اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
قطر - الدوحة - منصور هزايمة
يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لفئة ذوي الإعاقة التي تقدر بمليار من البشر أو يزيد ويرفع فيه شعاراً يلمس هماً أو شجناً يتصل بتنظيم حياتهم. هذا اليوم يجسد اهتماماً عالمياً بهذه الفئة من خلال التأكيد على حقوقها ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان هذه الحقوق كما يدعو إلى دمج أشخاص لديهم إعاقة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وتنفيذ المواثيق والتشريعات المحلية والدولية الخاصة بهم ويتم ذلك عبر المشاركة المتاحة للجميع وتنظيم المؤتمرات والندوات والمناقشات والاحتفاء بإسهاماتهم وإنجازاتهم وإبراز اهتماماتهم وتطلعاتهم.
يهدف هذا اليوم الى إذكاء الوعي العام بقضاياهم، كما يدعو إلى إظهار معوقات البرامج والسياسات التي تخص حقوقهم وتحمي كرامتهم، والتأكد من توفر المعلومات الطبية لهم وذويهم عن وضعهم الصحي وكذلك ضمان مشاركتهم في تنفيذ السياسات والبرامج المقدمة لهم، ودعم البحوث وجمع البيانات الخاصة بهم محليًّا وعالميًّا، ودعمهم في جميع المجالات مثل التعليم والتدريب والتوظيف. اما الفئات المستهدفة هذا اليوم فهي دعوة عامة لكل من يمكنه ان يقدم دعما واسنادا وهي كافة فئات المجتمع وذوو الاحتياجات الخاصة وذويهم ومنظمات المجتمع المدني وصناع القرار في العالم.
إن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد، بل هي موت الطموح وانطفاء شمعة الأمل، والاستسلام لحياة ملؤها المنغصات والالام فكم حولنا من معاقين بالرغم من جمال مظهرهم وقوة جسدهم وبروز عضلاتهم إلا أنهم يعانون من السذاجة وعمى البصيرة وقصور المنطق وعجز الفكر وجهل الغرور. في هذا اليوم نقول لكل من يعاني إعاقة او حتى أزمة تسلح بالإرادة التي تتحطم أمامها كل إعاقة، تسلح بالابتسامة وانزع عنك نظارة التشاؤم، كن شجاعا قويا في اتخاذ القرار، افتح الأبواب المغلقة وانظر إلى الأمام بروح متفائلة، تجاهل من يريد أن يحبط عزيمتك ويقلل من قيمتك ولتكن حكمتك "لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغيرة".
ورحم الله ابن عباس ترجمان القرآن الكريم رضي الله عنه اذ يقول: إن يأخذ الله من عيـني نورهمـا ففي لساني وسمعي منهما نـور قلبي ذكي وعقلي غير ذي عـوج وفي فمي صارم كالسيف مأثور وما أجمل بشار بن برد الشاعر المعروف حين يتحدى: وعيرني الأعداء والعيـب فيهـم فليس بعار أن يقال ضريـر إذا أبصر المـرء المروءة والتقـى فإن عمى العينين ليس يضـير رأيت العمى أجرًا وذخرًا وعصمةً وإني إلى تلك الثلاث فقـير ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي أصدر قراراً الى الولايات بعمل إحصاء للمعوقين، وخصَّص مُرافِقًا لكل كفيف، وخادمًا لكل مُقعَد لا يَقْوَى على القيام، أو أداء الصلاة واقفًا حيث لم يكن هناك حقوق انسان أو منظمة أمم متحدة تصدر الى الدول فرمان ليتحرك حس الإنسان. إن إبراز اليوم العالمي لذوي الإعاقة ليس شعارا نتجمل به ولا يقصد منه أن تملأ المساحات الفارغة في الاعلام بل هو التزام أخلاقي قانوني للتحقق من الإنجاز والعمل على إزالة الحواجز ودعوة لفتح الابواب أمام فئة صار بمقدورها أن تنافح عن حقها بنفسها ولا تحتاج لأحد كائناً من كان أن يتجمل بادعاء العطف والحنان أو يظن أنه يقدم فضلاً ومنة لفئة لها حقوق وعليها واجبات تضمنها كافة التشريعات سماوية كانت أم أرضية محلية أو عالمية.