البحث الجنائي يحذر من " المخدرات الرقمية "
قال مدير إدارة البحث الجنائي العميد حسين العبادي، الأحد إن الإدارة من خلال وحدة الجرائم الالكترونية تقوم بالتوعية وتحذير المواطنين تجاه المخدرات الرقمية، عن طريق البرامج الوطنية والمحاضرات.
وأضاف العبادي أن عملية التوعية والتحذير تتم عن طريق إعداد برامج وطنية والقاء محاضرات في الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس، من قبل افراد ادارة البحث الجنائي للحث على عدم دخول مواقع مشبوهة تؤدي الى التعرض لمحتويات غير لائقة ولا تتناسب مع عقيدتنا ومبادئنا الاخلاقية .
وقال الناطق الاعلامي في ادارة مكافحة المخدرات انس طنطاوي إن الادارة رصدت موضوع المخدرات الرقمية وانها لم تبلغ عن اي حالة من اي جهة عامة او خاصة ولم يرد الينا اي بلاغ او تقرير من مركز الجامعة العربية للدراسات التابع لجامعة الدول العربية , والذي يقوم بتزويدنا باي دراسة او تقرير عن اي نوع جديد من المخدرات .
وأشار إلى اللقاءات التي يتم عقدها مع مؤسسات المجتمع المدني والتعاون مع وسائل الاعلام المحلية لزيادة التوعية بهذا الخطر الذي يهدد شبابنا وابناءنا ، منوها بدور اذاعة الامن العام " امن اف ام " والجهود المتكاتفة التي تؤديها ادارة الامن العام لمواجهة اي ظاهرة قد تهدد امن المجتمع . استاذ علم النفس في جامعة اليرموك الدكتور ناصر العلي يشير الى ان الإدمان السلوكي عادةً لا تكون له أعراض جسدية ظاهرة، على الرغم من أنه يتصف بفقدان للسيطرة والتحكم ، مثل حالات الإدمان المرتبطة بالمواد المخدرة أو المشروبات الكحولية , مبينا ان السلوك الانساني يتاثر بالتعديل الفوري وان الادمان يقوى في الشخص الى حد يحاول بعده التخلص من الادمان ليجد ان السلوك يقاوم الرغبة في التخلص من الادمان وهذا هو سبب التطور في الادمان خصوصا في حالات الاستخدام المتكرر للانترنت .
خبراء نفسيون حللوا هذه الظاهرة بانها تمتد بصمت وداخل غرف مغلقة , واحيانا على بعد امتار من الاهل بالنظر الى اسعارها البسيطة والتافهة امام المخدرات التقليدية الا انه من الممكن ان تكون قاتلة بصورة أسرع من التقليدية , نظرا لاستهدافها الدماغ ما قد يشكل حالة نفسية قد تدفع لارتكاب جرائم او الاقبال على الانتحار , فبعضها يدفع الى الاسترخاء ويولد حالة مثيرة سرعان ما تزول وتولد هيجانا عصبيا ونفسيا كبيرا.
الخبير في التجارة الالكترونية خلدون العيسى يقول ان خطورة هذا الموضوع بات تحديا جديدا وكبيرا امام الحكومات والقوانين لاتساع افاق السوق الذي تنتشر فيه وصعوبة تقييده وضبطه اي السوق الالكتروني , حيث يبدأ المروجون بنشر ملفات بشكل مجاني على مواقع معينة ليقع ضحية استماعها الكثير من الضحايا ما يسهم في اشعال نار الادمان لديهم على استماعها , حيث يصبح الشخص مدمنا عليها لدرجة مواصلته البحث عنها وحتى دفع اثمان عالية للحصول عليها .
وأضاف أن أسعار هذه الملفات متذبذب بين الانخفاض لزيادة المقبلين عليها والارتفاع لمن تعلق بها ، وهنا تبدأ المكاسب للمروجين ما يدفعهم الى تطوير اساليبهم لبلوغ اكبر عدد من المدمنين الذين يدفعون المال للحصول عليها ، مشيرا الى ان هذه الملفات باتت تحمل اسماء لانواع مخدرات تقليدية مثل (الماريغوانا والكوكائين) وحتى اقوى انواعها وهو الهروين حيث اسهمت التكنولوجيا بسرعة انتشارها والتعرف عليها , ويمكن ان يقوم الكثير من المروجين بالباسها حلة تفيد بانها علاج لمن يعاني من اضطرابات نفسية او من يبحث عن الهروب من واقعه بدل اللجوء الى اساليب اخرى اكثر امانا وحفظا للعقل والجسم .
ويقول العيسى انه من خلال التجارة الالكترونية يقوم بشراء الكتب وتحميل البرمجيات , وصادفه الكثير من الملفات التي تبدأ بتشجيع الشخص على استماعها ثم استماع ما هو اقوى منها مفعولا، ولعل الاستماع لاول مرة كفيل بجعلك مدمنا عليها مشيرا الى ان المروج لديه موقع متخصص في هذا المجال مربوط بحساب في احد البنوك الالكترونية المنتشرة عبر العالم فيقوم المتعاطي بشراء المنتج وتحويل المبالغ المالية الى حساب المروج وبهذه الطريقة تكون التجارة الالكترونية هي من اكثر الوسائل التي ساهمت في انتشار هذا النوع من المخدرات داعيا المعنيين الى الانتباه وتوعية المواطنين بمخاطر المخدرات الرقمية .