بوتين في مصر لتوسيع نفوذ روسيا
يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين زيارة تستمر يومين لمصر في مسعى لتوسيع نفوذ بلاده في أكبر بلد عربي في وقت ما تزال فيه العلاقات بين القاهرة وواشنطن فاترة.
وستكون هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها بوتين للقاهرة منذ عشر سنوات وخصوصا منذ الثورة المصرية التي اسقطت في (2011) الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي كان بوتين التقاه في اخر زيارة قام بها الى مصر في العام (2005).
ويبدو بوتين احد الداعمين البارزين خارج العالم العربي لنظام الرئيس عبد الفتاج السيسي الذي يواجه انتقادات حادة من واشنطن بسبب حملته الدامية على المعارضين منذ اطاحته، حينما كان قائدا للجيش، الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز (يوليو) (2013). واسفرت هذه الحملة عن مقتل مئات من انصار مرسي وتوقيف الالاف.
ويقول الخبراء ان بوتين، الذي سيحضر حفلا موسيقيا في دار الاوبرا في قلب القاهرة مساء الاثنين، يريد ان يثبت بهذه الزيارة كذلك انه ليس معزولا دوليا على الرغم من الازمة الاوكرانية.
وبحسب المسؤولين فان زيارة بوتين، التي تتضمن مباحثات مع السيسي ومسؤولين مصريين اخرين، تهدف الى تقوية العلاقات المتنامية بين البلدين.
وقال الكرملين ان السيسي وبوتين "سيوليان اهتماما خاصا لتعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين".
ويتوقع ان يناقش السيسي وبوتين كذلك الاوضاع في العراق وليبيا وسوريا والنزاع العربي-الاسرائيلي.
ومن المقرر ان يتم توقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين واتفاقا بين وكالة الانباء الروسية روسيا سيغونديا وصحيفة الاهرام الحكومية التي نشرت الاحد تقريرا على صفحة كاملة بعنوان "بوتين بطل من هذا الزمان".
واستقبلت روسيا الرئيس الاسلامي محمد مرسي خلال السنة التي امضاها في السلطة على الرغم من تصنيفها الاخوان المسلمين "مجموعة ارهابية" منذ العام (2003).
وزار السيسي روسيا بعد اطاحة مرسي حينما كان وزيرا للدفاع وفي وقت شهدت فيه العلاقات المصرية-الاميركية تدهورا واضحا ثم قام بزيارة ثانية لموسكو في اب (اغسطس) 2014 بعد انتخابه رئيسا.
ومنذ الزيارة الاولي، بحث الرجلان بيع اسلحة روسية الى مصر التي تواجه موجة غير مسبوقة من الاعتداءات تستهدف الجيش والشرطة وخصوصا في شمال سيناء وهي منطقة باتت معقلا للجهاديين من انصار تنظيم الدولة الاسلامية.
واستقبلت القاهرة كذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة.
واكدت وسائل الاعلام الروسية انذاك ان الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها (3) مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات من بينها مقاتلات ميغ-(29) ومروحيات هجومية.
وتقول انا بورتشيفسكايا وهي خبيرة في الشؤون الروسية في معهد سياسات الشرق الادني بواشنطن: "بوتين يواصل الاستفادة من غموض وتناقض السياسات الغربية تجاه الشرق الاوسط".
واضافت انه طالما استمرت واشنطن في انتقاد "انتكاس الديموقراطية في مصر فان الابواب تبقى مفتوحة امام بوتين لكسب نفوذ في مصر على حساب مصالح الولايات المتحدة".