ارتفاع مستوى التنسيق بين أجهزة الدولة يمرر العاصفة "هدى" بأقل الخسائر
فيما أكد مسؤولون حكوميون رضاهم عن قدرة الأجهزة الحكومية المختلفة على تجاوز الآثار السلبية للعاصفة الثلجية التي بدأ تأثيرها على المملكة منذ نهاية الأسبوع الماضي، لاحظ مراقبون أن العاصفة مرت بأقل خسائر ممكنة، فيما بدا لافتا ارتفاع كفاءة الأجهزة البلدية والرسمية المختلفة في التعامل مع تأثيرات المنخفض الحالي، مقارنة بعاصفة "إليكسا" نهاية العام 2013.
ورغم تسجيل انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي في غير منطقة ومكان في خلال هذه العاصفة الثلجية الشديدة، إلا أن الملاحظ أن التعامل مع هذه الانقطاعات كان سريعا نسبيا، وتم بكفاءة، وعبر تنسيق واضح من قبل الأجهزة المختلفة، ولم يدم أطول انقطاع أكثر من 12 ساعة، بخلاف ما جرى في العاصفة الثلجية السابقة "إليكسا"، حيث امتدت انقطاعات عديدة لعدة أيام.
جهود كبيرة بذلتها كوادر الدفاع المدني والأمن العام وقوات الدرك، إضافة الى إسناد كبير من قبل كوادر وآليات القوات المسلحة والجيش العربي، وبتنسيق لافت مع الأجهزة البلدية والتابعة لأمانة عمان، ومع شركات عديدة في القطاع الخاص، للتعامل مع أثار العاصفة الثلجية، حيث أثمر التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات في تقليل الأضرار الى درجات كبيرة، والحفاظ على استمرار تقديم الخدمات للمواطنين في كل المناطق، خاصة خدمات الصحة والإغاثة.
ويعيد مطلعون جزءا مهما من النجاح الرسمي في التعامل الكفؤ مع العاصفة الثلجية الحالية الى اعتماد الحكومة لمركز إدارة الأزمات، كمرجع ومنسق مركزي لإدارة الجهود الوطنية، الرسمية والأهلية، للتعامل مع الظروف الجوية الطارئة.
كذلك، أسهم تعطيل الدوائر الرسمية والخاصة مبكرا، حيث امتدت العطلة الرسمية من الأربعاء الماضي الى أمس السبت، في تقليل الخسائر والأضرار، تحديدا البشرية، كما أسهم في رفع كفاءة التعامل مع إغلاقات الشوارع والطرق، والسيطرة على الأرض، وإدامة الخدمات العامة.
الضرر الأكبر، والخلل الأوضح في التعامل مع هذه العاصفة جاء من عدم التزام العديد من المواطنين وسائقي المركبات، بتعليمات الأمن العام والحكومة بعدم الخروج من منازلهم الا للظروف الطارئة، تجنبا لإغلاق الطرق، والانقطاع في الشوارع، والتسبب بإعاقة جهود الأجهزة الرسمية في فتح الطرق، وتقديم الخدمات.
هذا الأمر، دفع وزارة الداخلية والأمن العام الى إصدار تعليمات مشددة بأن الأمن العام سيلجأ الى تحرير مخالفات بحق العديد من غير الملتزمين بالتعليمات، ممن أعاقوا جهود فتح الطرق.