال منذ نشأته الاولى ملاذا آمنا لكل المهاجرين إليه بدينهم وانفسهم واموالهم واعراضهم على اختلاف مذاهبهم واحزابهم وتياراتهم ومعتقداتهم الدينية.
وعرض فيلم وثائقي عن الهجرة النبوية الشريفة انتجته وزارة الاوقاف وتضمن مراحل الهجرة ومفاصلها الرئيسية والمعاني والقيم السامية التي اسسها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على مكونات العدالة والمساواة والمؤاخاة واحترام انسانية الانسان أيا كان معتقده.
وحضر الاحتفال قاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية والمفتي العام للمملكة وهيئة القضاء الشرعي وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين وسفراء الدول العربية والاسلامية.