معلومات جديدة عن حياة أبي بكر البغدادي
يقود أبو بكر البغدادي الذي أطلق علي نفسه "خليفة المسلمين”، المجموعة الإرهابية الأخطر والأقوى في العالم اليوم، وتقتصر "خلافته” حالياً على مناطق في العراق وسوريا، ولكن لا توجد عن حياته الشخصية سوي معلومات قليلة.
وفي يوليو ٢٠١٤، نشر شريط فيديو لخطاب يلقيه رجل أسود الثوب ومعمم، قيل إنه أبو بكر البغدادي زعيم "داعش”. لا يوجد سوى صورتين من البغدادي تم تأييدهما. ويبدو أن زعيم داعش وخلافاً للزعيم السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن وخلفه أيمن الظواهري، لا يرغب في الحضور أمام الملأ والدعاية الإعلامية. ولهذا السبب يقال له "الشبح”.
ومن اجل الحصول علي معلومات عن الحياة الخاصة لزعيم داعش، سافر صحفيون من صحيفة "سود دويتشه تسايتونج” الألمانية والقناة الأولي في التفيزيون الألماني، إلي العراق وعثروا علي صور ووثائق غير معروفة حتى الآن، تقدم دراستها صورة عن الحياة الخاصة لزعيم داعش. كما تحدث الصحفيون مع الجيران ومعارف البغدادي السابقين أيضاً.
العمر ومكان الميلاد والأسرة
تم العثور في التحريات على النسخة الأولى من بطاقة هوية أبي بكر البغدادي العائدة إلي عام ١٩٨٠. وبناءً عليها، ولد زعيم داعش في الأول من يوليو عام ١٩٧١ في مدينة سامراء (العراق)، واسمه الحقيقي هو إبراهيم عواد إبراهيم البدري. ويقول الجيران إن البغدادي كان الابن الثالث (أربعة ذكور) لأسرة مزارعة وهادئة.
ماذا يعلّم داعش للتلاميذ ؟
حسب صحيفة "دويتشه تسايتونج”، رسب البغدادي في المدرسة مرة واحدة، وفي عام ١٩٩١ حصل علي شهادة الدبلوم ودرجته ٤٨١ من أصل ٦٠٠. وكان يتمتع في أيام الدراسة بميزة خاصة بعنوان "أخ الشهيد”، حيث قتل أخوه الأصغر الذي كان يخدم في صفوف جيش الديكتاتور العراقي المخلوع صدام. وأعفي البغدادي من الخدمة العسكرية بسبب مشاكل بدنية، وتظهر استمارة الفحص الطبي للبغدادي أثناء فترة دراسته الجامعية بأنه حسير البصر. وقال أحد أصدقاء البغدادي، إنه كان دائماً مهتماً بلعب دور القائد.
الدبلوم والدراسات العليا
بعد أخذ الدبلوم، يختار أبو بكر البغدادي الدراسة في جامعة بغداد، واستناداً إلى الأدلة المتاحة، فقد اختار فرعه الأول القانون، ثم اللغات الأجنبية والعلوم التربوية.
ولكن درجة دبلوم "الخليفة” لم تكن تصلح لدخول الجامعة ودراسة هذه الفروع، ولذلك اختار جامعة الشريعة الإسلامية في بغداد لدراسة القانون (الإسلامي). ولاحقاً غيّر فرعه الجامعي إلي "العلوم القرآنية”.
من هو أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي ؟
مع تقدم تنظيم داعش الإرهابي في العراق، كثر الحديث الآن عن زعيم هذه المجموعة أكثر من أي وقت مضى . وبسبب أعمال القتل والذبح التي قام بها في العام الماضي، فاق البغدادي زعيم تنظيم القاعدة في الشهرة والنفوذ بين الجماعات المتطرفة.
حصل البغدادي علي شهادة الماجستير في عام ١٩٩٩، وكان موضوع رسالته "تفسير القرآن الكريم ". ثم واصل دراسته الجامعية في مرحلة الدكتوراه. وتزوج زعيم تنظيم داعش الإرهابي لأول مرة في عام ٢٠٠٣ في محافظة الأنبار العراقية .
وبعد الغزو الأمريكي للعراق (مارس ٢٠٠٣)، اعتقل البغدادي في فبراير ٢٠٠٤ لأسباب غير معروفة حتى الآن، وتم احتجازه لمدة ١٠ أشهر في معسكر "بوكا” في جنوب العراق. وفي تحريات الصحفيين، تم العثور على شهادة تعود إلي ٣٠ من يونيو ٢٠٠٤ بقلم الأستاذ المشرف للبغدادي. مكتوب عليها: "لم يتصل بي (قبض عليه) ".
في معسكر بوكا يتم احتجاز المشتبه بهم في قضايا الأمن والإرهاب إلي جانب قوات الجيش العراقي السابق في عهد صدام. ويعتقد الخبراء أن هذا الجوار قد ترك تأثيراً كبيراً علي السلوك الحالي للبغدادي والمجموعات التي تعمل تحت قيادته.
بعد الخروج من معسكر بوكا في ديسمبر ٢٠٠٤، يعود البغدادي إلي الجامعة، ويصبح بالتزامن مع ذلك مؤذن حي "طوبجي” بشمال بغداد. وفي عام ٢٠٠٧ يناقش أطروحته للدكتوراه، وينهي مرحلة الدكتوراة بدرجة ٨٢ من أصل ١٠٠. والأستاذ المشرف وعلى الرغم من امتعاضه من الأخطاء الإملائية المتعددة، يعطيه درجة "جيدة جداً”.
قالت جامعة بغداد للصحفيين الألمان إن رسالة البغدادي للدكتوراه غير موجودة. ويبدو أن كل النسخ الثلاث لهذه الرسالة قد سرقت.
زعامة داعش
بناءً على الأدلة المتاحة، يغيب أبو بكر البغدادي عن الأنظار بعد الانتهاء من الدراسة. وبالتالي فإن الادعاء بأن البغدادي قد تعرف شخصياً علي الرئيس السابق لفرع تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي ، لا يمكن أن يكون صحيحاً، لأن الزرقاوي قد قتل في هجوم جوي شنه الجيش الأميركي في عام ٢٠٠٦.
يدعي البغدادي أيضاً بأنه "من السادة” ومن سلالة نبي الإسلام(عليه آلاف التحية والثناء)، ولكن لم يجد الصحفيون الألمان في أبحاثهم أي دليل على صحة هذا الادعاء.
ووفقاً لتقدير الحكومة العراقية وأجهزة الاستخبارات الغربية، بدأ البغدادي القتال في البداية في مدينته – سامراء – وتحت لواء القاعدة في العراق.
يقال إن الفرع الجامعي لزعيم داعش يساعده على تبرير أعماله الإرهابية المروعة باسم الدين. وفي عام ٢٠١٠ نصبت الميليشيات البغدادي أميراً عليها، وقام الأخير في أبريل ٢٠١٣ بإقامة "الخلافة الإسلامية”؛ في العراق أولاً ومن ثم في سوريا. وقام داعش (الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) أخيراً وبحجة أن "الخلافة الإسلامية” لا حدود جغرافية لها، باختصار اسمه إلي "الدولة الإسلامية”.