تهديدات داعش .. ثقة كبيرة بالوطن وجيشه يعززها رفع منسوب الوعي الشعبي
أكد خبراء أمنيون أن تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي ضد المملكة "تستهدف ترهيب المجتمع الأردني، ومحاولة شق الصف الوطني".
وفيما اشاروا الى انها تهديدات لن تفت من عضد المواطن الذي بات على وعي تام بما يدور في المنطقة، ويثق بقدرات أجهزته الأمنية وجيشه المتأهب لصد أي محاولة إرهابية، فقد شددوا على رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة المرحلة، والتكاتف لإسناد جهود الأجهزة الأمنية بالتصدي لأي محاولات إرهابية.
وبينما أعلن "داعش" عن عزمه استهداف الساحة الأردنية، تكثف الأجهزة الأمنية استعداداتها لمواجهة أي خطر إرهابي، يمكن أن تتعرض له البلاد، وسط حالة تأهب ملحوظة، وتحديدا في الأماكن العامة، ناهيك عن حالة التأهب العسكرية على الشريطين الحدوديين المحاذيين لسورية والعراق.
ورجح مسؤول أمني سابق في مديرية الامن العام، أن الهدف من رسائل الوعيد والتهديد التي ينشرها متحدثون باسم "داعش" بين الحين والآخر، هو "ترهيب للمجتمع الاردني، وإرباك للدولة ومحاولة لإرهاقها، وشق الصف الأردني، الذي توحد في مكافحة التطرف والإرهاب، بخاصة بعد حادثة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة".
وأضاف المسؤول السابق، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه ليس من الضروري أن تنفذ "داعش" تهديداتها، لكنها حتما ستمس الاستقرار الأمني، بخاصة أن هذه الرسائل ستدفع قوات الأمن، لأن تكون في حالة تأهب، لصد أي محاولة إرهابية "ولا يجوز أمنيا التعامل مع أي تهديدات من هذا النوع باستخفاف".
وقال المسؤول الأمني السابق إنه "يتوجب أن تكون هنالك خطط واستراتيجيات عميقة، يضعها ذوو رؤية وخبرة متميزتين، ترتكز على محور أساس، هو الإعلام، لإيصال رسائل توعوية للمواطن، تؤكد على تعاونه مع مؤسسات الدولة في مكافحة الإرهاب، ولتحقيق استقرار أمني اجتماعي إنساني أفضل، بعيدا عن التطرف والإرهاب".
وأشار إلى أن هنالك عدة أدوار لمكافحة الإرهاب وكل من يؤيده، وذلك عبر الخطاب الديني الحضاري المعتدل، وتكثيف المحاضرات والندوات العلمية، التي تعتمد على الحوار الموجه لفئة الشباب.
وأضاف المسؤول أن "الأردن يتميز تاريخيا بمتانة منظومته الأمنية، التي تكون عادة هدفا لنيل التنظيمات الإرهابية منها، والتي تعتمد على مؤيديها أو خلاياها النائمة، لكن المجتمع الأردني وبكافة أطيافه وألوانه، محصن وعلى درجة عالية من الوعي المجتمعي، ويدرك تماما ما يحاك ضد الوطن"، مؤكدا أن سفينة الأردن، تصل دائما إلى بر الأمان، برغم محاولات التنظيمات الإرهابية العبث بأمن الوطن.
من جهته، يقول الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن أبو زيد إن "الدولة الأردنية، تعاني من تهديدات إرهابية من عدة جهات، ومنذ أعوام سابقة، وليست هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها تهديدات من داعش أو غيرها". وأضاف أبو زيد أن "الأردن لديه خطط استراتيجية لمواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي، كما أن لدى الأجهزة الأمنية خبرة في التعامل مع هذه التهديدات". وأشار إلى كفاءة الاجهزة الأمنية، بالتعامل مع قضايا الإرهاب والتطرف ومع التهديدات كافة.
وأشار إلى أن المواطن ونتيجة للظروف الأمنية المحيطة بالأردن أصبح لديه وعي تام، بما يدور على نحو كامل في المنطقة، فالأردن في موقع ملتهب، وبالتالي سيوفر ذلك وعيا وطنيا وفكريا يستطيع بعدها تفويت الفرصة على أي تنظيم إرهابي.
وأكد أن المواطن يستمد مقاومته ومعنوياته وفكره من ثقته بالأجهزة الأمنية.
وفيما يتعلق بالخلايا النائمة، أوضح أبو زيد ان "هذه الخلايا قد تلاشت بعد توحد الأردنيين خلف القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية، بخاصة بعد حادثة الكساسبة".
وأكد أن تلك الخلايا تضاءلت وانسحبت من ثوب "داعش" او التنظيمات الإرهابية، وتراجعت عن تنفيذ أي أعمال تشكل خطرا على الأمن الوطني.