الأردن يترقب المشهد الايراني الداخلي لبناء موقفه السياسي
يترقب الاردن بعين واعية المشهد الداخلي الايراني بعد الوصول لاتفاق اطار بين طهران والغرب على برنامجها النووي، اضافة الى الموقف الايراني المتوقع خلال الفترة المقبلة على خلفية عاصفة الحزم التي ضربت اقرب حلفاء ايران في اليمن.
الاردن ما زال مقتنعا ان العلاقة الدبلوماسية بين عمان وطهران هي في سياق جس النبض وفتح القنوات للتواصل، من دون الدخول في توازنات ومن دون الحديث عن انفتاح، بل تاتي في سياق اعادة التموضع كما يفضل ان يسميها رئيس الوزراء الاسبق معروف البخيت.
علاقة عمان وطهران عادت الى السطح بعد عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وتشارك بها الاردن على حليف ايران في اليمن 'الحوثي وعلي عبدالله صالح'، غير ان بعض دوائر صناعة القرار السياسي تؤكد انه كان بالامكان افضل مما حدث، وكان يمكن ان يقود الاردن جهدا دبلوماسيا مع الحوثي واحمد علي عبدالله صالح، الذي حصل على شهادات وتدريب عسكري في ميادين الجيش العربي خلال السنوات الماضية.
السفير الاردني في طهران عبدالله ابو رمان سيغادر عمان السبت متوجها لعمله بعد انتهاء عطلة عيد النيروز، ويتوقع حسب وزير الخارجية ناصر جودة ان تصدر الخارجية الايراني كما وعدته قبل عطلة النيروز بيانا حول ملابسات تصريحات قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني وحديثه عن قدرة ايران تحريك الشارع الاردني.
السفير ابو رمان جاء الى عمان في عطلته وكانت العلاقات تسير باتجاه جس النبض واعادة التموضع، غير ان عاملين استراتيجيين طارئين وقعا خلال الثلاثة اسابيع الماضية وهما البدء بعاصفة الحزم على الحوثيين المدعومة من الحرس الثوري الايراني والاتفاق الايراني الدولي على البرنامج النووي.
الاردن في الحرب على الحوثيين اوضح بانه يقف ويشارك في عاصفة الحزم، ضد الحوثي ودعما للشرعية في اليمن، برغم ان الدبلوماسية الاردنية كانت تمتلك مساحات الجيدة للحوار وممارسة دور في اليمن كما لعبت عمان دورا المصالحة بين اليمن الشمالي والجنوبي وعقدت المصالحة والاتفاق في عمان برعاية الراحل الكبير الحسين بن طلال.
عاصفة الحزم قطعت الفرصة على دور اردني، لكن الاردن في الملف الثاني وهو الاتفاق الايراني الدولي على البرنامج النووي فانه يملك مساحة للحركة لامكان تقارب بين عمان وطهران على قاعدة المصالح المشتركة.
لكن الدبلوماسية الاردنية تطرح سؤالا حول امكان نجاح الاتفاق الاطاري بين طهران والغرب، خاصة انه توجد ممانعة ايرانية في الداخل من قبل تياري المتشددين الذين يرون في الاتفاق هزيمة سياسية وامنية لايران في برنامجها الذي كانت تتوقع ان يمكنها من تملكها للسلاح النووي.
الصراع بين اجنحة النظام الايراني المتمثل بتيار الاعتدال الذي يقوده الرئيس حسن روحاني وتيار التشدد الذي يقوده المرشد الاعلى والحرس الثوري الايراني، يتوقع ان يظهر ويطفو على السطح خلال الاسبوع المقبل بعد انتهاء عطلة الدولة، الامر الذي سيفتح الباب على مصراعيه لاحتمالات فشل الاتفاق من قبل الداخل الايراني لانه لا بد ان يمر ببوابة المجلس التشريعي والحصول على موافقته، اضافة الى ممانعة اسرائيلية وتوجس عربي من الاتفاق.
القابل من الايام سيشهد حالة من الترقب الاردنية للمشهد الداخلي الايراني خاصة في ظل معلومات لمراكز دراسات استراتيجية دولية ومراقبين دوليين عن امكان مهاجمة اتفاق الاطار بين طهران والغرب لاحباطه، فالطريق حسب هذه المراكز والمراقبين لم تكتمل وهي بالاصل ليست مفروشة بالورد امام الرئيس روحاني وحكومته ومفاوضيه.