توسيع دور "سي آي إيه" في تدريب المقاتلين السوريين
تدرس ادارة اوباما خططاً لتوسيع دور وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" في تسليح مقاتلي المعارضة السورية وتدريبهم بهدف تسريع الدعم الاميركي للفصائل المعتدلة فيما يستعد البنتاغون لفتح معسكرات تدريب خاصة به ، كما اكد مسؤولون اميركيون.
قال مسؤولون أميركيون ان خطط إدارة باراك أوباما لدعم المعارضة السورية ستؤدي الى توسيع عملية سرية تنامت بدرجة كبيرة خلال العام الماضي مشيرين الى ان "سي آي إيه" تدرب الآن نحو 400 مقاتل سوري في الشهر بعد التأكد من سيرتهم. ومن المتوقع ان يدرب البنتاغون اعدادا مماثلة حين يكتمل برنامجه اواخر العام المقبل.
وكان توسيع برنامج السي آي إيه مطروحاً على جدول الأعمال حين اجتمع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض الاسبوع الماضي. وقالت مصادر في البيت الأبيض ان هذه الخطط هي لإناطة دور اكبر بالوكالة تعكس قلق الادارة من التأخر المتوقع في تنفيذ برنامج البنتاغون لتعزيز الفصائل المعتدلة التي لم ترتق قدراتها حتى الآن الى مستوى قدرات الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول اميركي رفيع طلب عدم كشف اسمه القول "اننا بحاجة الى قدر أكبر من السرعة في مساعدة المعتدلين وان الوكالة تعتبر السبيل الأفضل لتسريع العملية".
وقال مراقبون ان قدرة وكالة المخابرات المركزية على تصعيد عمليتها في سوريا خلال العام الماضي أعطت المسؤولين ثقة بامكانية إعداد فرق اميركية لتجنيد أعداد أكبر من المقاتلين بعد تدقيق سيرتهم دون تعريض افراد هذه الفرق الى مخاطر أمنية بينها اندساس عناصر جهادية.
توسيع معسكرات التدريب
وبدأ برنامج وكالة المخابرات المركزية لتدريب المقاتلين السوريين في اوائل العام الماضي بعد ان اصدر الرئيس اوباما توجيهاً مصنفاً يفوض الوكالة الشروع في تسليح فصائل معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد وتدريب مقاتليها. وكان البرنامج يدار من معسكرات سرية في دول مجاورة لسوريا ولكنه توسع الى فتح معسكرات تدريب في دول أخرى ليست مجاورة.
وكان المقاتلون يُجندون من فصائل المعارضة المسلحة في سوريا ومن مخيمات اللاجئين. وتساعد في التدريب استخبارات دول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة ، بما في ذلك تدقيق سيرة المجندين واصولهم لاستبعاد من لهم ارتباطات بجماعات جهادية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين ان الوكالة تجمع معلومات بيومترية عن المقاتلين الذين يُرشحون للمشاركة في برنامج التدريب ، بما في ذلك أخذ عينات من الحمض النووي وتصوير قزحية العين وغير ذلك من بصمات تحديد الهوية. ولكن التسليح كان حتى الآن خفيفاً في الغالب رغم ان حركة "حزم" كانت من بين مجموعة مختارة سُلحت بصواريخ تاو الاميركية المضادة للدبابات.
5000 مقاتل سنويًا
وتعمل وكالة المخابرات المركزية بوتيرة تمكنها من تدريب نحو 5000 مقاتل سنوياً وهو الرقم نفسه تقريباً الذي قال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية انهم يهدفون الى تحقيقه في اطار برنامج البنتاغون.
وكان وزير الدفاع تشاك هيغل أكد في افادة امام الكونغرس قبل ايام انجاز التحضيرات لبرنامج التدريب الذي اعده البنتاغون منوها بموافقة دول حليفة في المنطقة على استضافة معسكرات تدريب في اراضيها.
ولكن هيغل اشار الى ان عملية التجنيد والتحقق من سيرة المجندين لن تبدأ إلا بعد موافقة الكونغرس على تمويلها مضيفاً ان 8 الى 12 شهرا ستمر قبل ان تبدأ العملية "إحداث فارق على الأرض".
وقال محللون ان تسريع برنامج التدريب الذي تنفذه وكالة المخابرات المركزية من شأنه ان يعوض عن هذا التأخير. كما انه يمكن ان يعالج اختلال التوازن في استراتيجية اوباما التي تتضمن ارسال آلاف العسكريين الاميركيين الى العراق لمساعدة جيشه دون وجود قوة مماثلة على الأرض للعمل معها في سوريا.
وقال مسؤولون اميركيون ان التأكد من سيرة المجندين السوريين لتدريبهم في معسكرات وكالة المخابرات المركزية سيركز على اختيار المقاتلين المستعدين والمدفوعين لقتال داعش ولكنهم يعترفون بأن متابعة هؤلاء المقاتلين قد تكون صعبة حين يغادرون معسكرات الوكالة والبنتاغون بعد انتهاء تدريبهم فيها.
تدخّل تركي على الخط
من جهة ثانية ذكرت صحيفة حرييت ديلي نيوز اليوم السبت ان تركيا والولايات المتحدة وضعتا اللمسات الاخيرة على اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب حوالى الفي مقاتل للمعارضة السورية المعتدلة في وجه النظام السوري.
وقالت الصحيفة التركية التي تصدر بالانكليزية نقلا عن مصادر لم تحددها ان تدريب قوات الجيش السوري الحر سيبدأ "في نهاية كانون الاول/ديسمبر" في مركز تدريب الدرك في كيرشهر (وسط) التي تبعد حوالى 150 كلم جنوب شرق العاصمة انقرة.
واضافت الصحيفة ان عسكريين اتراكا واميركيين سيقومون بتدريب هؤلاء المقاتلين لكن معداتهم ونفقات التدريب ستتم تغطيتها بالكامل من قبل الولايات المتحدة.
وانهى القادة العسكريون للبلدين التفاصيل الاخيرة لهذه الخطة خلال لقاء عقد هذا الاسبوع في مقر قيادة القوات المسلّحة التركية.