كيف قُتل الزرقاوي بدم بارد
تطرقت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية للطريقة التي قتل من خلالها قائد الدولة الإسلامية في العراق "أبو مصعب الزرقاوي" عام 2006.
وكشفت الصحيفة أن الزرقاوي ضُرب حتى الموت في سيارة إسعاف، بعد نجاته من غارة جوية على بيت آمن كان يجلس فيه.
وقال مراسل الصحيفة في واشنطن توبي هارندن إن مقتل الزرقاوي في حزيران/ يونيو عام 2006، والذي كان واحدا من أهم المطلوبين لأميركا اعتبر ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة، والذي نشأ منه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ"داعش".
وتشير الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قد زعمت في البداية أن الزرقاوي قتل بعد رمي قنبلتين على مكان آمن كان يختبئ فيه الزرقاوي في مدينة بعقوبة شمال العاصمة بغداد، وقتل معه خمسة أشخاص آخرين منهم زوجته وطفله.
وفي رواية لاحقة قال البنتاغون إن الزرقاوي نجا من الغارة، ولكنه توفي بعد ساعة متأثرا بجراحه الخطيرة.
ويبين التقرير أن رواية جديدة ثالثة ظهرت الآن، نشرها الموقع الأمني "تقرير وضع العمليات العسكرية الخاصة " (سباشال أوبريشنز فورسيو سيتويشين ريبورت) – سوفريب، وتدعي الرواية الجديدة أن الزرقاوي قتل بدم بارد، حيث كان ممددا بسبب جراحه الخطيرة.
وكتب التقرير على ما يبدو أحد أعضاء فوج الجوالة الـ75، الذي عمل مع القوات الخاصة المعروفة باسم "دلتا فورس" لتحديد موقع البناية.
وجاء فيه "بيد تلبس القفازات، أمسك القائد رأس الزرقاوي وضربه بعنف بالجدار الداخلي لسيارة الإسعاف، مرة وبعد أخرى حتى مات زعيم الجماعة الإرهابية"، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن عضو فوج الجوالة، الذي كتب تحت اسم "اوتليندر" قوله: "لم يتم الاتصال عبر اللاسلكي لمركز العمليات في قاعدة بابل؛ لأنه كان من الأفضل طلب العفو بدلا من الإذن".
وتلفت الصحيفة إلى أن رواية "أوتليندر" تتفق مع رواية عراقي آخر قال إنه كان أول الواصلين لموقع الغارة. وقال الرجل واسمه محمد "عندما وصل الأميركيون، أخرجوه من سيارة الإسعاف وأخذوا يضربونه -الزرقاوي- بعنف على بطنه، ولفوا رأسه بثوبه (دشداشته)، وظلوا يركلونه على صدره وبطنه حتى مات، وخرج الدم من أنفه".
ويذكر التقرير أن الجنرال جورج كيسي، الذي كان يقود القوات الأميركية في العراق في ذلك الوقت، رفض هذه الرواية، وقال إنها محض "هراء".
وتفيد "صاندي تايمز" أن الموقع الذي كشف عن اسم الجندي الذي قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، روب أونيل، قام بنشر الرواية الجديدة على الموقع يوم الجمعة، ثم قام بنزع الإشارة لقتل الزرقاوي بدم بارد، مما أثار تساؤلات عدد من قراء الموقع. ورد براندون ويب، الذي عمل قناصة في فرقة العمليات الخاصة، ويدير الموقع، إن رواية أوتليندر صحيحة من ناحية المصدر والمؤلف.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الزرقاوي، الذي تلقى تدريبه في أفغانستان وجاء للعراق بعد الغزو الأميركي، قد بدأ حربا هناك، واعتبره شريط ،أعلن فيه تنظيم الدولة عن قتل الرهينة الأميركي عبدالرحمن كاسيج، أحد ملهمي التنظيم. وقال أوتليندر إن كاسيج عمل في فرقة الجوالة أثناء فترة خدمته في العراق.