أبو أصبع يعاين واقع البحث العلمي محلياً وعربياً
استعرض الدكتور صالح أبو أصبع، نائب رئيس جامعة فيلادلفيا للشؤون الإدارية والمالية، التجربة الأردنية في البحث العلمي، في ضوء الرؤية التي تنظر إلى أهمية بحوث الاتصال في المجتمع الأردني من حيث الإسهام في تنميته وتأثيراته في التنشئة الاجتماعية وتشكيل الرأي العام، مبيناً دور الحكومة الأردنية في تفعيل البحث العلمي، من خلال إنشاء عدة مؤسسات معنية بالبحث العلمي ومن بينها: المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وصندوق دعم البحث العلمي المنبثق عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة بعض المؤسسات الرسمية التي ترعى البحث العلمي وتحدد أولوياته.
وجاء ذلك خلال الورقة التي قدمها في الملتقى الأول للرابطة العربية لعلوم الاتصال، والذي أقيم تحت عنوان “نحو رؤية نقدية للتجربة البحثية في علوم الاتصال في العالم العربي” في الجامعة اللبنانية ببيروت.
وأشار أبو أصبع إلى ازدياد وعي الحكومات العربية بدعم البحث العلمي، مشيداً بالنمو الكبير في زيادة عدد الجامعات في الوطن العربي، والالتفات الرسمي لأهمية البحث العلمي بالنسبة لتقدم أي مجتمع، والإصدارات الدولية التي باتت تعمل على تقييم الدول وتصنيفها، موضحاً الاهتمام الجلي من المنظمات العربية المشتركة التي تعنى بالبحث العلمي بشكل مباشر مثل اتحاد مجالس البحث العلمي واتحاد الجامعات العربية والمجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي المنبثق عنه.
وأسند أبو أصبع أسباب القصور في البحث العلمي والتطور والنشر العلمي في الوطن العربي وخصوصاً في مجال الاتصال والإعلام إلى عدة أسباب أهمها: الافتقار إلى الأمانة العلمية لدى البعض والسرقات العلمية في بعض الأبحاث، وافتقار بعض الباحثين إلى إجادة إجراءات البحث العلمي، وافتقار بعض الباحثين إلى الإلمام بالإحصاء الضروري لإجراء البحوث التطبيقية وتوظيفه بطريقة مناسبة، واعتماد البحوث بهدف للترقية فقط مما يجعل الباحثين غير معنيين بالبحث العلمي إلا لهذا الهدف، ونقص اللغة الثانية لدى الباحثين وهي ضرورية للبحث العلمي مما يفقد الباحثين القدرة على مراجعة البحوث ذات الصلة ببحوثهم.
وفي ختام ورقته، أكد أبو أصبع على أن البحث العلمي في الأردن وباقي الدول العربية يحتاج زراعة بذور البحث العلمي في المجتمع وذلك بتعزيز فكرة البحث العلمي في المناهج الدراسية منذ المرحلة الابتدائية وتطويرها، وتعزيز الفكر الناقد وحرية التفكير في مختلف المراحل الدراسية في المدرسة والجامعة والدراسات العليا، والتدريب المناسب على استخدام المناهج العلمية وكتابة البحوث العلمية وتدريسها في مختلف المستويات، وتوفير حوافز مادية وأدبية لتشجيع البحث العلمي من خلال المسابقات والجوائز لأفضل البحوث، وتكليف مباشر لإنجاز البحوث المرتبطة بأولويات البحث الخاصة بالمجتمع وخصوصاً تلك التي حددها المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا فيما يختص بقطاع الثقافة والفنون والإعلام (2011-2020)، بالإضافة إلى هناك حاجة ماسة إلى التشبيك بين الباحثين لإجراء بحوث مشتركة لباحثين من عدة جامعات أردنية أو جامعات عربية، مما يوفر دراسة أوسع وأعمق لظواهر مجتمعية على مستوى محلي أو عربي.