نقص أسطوانات الغاز في المحافظات ينشئ سوقا سوداء

شهد العديد من محافظات المملكة نقصا في توفر أسطوانات الغاز المنزلي خلال العاصفة الثلجية، وهو ما أنشا سوقا سوداء لبيعها بأسعار مضاعفة، أو أجبر سكانا على اللجوء لاستخدام وسائل التدفئة البديلة من المحروقات أو الحطب.

لكن مسؤولين وأصحاب مستودعات لتوزيع الغاز نفوا حدوث نقص في اسطوانات الغاز، مرجعين ما حدث الى تهافت السكان على شراء هذه المادة قبل المنخفض الجوي وتخزينها بشكل يزيد على حاجتهم. 

وأكد سكان في لواء الرمثا في محافظة إربد أن أسطوانات الغاز المنزلي فقدت في كافة مناطق اللواء طوال اليومين الماضيين، مشيرين الى أنهم اضطروا الى الاعتماد على المحروقات الأخرى في التدفئة مثل الكاز ومادة الجفت والحطب.

وأشار محمد السلمان الى أنه قدم شكوى لغرفة الطوارئ في متصرفية الرمثا بعدم وجود اسطوانات غاز في الرمثا، إلا ان المشكلة ما تزال قائمة، مشيرا الى ان السكان واجهوا بردا قارسا في ظل فقدان الغاز.

وأكد السلمان انه وفي حال توفر كميات قليلة من اسطوانات الغاز فإنها تباع بأسعار مرتفعة في ظل ارتفاع الطلب عليها، داعيا الجهات المعنية الى ضرورة توفير مادة الغاز في هذه الظروف الجوية الباردة.

بدوره، قال متصرف لواء الرمثا بدر القاضي انه لا توجد مشكلة في توفر اسطوانات الغاز، مؤكدا أنه وان وجدت فهي حالات فردية يتم التعامل معها.

واكد ان غرفة العمليات تتابع أي شكوى من أي مواطن، مشيرا الى ان جميع المحروقات والمواد التموينية في اللواء متوفرة.

وعن نقص المحروقات في مدينة اربد، قال محافظ اربد حسن العساف انه ورد لغرفة العمليات شكاوى من مواطنين بعدم توفر مادة الغاز والكاز، حيث تمت مخاطبة الجهات المعنية وتم تأمين المحطات باحتياجاتها، مشيرا الى ان نقص المحروقات كان في محطتين فقط تم التعامل معهما.

وفي محافظة عجلون سجل عدد من الشكاوى المتعلقة بعدم توفر في اسطوانات الغاز المنزلي.

وقال أحمد أبو كرم إنه عانى كثيرا طيلة يومين حتى تمكن من استبدال اسطوانة الغاز، مؤكدا أنه اضطر إلى الذهاب من بلدته في عين البستان إلى أحد الموزعين في كفرنجة لاستبدال الاسطوانة.

وقالت أم زينة إنها اتصلت بأحد الموزعين للقدوم إلى المنزل لاستبدال اسطوانة الغاز لاستخدامها في المدفأة، إلا أنها تفاجأت بالرد بأن باستطاعتها القدوم للمستودع لاستبدالها.

وقال محافظ عجلون عبدالله آل خطاب إن الشكاوى التي وردت حول عدم توفر اسطوانات الغاز لم تكن بسبب نقصها، وإنما بسبب عدم تمكن الموزعين من التوزيع في بعض القرى والأحياء التي شهدت إغلاقات في الطرق بسبب الثلوج والانجماد، مؤكدا أن المحافظة زودت مسبقا بـ 6 آلاف اسطوانة غاز وبما يفوق 3 أضعاف احتياجاتها.

وفي محافظة الكرك شهدت غالبية المناطق نقصا في اسطوانات الغاز المنزلي والكاز، وخصوصا في الايام الاولى للعاصفة، وفقا للعديد من السكان واصحاب محال بيع الغاز.

وأشار مدير صناعة وتجارة الكرك جمال الصعوب ان كميات كبيرة من الغاز المنزلي موجودة في مختلف مناطق المحافظة، ولا يوجد أي نقص على الإطلاق، لافتا الى ان كافة احتياجات السكان من الغاز والمشتقات النفطية الاخرى والخبز كانت متوفرة خلال العاصفة. 

غير ان العديد من السكان اكدوا ان اغلب محال بيع الغاز بالمحافظة خلت من اسطوانات الغاز، وخصوصا في بلدات لواء المزار الجنوبي، مؤكدين قيامهم بالتجوال على عدة مستودعات لبيع الغاز عبثا، للحصول على أسطوانة.

وأكد أحد اصحاب محال بيع الغاز شاكر البقاعين ان كميات كبيرة من اسطوانات الغاز نفدت مبكرا قبل الأحوال الجوية، بسبب تهافت السكان على شرائها، مشيرا الى ان تزويد المحطات يتم بنظام الدور من قبل المزودين.
وأكدت ربة المنزل آمنة العضايلة وتقطن ببلدة مؤتة انها تجولت على اكثر من محل لبيع اسطوانات الغاز دون جدوى، في الوقت الذي ازدادت فيه برودة الطقس وحلول وقت امتحانات الثانوية العامة حيث يحتاج كل طالب الى وسيلة تدفئة خاصة به.

وفي الطفيلة لم يشعر المواطنون بنقص في اسطوانات الغاز طيلة أيام العاصفة الثلجية، والذين تزودوا باحتياجاتهم منها قبيل وصول العاصفة، فيما توفرت كميات كافية في مراكز التوزيع الرئيسية، بيد أن إغلاقات الطرق بين الحين والآخر لم تمكن العديد منهم من الوصول إلى تلك المراكز. 

ويشير أحمد الشباطات إلى أنه استعان برجال الدفاع المدني للوصول إلى مركز توزيع الغاز المنزلي، للتزود بحاجته، خاصة في ظل انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. 

وأشار إلى أن شاحنات توزيع الغاز عجزت عن الوصول إلى المنازل نتيجة أوضاع الطرق التي ظلت مغلقة طيلة فترة تساقط الثلوج وما رافق ذلك من حالة انجماد. 

وفي محافظة البلقاء ظلت المحافظة تعاني من نقص في توفر أسطوانات الغاز المنزلي في مدينة السلط والمناطق المجاورة لها حتى يوم أمس، حيث اشتكى العديد من السكان في مختلف المناطق باختفاء سيارات توزيع الغاز مما دفع الكثير من المواطنين من التوجه مباشرة إلى مستودعات الغاز الموجود خارج المدينة حيث تفاجأوا أيضا أن هذه المستودعات لا يوجد بها غاز.

 وأشار محمد عربيات إلى أن معاناتهم كبيرة بسبب هذه المشكلة، مستغربين توقيتها والذي جاء مع بداية منخفض جوي شديد البرودة، يتطلب توفير التدفئة بشكل مستمر وأكثر من المعتاد.

ودفع فقدان هذه المادة الحيوية السكان الى البحث عنها بمختلف السبل للحصول عليها ما أدى الى نشوء سوق سوداء للغاز في المحافظة حيث وصل سعر أسطوانة الغاز الى 15 دينارا.

 وطالب محمد خريسات الجهات الرقابية بتكثيف حملاتها على مستودعات الغاز وسيارات التوزيع، من أجل إيصال هذه المادة المهمة إلى مختلف المناطق في المدينة وعدم بيعها فقط في مناطق قريبة أو في وسط المدينة، من أجل أن يوفروا في كلفة التشغيل واستهلاك الوقود لتلك السيارات.

وفي معان أبدى سكان في مدينة البترا استياءهم من عدم وصول أسطوانات الغاز الى بعض مناطقهم منذ ليلة أول من أمس، مشيرين الى أنهم يخضعون الى مزاجية أصحاب هذه الوكالات في التعاطي مع هذا الموضوع.

وأكدوا ان بعض الأسر لجأت نتيجة نقص الغاز الى التدفئة على الحطب، وفق مدالله الحمادين.

وأشار أحد أصحاب وكالات الغاز في تلك المنطقة طلب عدم نشر اسمه الى أن الظروف الجوية في بعض مناطق اللواء أدت الى تأخير في وصول الغاز بسبب تضاريس المنطقة الجبلية الصعبة.

وفي محافظة المفرق أجمع سكان في عدة مناطق بالمحافظة على عدم وجود مشكلة في توفر أسطوانات الغاز طيلة العاصفة.