استعدادات غربية متزايدة لحرب برية ضد داعش
يتزايد الحضور العسكري الغربي في العراق والمنطقة بالتدريج، بما يؤشر على استعداد العواصم الكبرى ودول التحالف على المرور إلى المرحلة الثانية من العمليات العسكرية في العراق وسوريا، في حربها ضد داعش، الانتقال إلى العمليات البرية، وفق ما أفادت صحيفة لوفيغارو الفرنسية على موقعها، الإثنين .
وأضافت الصحيفة، أن داعش نجح في التعامل مع الضربات الجوية باعتماد تكتيكات حرب المدن، وسط السكان المدنيين، وفي المقابل لم تنجح قوات البشمركة والقوات العراقية، في توجيه ضربات نوعية للتنظيم، ما يفرض التفكير في اللجوء إلى العمليات البرية لدعم الضربات الجوية .
تحول أمريكي غربي
وقالت الصحيفة إن رضوخ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي كان من أكبر المعارضين لإرسال قوات برية، لطلبات جنرالاته وقياداته العسكرية بالموافقة على إرسال 3 آلاف عسكري لتدريب القوات العسكرية العراقية والكردية، ولكن أيضاً لتحديد الأهداف على الأرض وتوجيه الغارات الجوية من الأرض، يعد بداية توجه استراتيجي جديد في الحرب الدولية في سوريا والعراق .
وأكدت الصحيفة أنه بعد واشنطن، بدأت لندن في التفكير في التراجع عن التزامها السابق بعدم خوض حرب برية، بعد إيفاد خبراء تدريب إلى منطقة إربيل في انتظار تحول بضع مئات آخرين في بداية 2015، إلى العراق .
وإلى جانب بريطانيا، ورغم أنها لا تشارك بشكل مباشر في الحرب، إلا أن ألمانيا تضاعف بدورها الجهود العسكرية المبذولة، في العراق وخاصة في كردستان بهدف تدريب القوات وتسليحهم .
قوات خاصة فرنسية
أما فرنسا، فإنها وعلى عكس الموقف الرسمي المعلن، فإنها تعمل على تطوير حضورها على الأرض، وذلك منذ أغسطس (آب)، عندما أوفدت بعض القوات الخاصة، لتدريب البشمركة، ولكن أيضاً لجمع المعلومات، وللتدريب على بعض الأسلحة المتطورة مثل الرشاشات بعيدة المدى، المزودة بذخيرة خاصة لاختراق المدرعات والآليات المحصنة التي يعتمدها داعش، بعد اعتماد جسر جوي سري تواصل نشاطه بضعة أشهر، حسب مصادر الصحيفة .
في انتظار الأوامر
ولكن باريس، تفكير جدياً وفق مصادر قريبة من وزارة الدفاع في الانتقال إلى الطور الموالي، وتعزيز حضورها الميداني عدديا ونوعياً، وتضيف لوفيغارو أن قوات خاصة فرنسية، تحولت إلى بغداد منذ فترة، لدراسة وتمهيد الشروط المناسبة لتطوير الحضور العسكري الفرنسي في العراق، انطلاقاً من المنطقة الخضراء، المربع الأمريكي الأمني السابق في العاصمة العراقية .
وأضافت الصحيفة أن بعض العناصر المنتمية للقوات الخاصة في سلاح الجو الفرنسي، انتقلت بعد إلى بغداد، وتتواصل مع السلطات العراقية والعسكريين الأمريكيين "لدراسة مهمة القوات الفرنسية على الأرض وطبيعة الوحدات العسكرية التي يجب نشرها، حال صدور الأوامر بذلك" .